السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

السيسي رجل المرحلة المقبلة ورفضت 50 مليون دولار للدفاع عن مرسي

السيسي رجل المرحلة المقبلة ورفضت 50 مليون دولار للدفاع عن مرسي
13 ابريل 2014 19:23
أحمد السعداوي (أبوظبي) أفضى المحامي المصري المثير للجدل، فريد الديب، بحديث شامل إلى «الاتحاد»، كشف فيه بعضاً من خفايا وأسرار ما يعرف إعلامياً بـ«محاكمة القرن» الخاصة بالرئيس الأسبق حسني مبارك، والمراسلات بينه وبين نجله جمال، ورفضه مبلغ 50 مليون دولار عرضتها عليه جماعة الإخوان المسلمين للدفاع عن الرئيس المعزول محمد مرسي. كما تطرق إلى دور مساعدات الإمارات العربية المتحدة في مساندة الشعب المصري خلال أزمته الحالية، ورؤيته لمستقبل مصر للفترة المقبلة ودعمه المطلق للمشير عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية، وغيرها من القضايا، باعتبار الشأن المصري يشغل كل عربي يدرك انعكاس الاستقرار بهذا البلد على مجمل الأوضاع في المنطقة. الاستقرار والهدوء فريد الديب الذي حل ضيفاً على أبوظبي الأسبوع الماضي، قال «إن الأجواء الحالية في مصر تحتاج من الجميع الالتفاف حول السيسي كونه رجل المرحلة المقبلة والقادر على لملمة جراح المصريين، من خلال القضاء على الإرهاب والعنف الذي تشهده الدولة المصرية حالياً، داعياً الحكومة المصرية إلى اتخاذ خطوات أكثر حسماً وقوة بهذا الاتجاه كونها السبيل الوحيد لعودة الاستقرار والهدوء إلى مصر، وبالتالي البدء في التعافي من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية الخانقة التي زادت وطأتها خلال السنوات الثلاث الماضية. وأكد أن مصر تحتاج رجلا عسكريا، وكان يفضل تأجيل الدستور والانتخابات وفرض الطوارئ لمدة عامين يتم خلالها القضاء على جميع البؤر الإرهابية التي انتشرت في مصر خاصة في الأقاليم، لافتاً إلى أن الدستور أو ما يسمى بـ«الوثيقة الدستورية الجديدة»، التي وضعتها لجنة الخمسين، ويُعمل بها منذ 17 يناير الماضي، تكبل رئيس الجمهورية وتسلبه كافة السلطات والصلاحيات التي كان يمكن من خلالها لأي رئيس يأتي أن يجري العديد من الخطوات والإصلاحات والإجراءات اللازمة لضبط الأحوال الأمنية، الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية، حيث أخذ الدستور الجديد بالنظام الرئاسي البرلماني، وإنما صارت السلطات الفعلية الدستورية موزعة على مجلس النواب المرتقب، مجلس الوزراء، المجلس العسكري. أما رئيس الجمهورية، إن لم يكن هناك انسجام دائم وتوافق بينه وبين هذه الجهات الثلاث، فلا خير فيه ولا نفع منه. لكن يجب أن نتعامل مع الواقع، وفي هذا لا أجد أفضل من السيسي كرجل عسكري وبطل قومي. متوقعا في الوقت نفسه تغيير الدستور المصري قريبا، حيث لم يعد له القداسة التي تتسم بها الدساتير الجامدة أو المرنة، التي تتحدث عنها كتب علوم الدساتير. دور الإمارات في تخفيف الأزمة وحول ما يستطيع السيسي تقديمه لمصر في المرحلة المقبلة، أورد الديب، أن المشير أعلن بنفسه في الخطاب الذي وجهه إلى الأمة، قبل استقالته بيوم من وزارة الدفاع أن المهمة صعبة جدا، وأن الأحوال متردية للغاية، خاصة في النواحي الأمنية والاقتصادية، وقال إنه لن يستطيع بمفرده أن يفعل شيئاً، وإنما لابد من تكاتف الشعب معه وتعاون الجميع من أجل إخراج مصر من هذه الأزمة، التي لعبت دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت دوراً كبيراً في التخفيف من حدتها على الشعب المصري. وأشار إلى أن مساعدات الدول الثلاث لها تأثير كبير في منع الانهيار والمساعدة على اجتياز مرحلة صعبة جداً، ولكن المصريين يعلمون أن المساعدة أياً كان مقدارها وشكلها أو طريقتها لا يمكن أن تستمر ولا يعقل أن يتم الاعتماد عليها كاملا في نهضة مصر من كبوتها التي تعاني منها، وإنما لابد من وضع وتنفيذ خطط غير تقليدية وواقعية بعيدة عن الأحلام والخيالات للنهوض بالبلاد. وقال ردا على سؤال عن محاولة قادة الإخوان التواصل معه للترافع عنهم، «جرى الاتصال بي من شخص مقرب منهم وعرض عليّ مبلغ 50 مليون دولار للدفاع عن مرسي، لدرجة أني تساءلت عمّن سيدفع هذه الأموال، خاصة أن التنظيم الدولي للجماعة معروف بثرائه الشديد وامتلاكه العديد من الشركات الكبرى في أنحاء العالم، ومنها شركة يرأسها القيادي يوسف ندا، في لوجانو بسويسرا وتسيطر على تجارة أهم سلعتين في العالم، وهما الأسمنت والسكر، وكذلك بنك التقوى ومقره جزر البهاما، والتي جمدت واشنطن أرصدته لمدة شهر عقب أحداث 11 سبتمبر 2011. وأكد أنه رفض الدفاع عن مرسي برغم العرض المالي المغري، لأنه رجل تعمد الإساءة إلى مصر وأبناء مصر ومستمر في هذه الإساءة بصورة أو أخرى بوساطة أعوانه. الرأي العام وفيما يتعلق بقدرته على حفظ التوازن النفسي والبعد عن المؤثرات الخارجية، أثناء ترافعه في قضايا يعتبرها الكثيرون مضادة للرأي العام مثل هشام طلعت مصطفى والجاسوس عزام عزام وأخيرا الدفاع عن مبارك، شرح المحامي الديب أنه لا يهتم مطلقاً بما يقال له «الرأي العام»، كونه لو فعل ذلك لن يعمل في أي قضية. وأضاف «من العجب أن الجُهّال الذين كانوا يهاجمونني أثناء قضية عزام، لم يهاجموا محامي المتهم الأول وهو المصري عماد اسماعيل، رغم أنه من الأحرى أن يهاجموه كونه يدافع عن جاسوس مصري خائن لبلده، ولكن أعداء النجاح هم الذين تناولوا هذا الموضوع من أجل النيل من شخصي، ومنهم كثيرون من أصحاب التيارات الدينية والماركسيين الذين يسيطرون على مواقع عديدة في مصر الآن، الذين يسهمون في زيادة الفتنة والمشكلات فيها». وإذا استمرت الأمور بالشكل الذي تسير به مصر الآن، لابد من وقفة حازمة وخطوات حاسمة من الدولة تجاه البؤر الإجرامية، وإلغاء جميع المنافذ والمسالك والدروب التي يأتي من خلالها التمويل الخارجي، خاصة من يستترون خلف «الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني»، والتي تعد من أخطر أبواب تمويل الإرهاب والعنف، وهي عديدة منها، أميركا من خلال المعهد الديمقراطي الأميركي والذي يقتطع تلك الأموال من المساعدات التي تحصل عليها مصر وفقاً لاتفاقية السلام، قطر، اسرائيل، تركيا، إيران. والذي يجري على الساحة المصرية والعربية حالياً خطة أميركية أوروبية يجري تنفيذها منذ سنوات طويلة تقوم على تركيع العرب واستلاب ثرواتهم من خلال قلب أنظمة الحكم وتحريض المواطنين ضد الحكام، والتذّرع كذباً بالشعارات الفارغة المضمون والعبارات الجوفاء وإثارة القلاقل في العالم العربي. وأضاف «بدأوا في العراق بوصفها دولة ثرية وثاني أقوى جيش عربي، وحرضوه على إيران واستمرت الحرب عشر سنوات كلفت العرب أموالاً طائلة، اتبعها التغرير بصدام وإطماعه بغزو الكويت، واستمرت الخطة حتى يومنا هذا وكان اخرها تغيير نظام الحكم في تونس وليبيا والسعي إلى الجائزة الكبرى وهي تخريب مصر، وهو ما تنبه له السيسي ورجال الجيش في مصر، خاصة بعد وصول نحو 70 ألف مقاتل من القاعدة مدججين بالأسلحة الثقيلة في ليبيا، على الحدود المصرية». لا للقواعد الأميركية وتابع قائلا «إن مبارك كان صاحب مواقف قوية ضد هذه المخططات الأميركية، ما جعل الأميركيين يناصبونه العداء والكراهية، حيث طلب الأميركيون منه عمل قاعدة عسكرية في رأس بناس على البحر الأحمر، ولكنه رفض ذلك بشدة، وطلبوا منه بدلا من ذلك عمل محطة تموين طائرات في أبورديس على البحر الأحمر، وأعلن موافقته على ذلك شريطة أن يمولها الأميركيون ويشغّلها المصريون، ما يعتبر إضافة لمصر، غير أن الأميركيين رفضوا ذلك، علماً بأن المشير أبوغزالة وزير الدفاع آنذاك، كان موافقاً على الفكرة، ما أغضب مبارك فحرص على إخراجه من السلطة، لهذا السبب وليس بسبب قضية لوس أرتين كما يعتقد الكثيرون. وتابع المحامي الديب «أن نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل، طلب من مبارك إعطاء شريط ضيق للفلسطينيين لإقامة دولتهم، فغضب منه مبارك ونهره، وطلب منه عدم الحديث عن هذا الموضوع، لأن الرد المناسب له سيكون الحرب». وقال عن علاقته بالرئيس المصري وتوكيله له للدفاع عنه «صلتي به كانت سطحية ولم يكن لدي أي اهتمام بالسياسة، وكنت أراه رجلاً حكيماً في معظم سياساته، رغم خوفي منه كإنسان عادي يخشى الحاكم، وسبق أن كتبت له بعض الخُطب بناء على طلب منه، وكانت هناك محادثات هاتفية بسيطة، ومن خلال إحداها تحدثنا عن الإفراج عن سعد الدين إبراهيم، على أن لا يتحدث في السياسة، وبالفعل تم إخراجه من محبسه، ولكنه لم يحفظ الاتفاق وعاد مرة أخرى إلى ممارسة الدور المعروف عنه». واستدرك قائلا «إلى أن قرأت في فبراير 2011 أنه تم التحفظ على أمواله وأسرته واستغربت من هذه الإجراءات التعسفية، وبعد ذلك سافرت في إجازة أعطيتها إلى نفسي إلى بيروت في 10 أبريل 2011، وقبل ذلك كنت أوجه نداءات للشباب وكتبت في ذلك مقالات أحذر الشباب من ركوب الإخوان جهدهم، حيث لم تكن 25 يناير ثورة مطلقاً، بل كانت مؤامرة وهو ما كتبته في فبراير 2011. وصباح 11 أبريل، جاءني اتصال من رقم غريب، وفوجئت بأنه مجدى راسخ والد زوجة علاء مبارك، وأعطاني مبارك على الهاتف وطلب مني المجيء إلى شرم الشيخ، وقال لي إنهم سيحققون معي ولا أعرف عن ماذا ولا أثق إلا بك». وأضاف «لا تزال هذه الثقة موجودة بشدة من قبل عائلة مبارك تجاهي، ولا أذيع سراً أني تلقيت خطابا من علاء مبارك في 28 مارس الماضي، يشكرني فيه بشدة على المجهود المضني في قضية القرن، وبأن إخلاصي في عملي والدفاع عن الرئيس السابق لا يضاهيه تقدير من أي نوع». سوء النية ونوه الديب إلى توافر سوء النية في اتهام جمال وعلاء في قضية جمعية الطيارين، وان القاضي كان مغرضا، والهدف من القضية التنكيل بالفريق أحمد شفيق وضمان إبعاده عن مصر بعد تزوير الانتخابات، التي غُيرت نتيجتها لمصلحة مرسي، حيث كان الإخوان قبل 25 يناير يخططون للسيطرة على الحكم، ويدل على ذلك حديث الدكتور محمد حبيب منذ أيام بأنه دعي إلى اجتماع في مكتب الإرشاد بالمقطم قبل 25 يناير، للاتفاق على اسم من سيكون من الإخوان رئيسا للجمهورية، وتحقق بالفعل لهم التمكين من قبل أن يأتي مرسي ويتولوا الحكم، وكان هذا ضمن أخطاء المجلس العسكري الكثيرة التي أدت إلى تمكين الإخوان. وبالحديث عن هذه الانتخابات قال «إنه أعطى صوته للفريق شفيق، إيمانا منه بأهمية العسكر في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر، ولذلك سيعطي صوته في الانتخابات القادمة للفريق السيسي الذي سيحمل هم الشعب المصري في الدفاع عن المتربصين به». وتابع عن رؤيته لمستقبل مصر الفترة القادمة «إنه ليس هناك ما يسمى نخبة الآن، ومن يتصدرون الساحة أكثرهم عليهم علامات استفهام ومفاجآت ستكشفها الأيام القادمة، واستند في ذلك إلى أن اللواء مصطفى عبدالنبي، رئيس هيئة الأمن القومي التي تعتبر واحدة من الهيئات الثلاث المكونة للمخابرات العامة المصرية وهي (الأمن القومي، المعونة الفنية، الخدمة السرية)، كشف أمام المحكمة أن حركة 6 أبريل وحركة كفاية والجبهة الوطنية للتغيير، جميعهم عملاء، وتم رصدهم بالأسماء والمبالغ، وهؤلاء يحاربون وبشراسة من أجل تكريس أن 25 يناير ثورة، غير أنهم جميعا تنتظرهم قضية أخطر ستظهر الأيام القادمة. منصور وصباحي وعن ترشح مرتضى منصور للرئاسة في مصر، قال المحامي الديب «إن الأيام ستكشف أن الناس ستفضل مرتضى عن حمدين صباحي، كون كل من ليس له لون ولا طعم ولا رائحة يحاول التعلق بأمور ليست على مقاسه»، وتابع «أخونا حمدين يدعي أنه ناصري مع أنه كان أكبر نصير للإخوان، وهناك وجوه كثيرة لابد من أن ترفع عنها الأقنعة ومنهم حسام عيسى الذي أقر سابقا بأنه كان ساذجا لمناصرة الإخوان ضد مبارك، في الوقت الذي دفعته كراهيته لمبارك لإلحاق الضرر بالشعب المصري أثناء منصبه الوزاري، وهؤلاء ومن مثلهم كثيرون لا يعملون لمصلحة الشعب، وإنما يعملون من أجل مصالح اخرى وتحالفوا جميعا مع الإخوان عندما دنت القطوف لأيادي الإخوان، وفي هذا لا ننسى اجتماع فرمونت، الذي ظهر فيه أعضاء النخبة مع مرسي وهو يعلن للناس، أنه فائز برئاسة الجمهورية، وكانوا جميعا ملتفين حوله ومنهم حمدين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©