إسطنبول (د ب أ)
ذكر أحد الخبراء الألمان بالسياسة التركية أن محاولة الانقلاب الفاشل في تركيا ستقوي موقف الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقال كريستيان براكيل رئيس فرع إسطنبول لمؤسسة هاينريش بول الألمانية أمس السبت، إن رئيس الدولة التركية سيرى نفسه الآن مؤيدا بأن هناك قوى تريد أن تسقط الحكومة القائمة.
وأضاف براكيل قائلا: «هذا بطبيعة الحال يقوي قناعات أنصاره الذين كانوا يعتقدون ذلك دائما».
وأوضح براكيل أنه فضلا عن ذلك فسوف يجعل هذا بالنسبة للكثيرين ممن لم يكونوا مقتنعين بالنظام الرئاسي المزمع إدخاله بما يتضمنه من تعديلات في الدستور، أن تمكين حاكم قوي على رأس الدولة صار أمرا أكثر مصداقية الآن.
وقال براكيل وهو متخصص في العلوم الإسلامية، إن «محاولة الانقلاب لم تكن متوقعة بهذا الشكل»، مبينا أن خبراء مستقلين كانوا يعتقدون أن إمكانيات الجيش في القيام بمثل هذه المحاولة تم تقليصها تماما خلال الأعوام الماضية.
وواصل براكيل القول: «إلا أن العام الأخير الذي شهد عودة لاحتدام القتال ضد حزب العمال الكردستاني قارب ثانية بين الحكومة التركية والجيش، الذي قدمت له عروضا عديدة»، مستشهدا في ذلك بقانون العفو عن بعض الجرائم التي ارتكبها الجيش في مناطق الأكراد.
وأضاف براكيل أن هناك إمكانية أخرى ذكرتها الحكومة التركية أيضا، تتعلق بما يسمى حركة غولن، وهي «حركة إسلامية محافظة» تواطأت منذ عدة أعوام مع حزب العمال الكردستاني.
ووفقا لمعلومات براكيـل فإن مجلس الشورى العسكري الأعلى أعلن أنه سيقوم بداية أغسطس بعدة إجراءات لإبـعاد أنصار تلك الحركة من صفوف الجيش، وربما كان ذلك بدافع استباق هذا الانقلاب الفاشل، إلا أن حركة غولن أعلنت ليلا أنها تدين الانقلاب.
وقال براكيل إنه ليس هناك عواقب منظورة تتعلق بمعارضي إردوغان أو أنصار الديمقراطية حاليا، إلا أنه اعترف بأن هناك إمكانية لأن تصبح حياة معارضي أردوغان أكثر صعوبة، مضيفا القول: «ليس من المستبعد أن تمتد آثار عمليات القمع وإجراءات التطهير التي ستتخذ داخل الجيش إلى دوائر أخرى في المجتمع».
عدد اليوم
