الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نهر الأردن مهدد بكارثة بيئية تقضي على تاريخه ومكانته الدينية

نهر الأردن مهدد بكارثة بيئية تقضي على تاريخه ومكانته الدينية
7 أكتوبر 2009 00:33
نهر الأردن، النهر الذي يمر في بلاد الشام، حيث يبلغ طوله 360 كم، ويتكون من ثلاثة روافد هي بانياس القادم من سوريا واللدان القادم من شمالي فلسطين وحاصباني القادم من لبنان، وبحيرة طبرية التي تكونت جراء حدوث الشق السوري الأفريقي. وتكون هذا الشق عدة بحار وبحيرات أخرى مهمة، تصب فيه روافد نهر اليرموك ونهر الزرقاء ووادي كفرنجة وجالوت، ويفصل النهر بين فلسطين والأردن إلى أن يصب في مياه البحر الميت المعروفة بملوحتها العالية، ولكن هذا النهر الحيوي الذي يمر في بلاد الشام هذه، يواجه خطر الجفاف بسبب برامج تحويل المياه، حيث إنه يتم تحويل 90 بالمئة من مياه نهر الأردن إلى إسرائيل، والأردن، وسوريا، علاوة على أن النهر ملوّث بنسبة كبيرة و20 بالمائة من مياهه هي مياه مجار غير مكرّرة وقد جف النهر فعلياً في بعض الأماكن ومن الممكن أن يجف كلياً في غضون سنتين. اتفاق سلام رغم أن اتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل الموقع عام 1994، يلزم الطرفين بحماية نهر الأردن من «أي تلوّث أو ضرر»، إلا أن هذا الاتفاق حبر على ورق، والمشكلة الأكبر أن تلوّث نهر الأردن يصب في البحر الميت، المهدّد هو أيضاً بعدما انحسر بنسبة 30% في السنوات الخمسين الأخيرة، فإسرائيل حالياً تحول ثلث حاجتها للمياه من نهر الأردن، لأغراض زراعية خصوصاً، ويعتمد الأردن أيضاً على سدود النهر لريّ أراضيه، ولكنّ هاتين الدولتين لا تقدمان شيئاً للنهر المعرض للموت، حسب ما يصفه أنصار البيئة باعتباره مكاناً مقدساً عند المسيحيين والمسلمين واليهود، عبر وضعه على لائحة «اليونسكو» للتراث العالمي، ولا عجب أن تصبح موارد المياه النادرة من أهم عوامل الصراع في المنطقة، علاوة على الصراعات السياسية الحالية. النهر في التاريخ في مارس 1921، أعلنت بريطانيا نهر الأردن حدوداً بين أراضي إمارة شرق الأردن والانتداب على فلسطين التي خضعت لرعاية بريطانية بأمر من عصبة الأمم، وهو حالياً يفصل بين الأردن وفلسطين في منطقة مرج بيسان وبين الأردن والضفة الغربية جنوباً لها، وهناك يوجد جسران يـُستخدمان معبراً بين دولتين، جسر الشيخ حسين، وهو «معبر نهر الأردن» قرب بيسان بين إسرائيل والأردن، وجسر الملك حسين، أو باسمه الآخر جسر اللنبي، بين الأردن والضفة الغربية، وهو معبر يخضع لمراقبة ثلاثية من قبل الأردن والسلطة الوطنية الفلسطينية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي. يذكر التاريخ العربي أن بيبرس أمر سنة 1266 ببناء جسر له خمسة أقواس فوق نهر الأردن مقابل بيسان. ولم يكن ذلك البناء متيناً مما جعل المياه تجرف قسماً منه فغضب السلطان بيبرس وأمر بإعادة بنائه. النهر دينياً نهر الأردن قَدّسه المسيحيون، فحسب الإنجيل، فقد تعمد به يسوع على يد يوحنا المعمدان في وادي الخرار على الضفة الشرقية. وقد عرف هذا النهر منذ القدم باسم نهر الأردن، ومعنى الأردن هو المياه سريعة التدفق، بحسب اللغة اليونانية القديمة. وقد اعتقد بعض المؤرخين أن مجموعات من المقدونيين والحثيين تعايشت حول هذا النهر بعد أن نزحت من الجنوب الغربي من آسيا الصغرى ومن تساليا، وذلك قبل العصر الهليني وأطلقت على النهر اسمه. وقد قال المؤرخ الروماني «تاسيتوس» (55-120) إن «جبل الشيخ في الجولان في سوريا هو والد نهر الأردن والذي يغذيه». وفي القرن الرابع للميلاد، كانت تقام في مغارة تقع على أحد جانبي جبل الشيخ عرفت باسم «مغارة رأس النبع» بالقرب من بلدة بانياس السورية تقام مراسم وثنية في يوم عيد معين كانت ترمى فيه ضحية مذبوحة وكانت هذه الضحية تختفي بطريقة عجيبة بقوة الشيطان، وفق الأسطورة. ويجتاز هذا النهر المستنقعات ويشكل بحيرة الحولة ثم يحيرة طبريا، أما خريطة مادبا التي يعود تاريخها إلى القرن السادس فلم تهمل نهر الأردن الذي رسمته الفسيفساء كما رسمت معدتين لاجتياز هذا النهر إحداهما عند مصب سيل الزرقاء. معارك إسلامية حول النهر دارت معارك كثيرة على ضفاف نهر الأردن مثل معركة اليرموك بين الروم والمسلمين في منطقة اليرموك شمال الأردن والتي انتصر فيها المسلمون. وحديثاً في الثلث الأخير من القرن العشرين، شهد النهر أحداثاً كمعركة الكرامة بين الجيش الأردني والجيش الإسرائيلي وانتصر فيها الأردنيون. وقد روى البزار بسند حسن والطبراني وابن مندة في كتاب معرفة الصحابة، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، وقال: رجال البزار ثقات، عن نُهَيْك بن صريم السكوني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لتقاتلن المشركين حتى يقاتل بقيتكم الدجال، على نهر الأردن أنتم شرقيه وهم غربيه».
المصدر: عمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©