الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تراجع متوقع للاقتصاد المغربي في 2012

تراجع متوقع للاقتصاد المغربي في 2012
1 ابريل 2012
الرباط (أ ف ب) - تراكمت مشاكل الاقتصاد المغربي فارتفعت الأسعار وانخفض النمو في ظل أزمة اليورو أكبر شريك للمملكة، وموسم زراعي عكره الجفاف. وبعد تقديره بنسبة 5% ثم 4?2% لسنة 2012، انخفضت توقعات النمو مطلع الأسبوع الماضي إلى 3% مقابل 4?8% السنة الماضية، وفق ما أفاده بنك المغرب في آخر تقاريره. وأكد وزير الاقتصاد نزار بركة يوم الأربعاء هذا التراجع في توقعات النمو أمام مقاولين فرنسيين ومغاربة اجتمعوا في الرباط لبحث آفاق الاستثمار في المغرب. أضف إلى ذلك إحصائية أخرى تتمثل في ارتفاع كبير في العجز في الميزانية إلى أكثر من 6% من إجمالي الناتج الداخلي السنة الماضية، وهي نسبة قياسية ناجمة عن نفقات الدولة لدعم الأسعار في ظل الربيع العربي لتهدئة المطالب الاجتماعية لشعب يغلب عليه الفقر. وصرح الاقتصادي ادريس بن علي لـ فرانس برس بأن “الحكومة تعاني فداحة المشاكل، انها خاضت حملتها الانتخابية بحماسة أثارت آمالا كثيرة والآن يجب عليها ان تدفع الثمن”. وبعد ثلاثة أشهر على تعيينه من قبل الملك محمد السادس يواجه الفريق الحكومي الذي يقوده الإسلامي عبد الإله بنكيران أول أزمة تفرض عليه توخي الحذر لكن هامش مناورته محدود. ويلقي ارتفاع سعر النفط بثقله على الميزان التجاري الذي سجل في فبراير عجزا قيمته ثلاثة مليار يورو، أي بارتفاع قدره 27?6% مقارنة بالسنة الماضية. من جانب آخر توقع تقرير آخر صدر مؤخرا ان يرتفع استيراد الحبوب الى الضعف خلال سنة 2012-2013، نتيجة موسم زراعي سيئ بسبب الجفاف. وأفاد تقرير نشرته وزارة الزراعة الأميركية في العشرين من مارس ان المغرب سيستورد على الأرجح خلال 2012-13 مزيدا من القمح، أكثر مما استورد منذ نصف قرن. وأضاف ان إيرادات المغرب الذي يعتبر من أكبر مستوردي هذه الحبوب، قد تبلغ مستوى قياسيا بنحو خمسة ملايين طن مقابل 3?2 مليون طن كانت متوقعة لسنة 2011-2012. وتحتل الزراعة 17% من إجمالي الناتج الداخلي في المغرب ويعيش منها نحو 40% من السكان مباشرة أو بشكل غير مباشر حسب آخر الأرقام الرسمية. وفي محاولة احتواء حركة الاحتجاج التي ارتفعت في سياق الربيع العربي ضاعفت الدولة تقريبا النفقات لدعم الأسعار التي كانت متوقعة في ميزانية 2011، وبات صندوق التعويضات يستأثر حاليا بعشرين في المئة من ميزانية الدولة. ويدعم المغرب المواد الأولية لكن الجفاف تسبب من الآن في ارتفاع أسعار المواد الغذائية بينما يتوقع ارتفاع سعر البنزين. وخلافا للجزائر وليبيا لا يملك المغرب نفطا لكنه أول مصدر فوسفات في العالم، يدر عليه موارد معتبرة إلى جانب السياحة والأموال التي يرسلها المغاربة من الخارج إلى ذويهم. ولتحفيز الاقتصاد أعلن البنك المركزي خفض ربع نقطة الى 3% مؤشره الأساسي بسبب “انخفاض ملحوظ” في النشاط الاقتصادي بسبب الأزمة المالية في منطقة اليورو. ويتم ثلثا المبادلات التجارية المغربية مع أوروبا وخصوصا مع فرنسا وإسبانيا أكبر مستثمرين في المملكة وكلاهما يشهدان أزمة. واعتبر ابن علي ان “الحكومة أثارت الكثير من الترقبات بشرائها السلم الاجتماعي بأموال الدعم من هنا ورفع الرواتب من هناك والوعود التي لم تف بها، ان الفاتورة باهظة”. وتابع “انها أزمة عميقة، أزمة ظرفية وفي انتظار مرورها يجب على الحكومة الحفاظ على ثقة المواطنين ببذل المزيد في مكافحة الفساد وتعزيز الاقتصاد”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©