السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مكاننا لا نراوحه..؟

1 يونيو 2010 22:49
تناولنا في الأسبوع الماضي، ومن هذا المكان، عزوف الناس عن زيارة المتاحف أو الأماكن الثقافية، خاصة بين صفوف الأجيال الجديدة التي تفضل الذهاب إلى “المولات” وما شابه على زيارة متحف أو مركز ثقافي، وتزايد هذه الظاهرة في رحلات المدارس! خلال زيارتي الأسبوع الماضي لمركز زايد العدل التابع لنادي تراث الإمارات، سألت مسؤول متحف الآثار الإماراتية الذي يقام هذا الصيف في المركز، عن نوعية الزوار، فكانت الإجابة أن معظم الزوار من الأجانب من غير العرب، بعضهم ضمن وفود سياحية والبعض الآخر من المقيمين في الإمارات! أما الزوار من المواطنين أو العرب أو رحلات المدارس العربية، فتكاد تكون نادرة! وهذا لا يقتصر على هذا المتحف فقط، ولكن الظاهرة نفسها تتكرر في المتاحف الأخرى! ولكي نكون منصفين، فلابد أن نقول إن هذه الظاهرة لا تقتصر فقط على الأجيال الجديدة، ولكنها ظاهرة بين الشعوب العربية بصفة عامة، حتى في الدول التي بها متاحف كبيرة وضخمة ويأتي إلى زيارتها سياح بالملايين من دول العالم! وسألت نفسي، ما الذي يجعل أجنبيا مقيما في الإمارات حريصا على زيارة متحف أو مكان ثقافي بمجرد أن يقرأ عنه خبرا في جريدة تصدر بلغة أجنبية؟ بينما نحن نقرأ عشرات مثل هذا الخبر ونمر عليها مرور الكرام؟ الإجابة ببساطة أننا لم نعتدْ مثل هذا السلوك، ولم يهتم أحد بإكسابنا السلوك المعرفي والاهتمام بالثقافة والتاريخ والفنون الراقية منذ الصغر، ننشغل كثيرا في تفاصيل الحياة الاجتماعية، ونتوارث جلسات الكلام جيلاً بعد جيل، إلى أن وصلت مع الجيل الحالي إلى المقاهي ودخان الشيشة ولعب الطاولة وغيرها، بعد أن كانت جلسات الماضي شعراً على أقل تقدير! في العاصمة الفرنسية باريس، بينما أتجول في أحد المتاحف الذي كان محطة قطار قديمة، وتحولت عنها مسارات القطارات فتم تحويلها إلى متحف - من الصعب أن يحدث هذا في بلد عربي -، شاهدت رحلة مدرسية إلى المتحف الذي كان مخصصاً للوحات الفنية وعرض بعد المقتنيات الأثرية، تابعت الأطفال الصغار مع معلمهم وهم يتجولون داخل المتحف، إلى أن توقفوا أمام إحدى اللوحات، وبدأ المدرس في شرح اللوحة التي كان واضحا أن الأطفال يعرفونها من قبل، وبعد دقائق وجدتهم يجلسون على الأرض ويخرجون الأوراق والأقلام الملونة من حقائبهم، وكانت اللوحة مرسومة بخطوط فقط على أوراقهم، وطلب منهم المعلم أن يلونوا أوراقهم طبقا للألوان الموجودة باللوحة الأصلية، مع حقهم في تغيير بعض الألوان إن أرادوا!! من هذا المشهد عرفت إجابة سؤالي، عرفت لماذا يهرع شخص إلى زيارة متحف أو مركز ثقافي عند قراءة خبر في جريدة، بينما يمر الآخر عليه مرور الكرام، ومن هذا المشهد أطرح سؤالا آخر على من يعنيهم الأمر، هل سنظل مكاننا لا نراوحه، بينما العمل يجري حالياً بوتيرة متسارعة في إنشاء متحفي اللوفر وجوجنهايم في أبوظبي؟!! مجرد سؤال.. وحياكم الله إبراهيم الذهلي رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©