اليبوسيون الكنعانيون العرب عمّروا القدس قبل ثلاثة آلاف سنة من الميلاد

أبوظبي (الاتحاد) لا تزال الاتفاقات الدولية المتعلقة بوضعية مادة للمؤتمرات والندوات السياسية الثقافية والعلمية والتاريخية، خصوصاً وأن تنفيذ هذه القرارات بشكل جدي لم يحدث بالصورة المأمولة، وهو ما ناقشه المشاركون في الندوة الثانية ضمن فعاليات مؤتمر «القدس المكان والمكانة»، وكانت بعنوان «قراءة في الاتفاقيات والقرارات الدولية حول المدينة المقدسة». وقدم المشاركون في الجلسة، التي أدارها الكاتب السعودي محمد بودي، أوراقاً بحثية تناولت الجانب التوثيقي في الصراع العربي الإسرائيلي. صفة القداسة وقال الباحث في تاريخ الأفكار، والأستاذ بجامعة تونس سابقاً الدكتور عفيف البوني في مستهل كلمته: إن التاريخ حفل منذ ثلاثة آلاف سنة، وبشكل متواصل بحضور حي لمدينة القدس، وأن كل تاريخ هذه المدينة عبارة عن حروب من أجل السيطرة عليها من قبل غزاتها حتى إنه يمكن القول: إن تاريخ القدس عبارة عن هدنة وحرب، وبسبب ذلك، حملت القدس اسم مدينة السلام تفاؤلاً بالخلاص من الحروب والدمار، أما السمة التاريخية والحضارية لهذه المدينة، فتتمثل في استمرار تنوع السكان وتعدد الأديان عبر العصور، وبسبب ذلك حملت هذه المدينة صفة القداسة بوصفها المدينة المقدسة. ولفت إلى أنه في عام 1922 صارت عاصمة فلسطين تحت الانتداب البريطاني وقسمت عام 1947 بحسب خطة التقسيم الأممية، فهي مدينة «مدولة» لأهميتها بالنسبة للأديان الثلاثة، وخلال 1948 صارت القدس الشرقية تحت حكم الأردن، أما القدس الغربية، فتحت حكم الكيان الإسرائيلي، وجرى احتلال الجزء الشرقي في عام 1967 وبذلك وقعت المدينة تحت الاحتلال غير أن المجتمع الدولي لم يعترف بذلك. جرائم قديمة وأشار الباحث السعودي عبدالله محمد الناصر إلى أنه من خلال الحقائق التاريخية الثابتة، فإن فلسطين أرض عربية، وأن أول من عمرها هم اليبوسيون الكنعانيون العرب قبل ثلاثة آلاف سنة من الميلاد، وقد احتلها اليهود ثمانين عاماً فقط في عهد النبي داود والملك سليمان عليهما السلام، وأنه لم تقم لهم فيها دولة إلا كسكان مثيرين للشغب وقد غزتهم أمم وإمبراطوريات كثيرة، وما حدث اليوم في القدس إنما هو امتداد لاعتداءاتهم وجرائمهم القديمة، تحت شعار ديني مزور وكاذب. تزوير فني وأوضح الكاتب الفلسطيني حافظ البرغوثي، أن سلطات الاحتلال تصدر سنوياً مئات الكتب والأعمال الفنية والثقافية والأبحاث عن القدس من وجهة نظر يهودية، وتحشد كتاباً وإعلاميين وفنانين ومؤرخين لهذا الهدف وتستضيفهم بلدية الاحتلال في بيت خاص لإنجاز أعمالهم المختلفة في شتى المجالات. وقدم البرغوثي اقتراحاً أن يكون هناك مشروع مماثل ينجز أعمالاً تاريخية وفنية وبحثية وأدبية عن المدينة لإعادة صياغة المشهد التاريخي في المدينة. القوانين الدولية تمنع فرض واقع جديد على المدينة أكد أستاذ القانون الدولي السعودي الدكتور خالد الطوبان أن جميع القرارات الدولية الصادرة بشأن القدس أجمعت على عدم أحقية دولة الاحتلال في القيام بأي تصرفات من شأنه تغيير الوضع الحالي، أو محاولة فرض واقع جديد عن طريق إصدار قوانين في الداخل الإسرائيلي، أو القيام بإنشاء مستوطنات للحصول على أكثرية يهودية، والعبث بالطابع الجغرافي.