الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بحيرة «ورثير سي» النمساوية منتهى الرفاهية وملتقى الرحلات العائلية

بحيرة «ورثير سي» النمساوية منتهى الرفاهية وملتقى الرحلات العائلية
5 ابريل 2011 21:32
كلما أمعن السائح نظره في جماليات النمسا، عاد وفي جعبته الكثير من المناظر الخلابة التي تكشف أكثر من جانب من جوانب سحر الطبيعة بخضرتها وزرقة مياهها. تتعاقب الفصول على تلك البقاع المزدانة بسحر المشهد، وتشير دوما إلى أجمل بحيرات إقليم “كارينثيا”. إنها بحيرة “ورثير سي” الشهيرة على الحدود مع إيطاليا وسلوفينيا . وهي بحيوتها الدائمة تسترخي وسط الجبال ومنحدرات التلال كواحدة من الوجهات السياحية المفضلة لقضاء العطلات العائلية في فصل الصيف. أول ما يجذب المرتادين إلى بحيرة “ورثير سي”، مناخها المتوسطي الذي يمتاز بالهواء العليل في مختلف أيام السنة. وهذا يشجع على وضعها من ضمن المواقع الرائدة سياحياً في النمسا والتي تجدر زيارتها على اعتبارها بمثابة قلب المنطقة النابض الذي يضم 5 بحيرات. يبلغ طولها مجتمعة 17 كيلومترا، وتتمتع مياهها بدرجة حرارة دافئة لا تتجاوز الـ 27 درجة مئوية في فصل الصيف. وهو سبب كاف يجعلها المقصد الأول للسكان وضيوف المناطق الأوروبية المجاورة ممن يقصدونها للقيام بنزهات في القارب والاستمتاع بالمأكولات المحلية. وكذلك المشاركة في تناول عشاء الذواقة عند المطاعم المحيطة والتي تبدو كالشرفات المطلة على البحيرة المتوهجة بالنشاطات والفعاليات الترفيهية. مياه متجمدة تعتبر بحيرة “ورثير سي” من المواقع الحيوية في إقليم “كارينثيا”، وهي تمتد من “كلاجنفورت” في الشرق إلى “فيلدين” الواقعة في الغرب. يحوطها من الشمال والجنوب تل شديد الانحدار يقع عند سفوح جبال الألب، تغطيه الغابات الكثيفة المكللة بالثلوج على مدى أشهر طويلة. ويبدو أن اللون الأخضر المحيط بها يمنح البحيرة شيئاً من الخصوصية، إذ أن مياهها تشتهر بلونها الأزرق الداكن. وأكثر من ذلك فهي تمتزج بالثلوج البيضاء في فصل الشتاء، كما أن سطحها يتجمد كليا مرة كل 10 سنوات تقريباً، مما يمنحها سبباً إضافياً لتتحول إلى مصدر جذب لأعداد كبيرة من محبي رياضة التزلج. وبالنظر إلى إقليم “كارينثيا” الواقع في أقصى جنوب النمسا، فهو يعد من أجمل البقاع الخضراء في المنطقة، إذ يتميز بقربه من بلدان كثيرة وبسهولة الوصول إليه من ألمانيا وإيطاليا وسلوفينيا. وهو واحد من أكثر وجهات السفر والإجازات شعبية بالنسبة للعائلات التي تهوى قضاء العطلات في ربوعه. وهناك يحلو لقاء الأصدقاء في رحلات التخييم التي يشارك فيها الصغار كما الكبار، مع التقاط الصور التذكارية لأجمل التجارب المشوقة. ومما يمنح إقليم “كارينثيا” كل هذه الأهمية السياحية، تلك المروج الخضراء الخصبة التي تنتشر على جانبيه، والتلال المتنوعة المفروشة كالبساط المتموج على امتداد النظر. وهنا يشعر السائح بدفء الاستقبال منذ اللحظات الأولى لوصوله، كما وأنه يكون محاطا بأكثر من ألف بحيرة نقية صالحة للشرب. تنتشر على امتداد مناطق يسكنها الهدوء وهي بعيدة عن صخب الحياة، حيث الاسترخاء في أحضان الطبيعة البكر. منتجع شاطئي بالانتقال إلى “كلاجنفورت” عاصمة الإقليم النمساوي، فهي من أغنى المدن بالأحداث السياحية التي لا تترك مجالا للملل على اختلاف ساعات اليوم. تحوط بها سلسلة غابات تغطي سهولها وتلالها والجبال. وإلى الجنوب منها تقع سلسلة جبال “كاراوانكن”، التي تفصل إقليم “كارينثيا” عن سلوفينيا وإيطاليا. كما أن قرب العاصمة من مختلف الدول الأوروبية، يضعها على صلة دائمة مع أشهر الأحداث السياحية. ويمنحها أهمية سياحية إضافية إذ إنها ترتبط مع هذه الدول بعلاقات مباشرة، وتتصل بها عبر المطارات ومحطات القطار من عدة مدن مثل “ميونيخ”، “ميلانو”، “فينيسيا” و”لوجبلجانا”. وعلى مقربة من هذا المحيط الشهير، تقع قرية “فيلدين” عند الطرف الغربي من بحيرة “ورثير سي”، والتي تعرف بتاريخها العريق كمنتجع شاطئي. وهي تضم الكثير من المطاعم والمتنزهات المتفاوتة الحجم كواحدة من أكثر القرى ذات الشعبية حول البحيرة. وفي قرية “بورتشاش” القريبة تتفتح الأزهار في كافة الأرجاء وعلى مدار السنة حيث يمكن مشاهدة المناظر البديعة بمجرد التجول مشياً على الأقدام. وتوفر “بورتشاش” أجمل منظر لغروب الشمس من خلف البحيرة، والذي يمكن الاستمتاع بتأمله خلال الجلوس عند أحد المقاعد الموزعة على الأرصفة الأنيقة. وتمتد القرية بأكملها فوق شبه جزيرة وهي تضم مجموعة واسعة من المباني التاريخية الجميلة التي شيدت على الطراز المعماري التقليدي للمنطقة. ضيافة آسرة “كلاجينفورت” ليست مجرد مدينة نابضة بالحياة ولكنها أيضاً مدينة تاريخية بامتياز. فقد حدد بناؤون إيطاليون بارعون المظهر الخارجي للمدينة القديمة، والتي أتقنوا تقسيمها بما يجعل من كل ركن فيها حكاية للاستمتاع والاسترخاء. وكأنهم من غير قصد أو بقصد أرادوا لها أن تتربع لفترات طويلة على عرش الضيافة الآسرة من بين الربوع الأوروبية. وفي هذه الأرجاء يمكن اكتشاف مبان مذهلة تعود إلى عصر النهضة وباحات داخلية مقنطرة ومظللة بالأشجار. وعند التجول في المدينة القديمة، فإن الملاحظة الأبرز خلوها من السيارات مما يزيد من متعة التسوق داخل “البوتيكات” العصرية ومتاجر بيع الهدايا التذكارية. وختام الرحلة يجب أن يكون في أحد المطاعم المجاورة التي تقدم المأكولات التقليدية، مثل “الكاسندودل” وهو نوع من المعجنات المحشوة بالجبن المخثر. أو “الريتشرت” وهو طبق مصنوع من الشعير. لطالما كانت قلعة “شلوس فيلدين” الأسطورية، المبنية في الأصل بين عامي 1590 و1603، الوجهة السياحية المفضلة لدى المشاهير وأفراد الأسر الملكية وأصحاب المقامات الرفيعة ونجوم الأفلام والكتاب. وهي عبارة عن منتجع نمساوي طبيعي معروف بين نخبة المجتمع الأوروبي كملاذ للترف. ويقع اليوم عند الجانب المشمس من جبال الألب، منتجع وفندق “كابيلا” الذي خضع لتحول بعد إعادة افتتاحه صيف عام 2007. الفندق “البوتيك” مصمم ليقدم تجربة متكاملة تجمع في الوقت نفسه بين الرفاهية التقليدية والتصميم المعاصر. وهو بتفرده يحتل موقعا ملكي النمط، أما شهرته في أنحاء العالم فقد اكتسبها من الدرجة النموذجية للونه الأصفر الذهبي الذي يضيء بحيرة “ورثير سي”. عشاء الفرسان تبحر يوميا 4 قوارب سياحية من بحيرة “ورثير سي”، وذلك من شهر أبريل حتى شهر أكتوبر، من “كلاغنفورت” إلى “فيلدين” ومنها مجددا إلى “كلاجنفورت”. وهناك يمكن القيام بالجولات السياحية والنزول عند الموانئ الصغيرة باستخدام بطاقة البحيرة التي تمنح الضيوف حسومات تصل حتى 50 %. كما تتوافر رحلات أشبه بالمغامرات الساحرة تحت ضوء القمر. وعلى بعد 15 دقيقة بالسيارة يمكن الوصول إلى “تلفريك” جبل “جيرليتزين”. وترتفع قمة الجبل عن سطح البر بحوالي 1909 أمتار، ما يجعلها وجهة سياحية ممتازة ذات إطلالة بانورامية على المنطقة الغنية بجمالها الطبيعي. نوع آخر من أنواع الترفيه العائلي يمكن تحقيقه بمجرد زيارة متنزه “ميني مندوس” الذي يأخذ الزوار في رحلة مصغرة حول العالم. وهو يضم 150 نموذجاً من المباني والقطارات والسفن المعروفة، بينها على سبيل المثال مبنى “دار الأوبرا” في سيدني وبرج “إيفل” و”تاج محل” و”تمثال الحرية”. وهناك تشير السيوف القديمة والكتابات المحفورة على الحجارة والقبور الموجودة على التلة، إلى أن قلعة “لاندسكرون” قد تأسست في القرن التاسع الميلادي. ولا تكتمل التجربة التاريخية إلا بزيارة مطعم الذواقة في القلعة، والذي يعود بالضيوف إلى القرون الوسطى حيث يتم تناول العشاء كفرسان العصور القديمة. ومن المفيد ثقافيا الاطلاع على معرض الطيور الجارحة ومشاهدة 93 من قرود المكاك اليابانية، وهي تتجول بحرية في البيئة المشابهة لبيئتها الأصلية. برج ومنبر تقع “كلاجينفورت” عاصمة إقليم “كارينثيا” في الجانب الشرقي من بحيرة “ورثير سي”. وعندها يمكن استكشاف تاريخ يعود إلى 800 سنة بمجرد التجول في أرجائها. وفي برجها الشهير يوجد منبر شاهق يتيح مشاهدة المناظر المذهلة للمدينة من فوق. وتضم المدينة الداخلية مرافق للتسوق تتنوع بين محال البقالة الصغيرة ومتاجر الماركات الشهيرة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©