الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخوض في الأعراض والتحرش بالفعل أو القول

الخوض في الأعراض والتحرش بالفعل أو القول
2 يونيو 2017 18:09
أحمد شعبان (القاهرة) أمرنا الإسلام بحفظ أعراض وأموال وحياة الناس، ونهى عن التحرش بالفعل أو القول، أو ظلم الآخرين والعدوان عليهم، وفي المقابل أمرنا بمعاملة الناس بالحسنى واللين والمعروف، وأشار القرآن الكريم إلى أن من يفعل ذلك يكون آثما وظالما، قال تعالى: (وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً)، «سورة النساء: الآية 30». يقول الدكتور محمد نبيل غنايم أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة: ورد النهي عن الاعتداء على الآخرين والتحرش بهم بكل صوره في كتاب الله في مواضع كثيرة منها قول الله تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)، «سورة البقرة: الآية 190»، أمر الله المسلمين بالقتال في سبيل الله فقط، ونهى عن الاقتتال بينهم، ونهى عنه بكل أنواعه وخاصة على النساء والأطفال والرهبان والمرضى، والتمثيل بالقتلى وقتل الحيوانات وقطع الأشجار. ومن أسباب التحرش والتعرض للأعراض الابتعاد عن تعاليم الدين، وهُناك أزمة أخلاقية تضرب المجتمعات، فقد اندثر الكثير من الأخلاقيات والقيم الفاضلة مع هذه الأجيال الجديدة، وسوء التربية وانعدام الرقابة الأسرية، وكذلك المؤسسة التعليمية التي لم يعد لها دور يذكر في الجانب التربوي، وبعض القنوات الفضائية الفاسدة المضلة التي تصور الحلال حراماً والحرام حلالاً، والبطالة التي يعيشها الكثير من الشباب، وهؤلاء ممن لا يجدون عملاً، فصار الجلوس على المقاهي ومعاكسة الفتيات من الأسباب الرئيسة لتلك التصرفات. ولعلاج هذا السلوك يجب مراجعة المنظومة الأخلاقية للمجتمع، التي باتت في مستوى سيئ لا يمكن معها أن يكون هناك مجتمع سليم، ويجب التركيز على دور الأسرة في التربية ومراقبة أبنائها، وغرس القيم الدينية في النشء ذكوراً وإناثاً، فهي العاصم من الوقوع في الزلل، أو الانسياق وراء الغرائز من دون تبصر أو تدبر، وإحكام الرقابة على الشباب والفتيات من الوالدين، كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، وإشغال وقت الفراغ بما يفيد، وخلق الاهتمامات النافعة على مستوى الفرد وأفراد أسرته ومجتمعه، فقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ». ومن سبل علاج التحرش أيضاً التزام المرأة بأحكام الإسلام في هيئتها ولباسها وكلامها عند خروجها من المنزل، لمزاولة عمل أو تعلُّم أو قضاء حاجة؛ لأن هذا يلزم غيرها باحترامها وعدم التعرض لها، وهذا كان سبباً في نزول قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ...)، «سورة الأحزاب: الآية 59»، وبث البرامج الهادفة في وسائل الإعلام، وإتاحة الفرصة أمام الجنسين للوقوف على أحدث معطيات التقدم العلمي، وتحويل الفضائيات التي تخاطب الغريزة إلى فضائيات علمية أو تثقيفية، لقطع دابر الإثارة التي تتخذها هذه الفضائيات منهجا لها، وتيسير سبل الزواج بين الجنسين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©