الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الذهب بديلاً لبطاقات الائتمان في الريف الهندي

الذهب بديلاً لبطاقات الائتمان في الريف الهندي
7 أكتوبر 2009 00:25
يقتني الهنود ذهباً أكثر من سكان أي دولة أخرى في العالم، فهم يستخدمونه في الحلي والزينة للتباهي بثروة الأسرة وكمصدر للتوفير التقاعدي وكتأمين ضد الكوارث. غير أن الذهب أضحى مؤخراً شيئاً آخر: ضماناً ائتمانياً والأساس لأحد الأنشطة الأسرع نمواً وهي قروض الذهب. ورغم أن رهن المقتنيات الثمينة في الغرب يعتبر دليلاً أكيداً على الكرب والعوز، إلا أن مقايضة الذهب بالنقود في الهند لا يعتبر سوى الحصول على قرض بغرض الاستثمار أو توسيع نشاط تجاري أو لمجرد شراء أغراض. ويقول في بي ناندا كومار رئيس تنفيذي مانا بوران جروب، إحدى كبريات شركات رهن الذهب في الهند إن «الذهب هو بطاقة الائتمان الريفية وهو فعلاً الطريقة الوحيدة التي يحصل بها أي شخص على قرض في ثلاث دقائق». ولعشرات السنوات، اعتاد سماسرة الرهن ومقرضو النقد على مزاولة أنشطتهم في الأزقة الخلفية في الهند يقرضون النقود نظير الحلي والمصوغات للأسر المعوزة أو التي تعاني من ضائقة مالية بفائدة 30 في المائة أو أكبر. ولكن قروض الذهب التي تقدمها البنوك والشركات المالية مختلفة، حيث إن فائدتها تتراوح بين 14 و30 في المائة ونشاطاتها تخضع للقوانين المنظمة. ولا توجد إحصائيات رسمية عن قروض الذهب، ولكن الشركات المالية المتخصصة فيها تتنامى سريعاً، فقد حقق مانا بورام، أحد أشهر العاملين في هذا المجال 730 مليون دولار كأرباح من قروض الذهب السنة الماضية بزيادة نحو 100% عن السنة التي قبلها التي حقق فيها 397 مليون دولار. كما تقول ماتهوت فاينانس، إحدى الشركات الخاصة، إن أعمال تسليفها تنمو 60% كل سنة، بينما لم تزد قروض البنوك للقطاع الخاص عن 16 في المائة العام الماضي عن العام الأسبق ظلت ثابتة تقريباً هذا العام. واستفادت شركات قروض الذهب من الأزمة المالية أيضاً، حيث امتنع كثير من المقرضين العام الماضي عن تقديم قروض شخصية غير مضمونة بسبب تزايد التخلف عن السداد في الهند. وتفضل البنوك الهندية حالياً منح القروض مقابل المصوغات الذهبية، إلا أن ذلك مؤشر إلى عدم نضوج أسواق الهند الائتمانية وقيودها. ذلك أنه ليس من السهل لمعظم الهنود وخصوصاً العاملين في الاقتصاد غير الرسمي الذين يشكلون 92 في المائة من القوة العاملة في الدولة البالغة 400 مليون عامل وعاملة - الحصول على قروض - فليس لهم ضمانات ثانوية أو أي مستندات تثبت دخولهم. ولذلك فإنه لأشخاص مثل فيشواناتان باي الذي يعمل في مجال إصلاح العربات يعتبر قروض الذهب وسيلة مالية ضرورية، وهو كثيراً ما يقايض مصوغات أسرته عند ماتهوت فاينانس ليسدد نفقات تشغيل نشاطه. وهو غالباً ما يقترض 10.000 الى 25.000 روبية (210 الى 520 دولاراً) لشراء قطع غيار ثم يسدد القرض بعد أن يدفع له زبائنه، وهو يدفع 15 إلى 18 في المائة فوائد. ويقول باي إنه لا يتمكن من الحصول على قرض من البنك لأنهم يطلبون منه مستندات تثبت دخله، ولكن زبائنه الذين لا يحصلون إلا على 100 دولار في الشهر لا يحررون شيكات أو يتعاملون بفواتير. وكان أشخاص مثل باي منذ نحو عشر سنوات، حين يحتاجون نقوداً مضطرين الى اللجوء الى أقاربهم أو معارفهم للاقتراض، ذلك أن النظام المصرفي الذي يخضع معظمه لمراقبة الحكومة يقيد الائتمان ولا يسهل القروض للأغنياء أو للشركات المدعومة من الحكومة. ويمتلك الهنود ذهباً أكثر مما يمتلكونه من أسهم أو يستثمرونه في الصناديق التعاونية. ويبلغ إجمالي قيمة الذهب الذي يقتنيه الناس نسبة نحو 60 في المائة من ودائع البنوك، كما أن أقل من 41 في المائة من الأسر الهندية لها حسابات مصرفية أو بريدية. وبالمقارنة نجد أن نحو 92 في المائة من الأسر في الولايات المتحدة لديها حسابات في البنوك. واعتاد العديد من الهنود على شراء الذهب لأنهم يسكنون بعيداً عن أفرع البنوك، ولأن زيادة التضخم تقلل قيمة ما يملكون من الروبيات، وهو الأمر الذي أبعد مليارات الدولارات عن المنظومة المالية في الهند بينما كان يمكن توظيفها في بناء المصانع والمساكن. عن «انترناشيونال هيرالد تريبيون»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©