عباس مستعد للتعامل مع أي رئيس وزراء إسرائيلي

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس انه سيعمل مع أي رئيس وزراء اسرائيلي منتخب، وقال خلال مؤتمر صحفي في تونس في تعليق على إعلان ايهود اولمرت عزمه الاستقالة من منصب رئيس الوزراء في سبتمبر المقبل ''نحن نتعامل مع رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب من قبل الاسرائيليين لذلك نستمر في التعامل مع اولمرت الى ان يأتي غيره وسنتعامل مع من يأتي بعده ونحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية الاسرائيلية''· وقال عباس حول مفاوضات السلام الثنائية والثلاثية الجارية حاليا في الولايات المتحدة لدفع مسيرة السلام انها لم تحقق اي اختراق· واضاف ''الملفات الستة للمرحلة النهائية موجودة على الطاولة ولم نستطع حتى الآن انهاء أو إقفال أي منها''· لكنه عقد في المقابل آمالا على الادارة الاميركية الجديدة المقبلة، وقال ''سمعنا من المرشحين للرئاسة الاميركية انهما سيستأنفان التحاور مباشرة حال الوصول الى البيت الابيض وانه لن ينتظر سبع سنوات حتى يعود مرة اخرى الى المفاوضات كما قال احدهما دون الافصاح عن هوية القائل وما اذا كان المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية جون ماكين ام المرشح الديمقراطي باراك اوباما· وقال ياسر عبد ربه احد معاوني الرئيس عباس ''نأسف لقرار اولمرت لكن هذا هو النظام الاسرائيلي·· أولمرت لم ينجز شيئا من أجل السلام لكن في الوقت نفسه فإننا نأمل ألا تتأثر عملية السلام بغيابه''· بينما قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائي عريقات ان المفاوضات سوف تستمر على الرغم من اعلان اولمرت، واضاف ''سنواصل السعي من أجل الوصول لاتفاق قبل نهاية العام''· واضاف ''التطورات في إسرائيل هي شأن داخلي إسرائيلي''· لكنه قال إنها لا ينبغي أن تنعكس على الفلسطينيين ولا على عملية السلام· اما حركة ''حماس'' الفلسطينية فاعتبرت من جانبها اعلان اولمرت عزمه الاستقالة بأنه يعكس حجم الانهيار في الساحة الاسرائيلية· وقال المتحدث باسم الحركة سامي ابو زهري ''ان اعلان اولمرت نيته للاستقالة مؤشر على حجم الانهيار في الساحة الاسرائيلية مقابل ثبات حماس على مواقفها السياسية والنجاحات التي حققتها المقاومة''· واضاف ابو زهري ''نعتبر ان هذا الاعلان يوجه ضربة كبيرة لفريق التسوية الفلسطيني (السلطة) الذي ربط مصيره باتفاق التسوية وبامكانية التوصل الى ذلك قبل نهاية العام الحالي· وتابع ان استقالة اولمرت تعني انشغال الاحتلال بالانتخابات وبهذه التطورات الداخلية ما يعني توفير الفرصة للتنصل من المفاوضات· وقال محمود الزهار القيادي البارز في حركة ''حماس'' إن أطراف ما يسمى عملية السلام دخلوا في مستنقع الغرق لأن (الرئيس الأميركي جورج بوش سيخلي موقعه في نوفمبر المقبل ورئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت أعلن التنحية فيما ''أبو مازن'' (محمود عباس) سيفقد شرعيته كرئيس للشعب الفلسطيني في يناير المقبل وبالتالي هذا مشروع تفرق الضعفاء· واضاف ''رحيل أولمرت لا يقدم ولا يؤخر عمليا إلا بقدر تأثيره على حالة الحرب في المنطقة كونه اقتنع أخيرا بضرورة دفع ثمن التهدئة ويجب مراقبة سلوك خلفه في هذا السياق''· وشكك في جدية دعوة عباس لاستئناف الحوار الوطني الفلسطيني، وذلك بعد تلقي الحركة عبر وفدها الذي أجرى مباحثات في القاهرة دعوة مصرية لرعاية الحوار· وقال ''لا زالت هناك أنباء متضاربة في قضية الحوار مع تأكيد بعض الأطراف الفلسطينية جدية الدعوة المصرية إلا أن الوقت الذي ظهرت فيه وتزامنها مع جرائم الاغتيالات في قطاع غزة تثير الشكوك في جدية هذه الدعوة''·