الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاطمة البستكي: نشجع تلاميذ الروضة بالمسرح

فاطمة البستكي: نشجع تلاميذ الروضة بالمسرح
7 أكتوبر 2009 00:33
أولى خطوات الطفل للمدرسة تشكل هاجساً كبيراً بالنسبة للأم والطفل على السواء، فالأم تعز عليها مفارقة ابنها لساعات يقضيها بعيداً عنها، والطفل يصعب عليه التأقلم مع عالم جديد، عالم يعيد صياغة عواطفه من خلاله، كلها أمور تجعل التحاق الطفل أول مرة بالمدرسة من الصعوبات المعتادة في بداية حياته التعليمية، أما إذا كان الإقبال مقروناً بالخوف وهاجس الإصابة بعدوى ما، كالذي يحصل اليوم بالنسبة للآباء، حيث الخوف يتحول إلى هلع من انتشار المرض في صفوف الأطفال، خاصة ذوي البنيات الضعيفة كأطفال الروضة، فإن الأمر يستدعي حينها ما هو أكبر من التشجيع، لهذا الغرض نظمت «روضة أطفال أبوظبي» يوماً مفتوحاً للأمهات وأطفالهم، من تنشيط مسرح زايد للطفل. ترفيه وتلقين في هذا الإطار، تقول فاطمة أحمد البستكي، مديرة روضة أبوظبي للأطفال: «إنَّه يوم مفتوح نقيمه كل سنة في نهاية الأسبوع الأول من كل عام دراسي، وهذه المدرسة هي مخصصة فقط للروضة - الأولى والثانية-، لكن مدرسة جديدة تمَّ استحداثها داخل الروضة نفسها، وهي المدرسة الصينية، ووقد بلغت عامها الرابع، ونحاول القيام بهذا اليوم المفتوح لصالح الملتحقين الجدد، كل سنة لنكسر الحاجز النفسي بين الأطفال والمدرسة، ولتنشيط هذا الحفل وتمرير رسائل تربوية توعوية، لأنَّ إيماننا بأنَّ المسرح سيد الفنون يمرر رسائل تربوية ويسهل التلقين للأطفال، ومن جهة ثانية هو يوم تثقيفي وتعليمي بأسلوب ترفيهي، إذ يقدم رسائل بطرق مسلية يتفاعل معها الجميع، كما أن مرض انفلونزا الخنازير يشكل هاجساً ويسيطر بشكل كبير على تفكير الآباء، لهذا رغبنا في استدعائهم وتوجيههم بعيداً عن التهويل والتخويف، وذلك عن طريق الرسائل الإلكترونية القصيرة، وكذلك من خلال رسائل خطية أرسلناها مع أبنائهم، والحضور كبير وتفاعل الأطفال ممتاز، وهذا سيشجعهم على القدوم إلى المدرسة، بل سيشكل بالنسبة لهم سعادة كبيرة، كما أنَّ الألعاب التي تنتشر في ساحة المدرسة، من (نطاطات وفوشار) وألعاب أخرى تنمي الذكاء ومهارات الأطفال، وكلها أنشطة تنمي الإحساس بالأمان النفسي». روضة للمواطنين تضيف فاطمة البستكي: لا معايير لدخول هذه الروضة، إلا امتحان يجب اجتيازه لأبناء المواطنين في عمر الروضة، وهذا الاختبار ليس معيار نجاح أو رسوب، لكنَّه فقط مسألة تشخيص مستوى، لتقديم الطفل ضمن مجموعة متقاربة المستوى الإدراكي، حتى يتم التعامل معهم بطريقة مثلى، وبعد إنهاء الطور الابتدائي يتم إلحاقهم بالمدارس الحكومية النموذجية، أما المدرسة الصينية، التي أديرها أيضاً وهي في المبنى نفسه، فشروط القبول فيها أن يتم اختبار الطفل أيضاً، ومن الضروري قضاء الروضة الأولى بالمدرسة نفسه، وتستمر الدراسة في الصفوف الأخرى، والمدرسة الصينية عمرها أربع سنوات. مسرح زايد للطفولة تولى مسرح زايد للطفولة مهمة تنشيط الحفل، وقدمت شخصيات أبو غنوم، غنوم، غنيمة ومرشد، مسرحية تربوية تمرر قيم مجتمعية ورسائل تربوية، تفاعل معها الأطفال بشكل كبير، وقفوا إجلالاً للنشيد الوطني، وغنوا مع المجموعة، وتنوعت فقرات العرض، حيث كسرت المجموعة حاجز الخوف عند الأطفال، الذين تفاعلوا معها، متحررين من الخوف، وشاعرين بشيء من الأمان في نفوسهم، وذلك من خلال الجد الحنون الذي يمرر رسائل تربوية لأحفاده، ونقل المعرفة وتراث الأجداد، والنصائح والرشد، والطفل المشاكس غنوم الذي لا يحب الدراسة ويفضل قضاء وقته في اللعب، وغنيمة الطفلة المهذبة، نموذج الفتاة الصالحة الطيبة التي تهتم بجدها، وتعامله بكل لطف واحترام، ومرشد الطالب الذي تعلم في مدارس أجنبية، وتعلم كثيراً من المهارات، ويمارس هوايات متعددة منها الموسيقى، حيث يعزف على آلة الساكسيفون، يمثل نموذج الشاب المثقف المنفتح على مختلف الثقافات، فإنَّ الأطفال تناسوا لكونهم في الروضة، وأنَّهم في مهمة الدراسة، فراحوا يرددون النشيد الوطني وأغنية «يا طيبة»، والحروف الإنجليزية، كما قدمت الفرقة مسرحية تربوية تنصح بعدم رمي الطلبة لكتبهم بعد انتهاء الامتحان، عمل ينصح ويوجه ويعلم القيم التربوية بطريقة مسلية، ليستوعبها الطفل ويتجاوب معها. وللتوعية بمرض انفلونزا الخنازير قدم أعضاء الفرقة نصائح الوقاية، تتناول الأطفال والأمهات على حد سواء، وتعلقت بارتداء الكمامات الواقية، والأخذ بمستلزمات النظافة، وعدم الخوف والركون في البيت، بل الخروج للمجتمع وممارسة الحياة بشكل طبيعي. عائلة أبو غنوم: «مسرح ليلى للطفل» تأسس إكراماً للطفلة ليلى تتكون الفرقة التي قدمت العرض، وهي تنتمي لمسرح زايد للطفولة، من عائلة أبو غنوم الجد المحب لأحفاده والذي يمرر لهم رسائل حب الوطن، وضرورة الغيرة عليه، ويلقنهم المبادئ والقيم، ويعرفهم بتاريخ الأجداد، ويلقنهم ثقافة الحاضر بكثير من الحزم أحياناً، وأحياناً أخرى بطرق مسلية عن طريق الرواية والقصص. هو يمثل التاريخ امتداداً الحاضر وتوجيهاً للمستقبل، أما غنوم فهو مثال للطفل المقبل على الحياة بكل حب وعناد وشغب الطفولة، مستهتر لا يحب الدراسة، في حين أنَّ غنيمة فتاة مهذبة حنونة، ترعى جدها، وتحب أفراد عائلتها وهي متفوقة في دراستها، وتعطي توازناً لأفراد الأسرة، حيث تقدم النصح لغنوم وتساعده عند طيشه. وتضم العائلة عناصر بتوجهات مختلفة حتى يتسنى من خلالها تمرير رسائل للأطفال، وتشريح مشاكل كل عينة من الأطفال على حدة، ومحاولة إصلاحها من خلالهم؛ لأنها كلها نماذج مستقاة من الواقع اليومي في كل أسرة، فهناك الطفل المشاغب والبنت الحنون، والعكس دائماً يبقى مطروحاً، أما مرشد فهو يمثل دور الطفل المتعلم الذي لم يخضع للصدمة الثقافية في الغرب، حيث كان يدرس، بل ظل محافظاً على قيمه ومتشبثاً بأصوله العربية، ومحافظاً على أخلاقه، ومراعياً لتقاليده رغم انفتاحه على الثقافات الأخرى، فهو يحب الموسيقى، ويعزف على آلة الساكسفون، ويوجه الأطفال بحب ويرغبِّهم في ممارسة الهوايات؛ لأنَّ الدراسة الجيدة مقرونة بممارسة الهوايات التي تنمي القدرات الفكرية، وتصقل المهارات التي أصبحت ضرورة إلى جانب الدراسة. مدينة الأحلام يقول فضل صالح التميمي: «هناك صعوبات تواجهنا دائماً، وهي عدم توافر الدعم المادي، وكل ما نحصل عليه هو دعم من طرف وزارة الثقافة، وهو لا يكفي أمام المتطلبات اليومية، وأنا عندي غيرة على المسرح، حيث نشأت في أحضان مسرح (ليلى للطفل)، وفي أحضان (مسرح الاتحاد)، فقد بدأت أمارس نشاطاتي المسرحية منذ كان عمري لا يتجاوز 17 سنة، إذ تعلمت على يد صالح كرامة، وهو مؤلف ومخرج مسرحي، كان أنداك رئيس مجلس إدارة (مسرح الاتحاد)، فتعلمت التمثيل وأساليب الإخراج، وفن التأليف، كما تعاملت مع عوني كرومي وجواد الأسدي. ونحاول توصيل الرسائل التربوية والتثقيفية لشرائح كبيرة من الأطفال؛ لأنَّ إيماننا يكمن في أن العملية التعليمية يدعمها أبوالفنون، وهو المسرح، لتمرير رسائل القيم والأخلاق والتعليم، فالشخصيات الكرتونية محببة عند الأطفال ويستوعبون من خلالها بسرعة. ونقدم اليوم هذه المسرحية ضمن الموسم الدراسي الجديد، حيث نقوم بتحبيب المدرسة للتلاميذ خاصة الجدد منهم، كما نقدم توعية للأمهات عن مرض انفلونزا الخنازير، ونحث الجميع على ضرورة الأخذ بأسباب النظافة دون تهويل وتكبير الأمور، كما نشجع الأهل على إرسال أولادهم للمدرسة دون خوف. ومن بين مخططاتنا المستقبلية، أو من بين أحلامنا الكبيرة، إنشاء مدينة طفل في أبوظبي، تكون مدينة ألعاب مستقلة بذاتها تشمل المطاعم والفنادق، والملاهي وقاعات دراسة وأسواقاً تجارية، مدينة كاملة بذاتها تلبي كل احتياجات الطفل». فضل صالح التميمي: أبو غنوم فضل صالح التميمي، مخرج المسرحية، ومدير «مسرح زايد للطفولة» يتحدث عن مسرحه قائلاً: «أعدنا صياغة (مسرح زايد للطفولة)، وأطلقنا عليه هذا الاسم بعد أن كان اسمه (مسرح ليلى). وتأسس هذا المسرح على إثر حادث اعتداء تعرضت له طفلة في السابع من عمرها من طرف أحد الآسيويين، وذلك سنة 1983، حيث قتلها ورماها في القمامة، وقد أثارت هذه القضية حفيظة الرأي العام، وأثارت جدلاً كبيراً في إمارة رأس الخيمة، وعلى إثر هذا الحادث تأسس مسرح ليلى للطفل، واستمر هذا المسرح سنوات عدة، إلى أن توقف عن نشاطاته لعدم دعمه، وعدم الاهتمام به، وفي سنة 2006 راودتنا فكرة التجديد وإطلاق فعالياته للأطفال من جديد، أطلقنا عليه اسم (مسرح زايد للطفولة)، وبدأنا بأول مسرحية بعهده الحالي بمسرحية (مدينة السندباد)، ثم تلتها مسرحية (تراث الأجيال) سنة 2007، ثم (أنقدوا النجمة)، ونقدم عروضاً للمدارس وللمهرجانات والمعارض». شخصية غنوم في المسرحية طفل مشاكس يحب المقالب ولا يرغب في الدراسة مع أنه طفل ذكي، إلا أنه دائماً ينصرف إلى اللعب الذي يأخذ من وقته الحيز الكبير، يمثل هذه الشخصية فهد التميمي، حيث يقول: الدور الذي أقوم به هو دور طفل مشاكس لا يحب الدراسة أحب اللعب كثيراً أحلم أن أكون طياراً وجدي ينصحني بأن لا أضيع مستقبلي في اللعب، فاللعب له أوقات معينة بعد الدراسة وخلال العطل، وهي كلها رسائل نحاول تمريرها عن طريق التسلية، فمن المتعارف عليه سواء عند الكبار أو الصغار أن النصيحة المباشرة تبقى مرفوضة غالباً، لهذا فالتوجيه عن طريق المسرح ومن خلال شخصيات كرتونية له الأثر الكبير جداً على نفسية الأطفال ويأخذون بهذه النصائح غالباً ويتفاعلون معها، وهي كلها رسائل توعوية وتربوية، وهي تجسد الواقع. محمد عصام: شخصية مرشد يتحدث محمد عصام عن شخصية مرشد، ويقول: شخصية مرشد شخصية متعلمة درست في الخارج، لها هوايات متعددة منها الموسيقى ومتخصص في العزف على آلة الساكسيفون، لم تؤثر عليه الدراسة في الخارج إلا إيجاباً، حيث تخلص من الصدمة الثقافية، فجاء في الفرقة شخصاً متوازناً يستطيع أن يمزج بين الهواية والتعليم دون تغليب جانب على آخر، بل كان متفوقاً يعلم الأطفال ويساعدهم وهو محبوب عند عائلته، وأقول للآباء أيضاً إن تعلم مهارات أخرى إلى جانب التعليم، يعطي دافعاً كبيراً للتعلم والتفوق الدراسي، إذ يصقل المهارات ويساعد على التنفيس عن طاقات الطفل والإفراج عنها لاستغلالها في الاتجاه الصحيح؛ لأنَّ الطفل بحكم نموه المتسارع تكون له طاقة كبيرة وشحنة من العطاء، فيجب إعطاؤه الفرصة المناسبة، ومنها ممارسة الهوايات حتى يتم استغلال هذا الجانب استغلالاً جيداً وفي الاتجاه الصحيح. وكشخصية حقيقية، فأنا طالب أدرس في كلية الخوارزمي تخصص هندسة أنظمة كمبيوتر، أشارك في هذه المسرحية بحكم حبي للمسرح، وشاركنا في عدة مهرجانات ومعارض في قالب تربوي ترفيهي، وسنقدم مستقبلاً العديد من الأعمال.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©