الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قصص تراثية ملهمة صاغت المزاج الثقافي

قصص تراثية ملهمة صاغت المزاج الثقافي
28 ابريل 2018 00:26
محمد عبد السميع (أبوظبي) استضاف مجلس الحوار، بمعرض أبوظبي للكتاب، ندوة بعنوان «صنع في الإمارات ـ قصص تراثية ملهمة»، شارك فيها: أوت كروز، وأميرة بن كدره، ونادية النجار، وعبد الله الشرهان. وتحدثوا فيها عن التحديات التي واجهتهم خلال محاولتهم توثيق وسرد القصص والحكايات التراثية. أدارت الندوة: جنات بومنجل، التي أشارت إلى أن مشروع «صنع في الإمارات» هو مشروع ينفذه المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، ومعهد جوته بمنطقة الخليج. وقد نجح في تشجيع نخبة من المؤلفين الإماراتيين على كتابة قصص أطفال مستوحاة من تراث الإمارات، تستحضر منظومة العادات والتقاليد الأصيلة من ثقافة المكان، وتعد إضافة مهمة إلى مكتبة أدب الطفل المحلية والعربية. الكاتبة والرسامة الألمانية أوته كراوس أشارت إلى أن المشاركين في الجلسة شاركوا في ورشة ضمن 13 مشاركاً، قامت بالإشراف عليها، استضاف الورشة معهد الشارقة للتراث على مدار 4 أيام في أبريل الماضي، وتناولت كيفية إحياء فن سرد الحكايات الشعبية والتراثية، وتدوينه في كتاب، وبعد انتهاء الورشة، كُلّف المشاركون بكتابة قصص وحكايات شعبية قادرة على جذب الأطفال ومساعدتهم في استكشاف تراثهم، وبالوقت نفسه تشجيعهم على الاهتمام به. وأضافت: «بدأنا بقصص مختلفة معبرة عن البيئات الثلاث الصحراوية والجبلية والساحلية. وتحدثنا مع الرواة والجدات لمحاولة ربط الأجزاء المفقودة واستكمالها»، وتابعت: «وقد لاحظت في هذه التجربة أن هناك عناصر تتشابه مع حكايات مماثلة في جميع أنحاء العالم، ويتماثل بعضها لدرجة تجعلنا متأكدين من أنها أتت من المصدر نفسه، ولذلك لا بد من وجود قراءات مختلفة لها، لأننا حين نتأمل هذه الحكايات، نجد أن الأجيال تناقلت بعضها في الصحراء، وبعضها في البحار، وفي الجبال، والسهول، ولهذا تختلف هذه الحكايات، وفق أساليب الحياة، والبيئة، وطرق التواصل المختلفة، وإذا لم يروِ الآباء لأبنائهم هذه الحكايات على اختلافها، فإن الأبناء لن يصبحوا قرّاء مدركين لتاريخهم وهويتهم. وتحدثت كروس عن قصة الهبان كواحدة من القصص الممتعة التي تم تجميعها وإصدارها ضمن نتاجات الورشة. وعبرت كروس عن رؤيتها لمضمون الحكاية التراثية الشعبية، وما يقابلها من الحكايات الحديثة، مؤكدة ضرورة احتوائها على رسائل توعوية إيجابية تعلمهم القيم والحكمة وحب الآخر وقبوله. من جانبها، أكدت الكاتبة الإماراتية نادية النجار، دور وأهمية قصص الفلكلور في مجتمع الإمارات، وتحدثت عن الدوافع والأسباب التي من أجلها تم رواية وتأليف هذه القصص بهدف توصيل رسالة تربوية هادفة، لربط الأطفال بماضيهم. وأوضحت أن المصادر كانت صعبة لأن الأجداد لم يوثقوا لكثير من القصص، مثل قصة «الغواص سالم»، فهناك أبيات شعرية بالقصة غير مكتملة، ولم أتمكن من معرفة قائلها. وأشارت إلى أنها حرصت على كتابة هذه القصص بشكل يبرز، ويحافظ على هيكلها السردي. وأشارت أميرة بن كدره إلى أنها واجهت صعوبات كثيرة أثناء توثيق القصص الفلكلورية، وذلك باختلاف الروايات عن القصة الواحدة في البيئات الثلاث الساحلية والجبلية والصحراوية، وتابعت: «كان طبيعياً أن أختار القصة التي تكون شائعة أكثر، ويتفق عليها أكثر من مصدر. وأيضاً المصادر كانت ضعيفة وقليلة وغير مناسبة لسد ثغرات وأجزاء من بعض القصص. وقد حرصت على التأكد من أن رسالة القصة وجذورها التراثية واضحة». وتحدث الشرهان عن الصعوبات التي واجهته في تصميم الرسومات المناسبة لهذه القصص، قائلاً: «رسم قصص الأطفال كان تحدياً كبيراً، وقد حرصت قدر الإمكان أن تعكس الرسومات الأسلوب الواقعي المعبر عن البيئات التي احتضنت هذه الحكايات، وذلك بمراجعة مصادر مماثلة لأحداث القصة، فهناك تفاصيل وأوصاف كانت متداولة بين أحاديث العامة عن الكثير من الشخصيات الخرافية، وقطعاً هذا الوصف وهذه الصور أفادتني كثيراً في تخيل الرسمة، وإنتاج اللوحة المناسبة المعبرة عن هذه الشخصية الخرافية». وأكد الشرهان أن الرسم لابد أن يكون متوازناً، حتى يتحقق التلاؤم السوي المرجو بين الشكل الفني وعلاقاته، والمرحلة السنيّة التي يقدم لها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©