الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القارعة.. يوم يدخل الهلع إلى القلوب

2 يونيو 2017 18:10
محمد أحمد (القاهرة) «القارعة» من أسماء يوم القيامة، وقيل صوت النفخة، وقال الضحاك هي النار، والقرع هو الضرب بشدة بحيث يحصل منه صوت شديد، ويدل هذا الاسم على الهلع الذي يدخل في قلوب العباد، نتيجة لشدة أهوال هذا اليوم، وسميت بالقارعة لأنها تقرع القلوب بأهوالها. ورد اللفظ في القرآن في سورة «القارعة»، قال تعالى: (الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ)، «الآيات: 1 - 3»، جاء في تفسير الوسيط أن القارعة هي القيامة نفسها، ومبدؤها النفخة الأولى ومنتهاها فصل القضاء بين الخلائق، وسميت به لأنها تقرع القلوب بهولها، ثم زاد سبحانه أمرها تعظيما، فقال: «وما أدراك ما القارعة» يعني أنها أعظم من تقديرك وتوقعاتك مهما تخيلت أمرها. قال ابن عباس، «القارعة» من أسماء يوم القيامة، عظمة الله وَحَذَّرَهُ عِبَاده، وقال قتادة سمعت أن القارعة والواقعة والحاقة، هي القيامة، وهي الساعة التي يقرع قلوب الناس هولها، وعظيم ما ينزل بهم من البلاء عندها، وذلك صبيحة لا ليل بعدها، وقال أبو جعفر بن الزبير: لما قال الله سبحانه وتعالى: (أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ)، «العاديات: الآيات 9 - 10»، قيل يوم القيامة الهائل الأمر، الفظيع الحال، الشديد البأس، والقيامة هي القارعة، وكررت تعظيما لأمرها، ثم زاد عظيم هوله إيضاحا بقوله تعالى، يوم يكون الناس كالفراش المبثوث، والفراش ما تهافت في النار من البعوض، والمبثوث، المنتشر وتكون الجبال كالعهن المنفوش الصوف المصبوغ. وذكر السعدي أن القارعة، تقرع الناس وتزعجهم بأهوالها، ولهذا عظّم أمرها وفخّمه بقوله القارعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة يوم يكون الناس من شدة الفزع والهول، كالفراش المبثوث أي كالجراد المنتشر، الذي يموج بعضه في بعض، والفراش هي الحيوانات التي تكون في الليل، يموج بعضها ببعض لا تدري أين تتوجه، فإذا أوقدت لها نار تهافتت إليها لضعف إدراكها، فهذه حال الناس أهل العقول، وأما الجبال الصم الصلاب، فتكون كالعهن المنفوش أي كالصوف المنفوش، الذي بقي ضعيفا جداً، تطير به أدنى ريح، ثم تكون هباءً منثوراً، فلا يبقى منها شيء يشاهد، فحينئذ تنصب الموازين، وينقسم الناس قسمين، سعداء وأشقياء، فأما من ثقلت موازينه، رجحت حسناته على سيئاته فهو في عيشة راضية في جنات النعيم، وأما من خفت موازينه بأن لم تكن له حسنات تقاوم سيئاته، فأمه هاوية، مأواه ومسكنه النار التي من أسمائها الهاوية، تكون له بمنزلة الأم الملازمة كما قال تعالى: (... إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا)، «سورة الفرقان: الآية 65».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©