السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصممة بلجيكية تعيد إحياء أزياء تاريخية بتقنية «القص واللصق»

مصممة بلجيكية تعيد إحياء أزياء تاريخية بتقنية «القص واللصق»
5 ابريل 2011 21:29
اختم مهرجان أبوظبي 2011، الذي يقام تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فعالياته التعليمية بمحاضرة متميزة، تناولت طريقة صنع الملابس التاريخية من الورق، وهذا النشاط يندرج ضمن البرامج التعليمية في المهرجان برعاية “مبادلة”، والمحاضرة من تقديم الفنانة البلجيكية إيزابيل دي بورشجراف. 500 عام تناولت المحاضرة طريقة إعادة تشكيل الملابس التاريخية بواسطة الورق، حيث الفنانة دي بورشجراف خلال محاضرتها طرق استعمالها للورق في تشكيل الملابس والفساتين التاريخية، وأكدت أن الورق المستعمل عبارة عن ورق أبيض كبير خالٍ من الرسومات، وبناء على بحثها المتواصل في تاريخ الملابس الذي يعود لأكثر من 500 سنة، تقوم بالرسم على الورق الأبيض الرسومات نفسها بالألوان نفسها وزخرفتها بالعقيق والأحجار الكريمة عن طريق الألوان إنْ كانت الفساتين تحمل هذه المواد. وأشارت الفنانة دي بورشجراف، التي تمارس الفن لأكثر من 42 سنة، خلال محاضرتها، والتي قدمتها بقاعة المعمورة، وبحضور العديد من المهتمين والطلبة، إلى أن العمل كله يدوي يتم في ورشتها التي تضم 14 عاملة. وأضافت أنها أقامت أكثر من 30 معرضاً حول العالم. على هامش المحاضرة، قالت دي بورشجراف لـ”الاتحاد” إن بدايتها الفنية الأولى كانت بالرسم، وكان ذلك عندما كان سنها 14 سنة، مضيفة أن الفن يحتاج إلى كثير من العمل والاجتهاد ليبرز الفنان عمله. وتابعت “لكي نتعلم الفن والتلوين والمساحات، يجب أن نعمل بكثير من الاجتهاد، وعندما أنهيت دراستي في الجامعة، وكان سني 17 سنة، كنت أود أن أصبح فنانة معروفة”. وتذكر أن بدايتها مع الفساتين يوم كانت تنوي الذهاب إلى حفل فقررت تصميم وإنجاز فستان خاص بها. وأوضحت “في الحفل أعجب الأصدقاء بعملي، وطلبوا مني أن أنجز لهن فساتين بالطريقة نفسها، ولكوني حققت نجاحاً كبيراً فإنني فتحت محلاً لتصميم الملابس بناء على طلبات، وكانت هذه الطلبات ترهقني فنياً، فواحدة ترغب في فستان طويل، والثانية تريده قصيراً، وكلٌ تريد فستان بمواصفات معينة، هذا الأمر لم يسمح لي بخلق مساحات فنية لنفسي، أرسم فيها ما أود وأرغب فيه، وصادف أن استعملت بعض الرسومات وأضفتها على بعض الأقمشة فتحولت شيئاً فشيئاً إلى تصميم الأزياء من الورق”. بحث متواصل أشارت دي بورشجراف إلى أنها كانت تصمم العديد من الفساتين وترسم عليها من خلال بحثها الطويل في تاريخ الأزياء، وفي يوم قررت أن تعمل حفل عشاء في بيتها، وتعرض كل ما جهزته من فساتين، فأنارت الشموع وجهزت المكان، فانبهر ضيوفها بما قدمته، ومن هناك بدأت تطور أفكارها تدريجاً في هذا المجال. وتوضح أنها تعمل على زيارة المتاحف العالمية، والتي استفادت منها في طريقة التصميم، وأنها لم تكن تتوقع بيع هذه الفساتين، وهي فقط لممارسة شغفها الفني والإبداعي المتفرد والنادر أيضاً. وأضافت أن كل الأعمال والفساتين التي تصممها هي عمل يدوي ينفذ في ورشتها الفنية على يد 14 عاملة، مشيرة إلى أن العمل لا يشكل إلا بورق ومقص ومادة لاصقة فقط. وتابعت “العمل ليس بسيطاً وقد نستغرق شهوراً في العمل على فستان واحد، كما أن الرسم على هذا الورق الأبيض الذي نستعمله يجب أن يكون مطابقاً للفساتين الأصلية، وهذا ما نجحنا فيه إلى حد بعيد، بحيث لا يفرق المتلقي بين الفستان الحقيقي والفستان من الورق أثناء العرض”. وأوضحت أنها تستعمل الورق الأبيض في كل الفساتين، وتلونه وترسم عليه بالطريقة الأصلية نفسها، مشيرة إلى أنها تستعمل الأحجار الكريمة وفق شكلها الطبيعي الموجود في الفستان الأصلي. أما عن أشهر التصاميم وأقدمها، والتي قامت بها دي بورشجراف، قالت إنه تصميم لفستان ملكة بريطانيا إيزابيث الأولى، ويرجع تاريخه إلى 500 سنة. أما أصعب فستان صممته فهو لكاترين دي ميديسي التي يرجع تاريخها ما بين (13 أبريل 1519 - 5 يناير 1589)، والتي ولدت في فلورنسا بإيطاليا، وأصبحت ملكة فرنسا القرينة، كونها متزوجة من هنري الثاني ملك فرنسا من عام 1547 حتى وفاته عام 1559. وأشارت إلى أنها قامت بتطريز فستان أمام المرآة، حتى يتسنى لها وضع الأحجار في المكان نفسه وبالقياسات نفسها، لافتة إلى أن بقدرتها أن تجعل الورق مثل الحرير. رسالة فنية تقدم إيزابيل دي بورشجراف رسالة للعالم من خلال ابتكاراتها. في هذا الإطار، قالت “ما أود قوله إن الدائرة تدور وما نقوم به هو للأجداد، ولا أحد يبتكر، كل شيء موجود، وما يجب عمله هو الاجتهاد، لإحياء هذه الأعمال الخالدة، وعندما نستعمل اليد والفكر معا فإننا نحقق السعادة لأنفسنا”. أما عن مهرجان أبوظبي 2011 فإنها قالت إنه يسمح للجمهور باستكشاف روائع العالم من موسيقى ومختلف الفنون، معربة عن سعادتها بالمشاركة في الورشات التعليمية لطلاب المدارس.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©