الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الدورات الأولمبية للاعبين وليست للرأي العام

31 يوليو 2008 22:21
مع بدء العد التنازلي لانطلاق فعاليات دورة الألعاب الاولمبية الصيفية (بكين 2008) والتي تحتضنها العاصمة الصينية من الثامن إلى 24 أغسطس الحالي، تحدث البلجيكي جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الألمانية عن العديد من القضايا المهمة منها تعامله مع منظمي تلك الدورة، وكذلك المنشطات وكرة القدم والألعاب الجديدة· وفي بداية المقابلة، قال روج ''ما أريده فعلاً خلال أولمبياد بكين هو أن تكون الدورة جيدة للاعبين، إنها قمة الأولويات· يجب أن يسعد اللاعبون، الذين يكون لديهم في معظم الأحوال فرصة المشاركة في الدورات الأولمبية مرة أو مرتين فقط''· وأوضح: ''هذا يعني ضرورة أن تكون القرية الأولمبية جيدة، وأن يكون نظام النقل جيداً في بكين، وأن تكون المنافسة جيدة في منشآت ومواقع رياضية جيدة مخصصة لتلك المنافسات، ويجب أن يكون الأمن في مقدمة أولويات المنظمين، ويليه التنظيم العام الجيد لوسائل الإعلام، وإذا سنحت الفرصة لوجود تشجيع جيد وحار بالإضافة للأداء الجيد في المسابقات فسيكون ذلك بمثابة الكريمة على الكعكة''· وتعليقاً على تصريحات الألماني توماس باخ نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية بشأن ضرورة ألا يفسد العنصر الأمني أجواء الدورة، قال روج: ''الأمن يأتي على رأس الأولويات بالطبع، ولا تمكن المجازفة في النواحي الأمنية· الأمر يشبه موضوع الحمل، فإما أن تكون المرأة حاملاً أو ألا تكون· لا يمكن أن يطبق الأمن بشكل متوسط، ولكن يمكن أن يتسم أسلوب تطبيق العملية الأمنية ببعض المرونة· وهذه المرونة هي ما ينشدها باخ· نتشاور مع المنظمين لتوفير بعض المرونة بما لا يعرض العملية الأمنية للخطر''· ورداً على سؤال عن السبب في وجود صعوبة في التفاهم والتعامل مع الصينيين في بعض الأحيان، قال روج: ''إنها مسألة ثقافة وحضارة، فالثقافة تختلف تماماً لدى الصينيين، ويجب أن تتأقلم مع شيء مهم، وهو أننا أشخاص أنانيون، إنني عالم في نفسي، وأنت عالم آخر في نفسك· أما في الصين فإنك كفرد يجب أن تكون جزءاً من مجموعة، وعليك أن تعمل من أجل تلك المجموعة وليس من أجلك· وهناك قضية أخرى كبيرة للغاية في آسيا وهي أنك لا تستطيع ألا تحترم الآخرين· فعليك أن تكون متسماً بالاحترام· اعتدنا أن نتخذ قرارات فردية· ولكن في الصين يكون القرار دائماً للجماعة ويجب أن يكون الاتفاق بالإجماع''· وعن كلامه بشأن أسلوب ''الدبلوماسية الصامتة''، قال روج: ''عندما انتخبت رئيساً للجنة الأولمبية الدولية، تحدثت إلى من لديهم خبرة بثقافة الصينيين ولغتهم سواء كانوا أشخاصاً عملوا في الصين أو رجال أعمال أو دبلوماسيين أو وزراء أو حتى رؤساء دول، وقرأت العديد من الكتب عن كيفية التعامل مع الصينيين وتوصلت في النهاية (من خلال الاستفسارات وقراءة الكتب) إلى أن الطريق إلى الحصول على أي شيء أريده هو المفاوضات الهادئة أو الدبلوماسية الصامتة لمجرد الحفاظ على ماء الوجه''· وأضاف: ''حصلنا على القانون الجديد للتعامل مع وسائل الإعلام الأجنبية، ونعترف بأنه ليس مثالياً· نضغط على الصينيين لتنفيذه بأفضل صورة ممكنة· إنها ثورة· إنه شيء أعتقد أيضاً أنه سيترك إرثاً دائماً للصين· والشيء الثاني الذي أكدنا عليه هو تشديد القوانين ضد عمالة الأطفال· كما حصلنا منهم على تعويضات للناس الذين أزيلت مساكنهم من أجل إنشاء المواقع الرياضية الخاصة بالأولمبياد· والشيء الرابع الذي صمّمنا عليه وتقبله الصينيون هو تطبيق قانون أكثر صرامة بالنسبة للحفاظ على البيئة''· وحول استنكار الجانب الصيني لتعليقاته عن ''الالتزام الأخلاقي''، قال روج: ''قلت ما فكرت فيه وما يجب أن أقوله، وذكرت الصينيين بما قالوه بأنفسهم، لم أكن أنا الذي طلبت منهم فعل هذا أو ذاك· قلت لهم ببساطة أنتم قلتم ذلك وأنا أذكركم فحسب بما قلتموه''· وعن استفادة اللجنة الأولمبية الدولية والحركة الأولمبية من أولمبياد بكين ورأيه فيما أثاره كثيرون من أن تنظيم الدورة في بكين سيضر بصورة اللجنة الأولمبية الدولية والحركة الأولمبية بأكملها، قال روج إنه يستطيع الإجابة على ذلك في حفل ختام الأولمبياد بعدما يشاهد مدى جودة التنظيم والمنافسة، فإذا كانت جميع عناصر التنظيم والمنافسة جيدة، فإن هذا الأولمبياد سيكون مفيداً بالتأكيد، وأضاف: ''تعلمون أنني لم أقل من قبلُ إن هذه الدورة هي الأفضل ولن أقول ذلك أبداً''· ورداً على سؤال عما قاله في مقابلة أجريت معه في وقت سابق من العام الحالي حول ضرورة مراجعة اللجنة الأولمبية الدولية لموقفها بشأن حقوق الإنسان، قال روج: ''قلت إن من الضروري أن ندرس تأثير حقوق الإنسان، لا أن نغيرها، وأن ندرس دورنا فيما يتعلق بحقوق الإنسان والتوقعات الاجتماعية· الناس ينتظرون منا الكثير من الأشياء التي قد لا تكون دائماً ممكنة بالنسبة للجنة الأولمبية الدولية· هذا ما نحاول أن نفعله· سندرس سلسلة كاملة من القضايا ومن بينها قضية حقوق الإنسان''· وتعليقاً على ما ذكرته منظمة العفو الدولية مؤخراً عن عدم تأثير الألعاب إيجاباً على الشعب الصيني فيما يتعلق بحقوق الإنسان، قال روج: ''لن أدخل في خلاف مع منظمة العفو الدولية التي أحترمها كثيراً، لدي رأي مختلف، أعتقد أن دورة الألعاب الأولمبية ستجلب شيئاً بالتأكيد إلى الصين، وستساعد الصين على الانفتاح، وهو ما لم يحدث من قبل''· وأضاف: ''لا يمكنك الحكم على تأثير الأولمبياد قبل عقد الدورة· خلال العام أو العامين التاليين للاولمبياد يمكنك أن ترى تأثير الدورة (على الصين)· أعتقد أن الصينيين سيعرفون عن العالم أكثر بكثير مما يعلمونه الآن، كما سيعرف العالم المزيد عن الصين· أعتقد أن ذلك سيكون تأثيراً إيجابياً''· وعن الاستمرار في منصب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية ومدى تأثير أولمبياد بكين على قراره بهذا الخصوص، قال روج: ''قلت دائماً بوضوح تام إنني سأتخذ القرار وأعلنه بعد بكين حيث تنتهي فترة رئاستي للجنة هذا العام· لدي شعور جيد للغاية· أولمبياد بكين سيكون أحد العناصر في حسم قراري بالاستمرار من عدمه''· وحول تركيز الناس على قضايا المنشطات أكثر من أمور أخرى مثيرة مثل مشاركة السباحة الأميركية دانا توريس ''41 عاماً'' في خامس دورة أولمبية وما إذا كان ذلك دليلاً على افتقاد الثقة في مستويات الاداء الجيدة في عالم الرياضة، قال روج إن ''هذا الوضع الظالم بشدة يخلقه اللاعبون أنفسهم حيث أصبح كل أداء جيد يثير الشبهات· ومع وجود سوابق تاريخية تشعر أحياناً بأن ذلك حقيقي· ولكن من الظلم بالنسبة لبعض اللاعبين أن نقول إن هذا اللاعب أو هذه اللاعبة يتعاطى أو تتعاطى المنشطات بالتأكيد لأن أياً منهما حقق الفوز في مباراة''· وحول اكتشاف مزيد من حالات تعاطي المنشطات في سباق فرنسا الدولي للدراجات (تور دو فرانس) هذا العام، قال روج: ''تمنيت أن يتفهم عالم سباقات الدراجات بشكل أفضل أن الوقت قد حان للتغيير· وعندما ثبت في أول أيام السباق أن (مانويل) بيلتران تعاطى المنشطات اعتقدت أنه أمر طبيعي فهو في السابعة والثلاثين من عمره وينتمي إلى المدرسة القديمة· لم يتفهم ذلك ولن يتفهمه أبدا''· وأضاف: ''ولكن معنوياتي بدأت تنهار نسبياً عندما اكتشف تعاطي (مويسيس) دويناس ''27 عاما'' للمنشطات ثم (ريكاردو) ريكو ''24 عاماً''، إنه أمر محزن لأنني مثل الجميع كان لدي الأمل في أن يجلب الجيل الجديد أجواء أخرى إلى هذه الرياضة· كنت أتمنى ذلك· لكنكم تعلمون أن من الضروري ألا نكون ساذجين''· وقال روج: ''أرى في النهاية أن هذه الاختبارات للكشف عن المنشطات مؤثرة· اكتشفنا 12 حالة لتعاطي المنشطات في أولمبياد سيدني 2000 عندما أجرينا 2500 اختبار للكشف عن المنشطات في الدورة وارتفع العدد إلى 3500 اختبار في أولمبياد أثينا 2004 لنكتشف 26 حالة تعاطي منشطات· والآن سنجري 4500 اختبار في أولمبياد بكين ،2008 لم أقل إنني أثق في طهارة الجميع، ولسوء الحظ أن ذلك غير ممكن، ولكنني أعتقد أن اختبارات الكشف عن المنشطات أصبحت أكثر كفاءة''· وعما إذا كانت كثرة حالات تعاطي المنشطات ستتسبب في فقدان الاتحاد الدولي لسباقات الدراجات لموقعه في الدورات الأولمبية لدى تحديد الألعاب التي سيتم إدارجها في أولمبياد 2016 العام المقبل، قال روج: ''نشعر بأن الاتحاد الدولي لسباقات الدراجات يجري فحصاً شاملاً· إنه الاتحاد صاحب المرتبة الثالثة من حيث عدد اختبارات الكشف عن المنشطات· المذنب ليس مسؤولي الاتحاد وإنما الدراجون أنفسهم· قد أكون مخطئاً، ولكننا نعتقد أنه مازال هناك عدد من الدراجين الشرفاء الذين لا يمكن عقابهم بخطأ وخداع الغير''· وعن إقامة الدورات الأولمبية في قارات أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية وأستراليا وعدم إقامتها حتى الان في أي من قارتي أميركا الجنوبية وأفريقيا ومدى تأثير ذلك على عرض مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية استضافة أولمبياد ،2016 قال روج إن ريو دي جانيرو تحتاج إلى إقناع اللجنة الاولمبية الدولية بقدرتها على استضافة الدورة· وأضاف: ''سيكون لدينا ملف جيد للغاية· ولكن فوز المدينة من عدمه بحق الاستضافة مازال علامة استفهام· لا يمكنني قول ذلك''· وقال روج: ''القضية أن الدورات الاولمبية تقام من أجل اللاعبين وليست من أجل الرأي العام أو لإسعاد دولة أو قارة· وأي مدينة ترغب الفوز بحق استضافة الأولمبياد يجب أن تبرهن على قدرتها الكافية على التنظيم· وتوجد مدن في كل من أفريقيا وأميركا الجنوبية لديها القدرة على تنظيم الأولمبياد على المدى القصير والمتوسط· وقدمت كيب تاون ملفا جيدا للغاية في عام 1997 ولكنها حلت ثالثة بعد أثينا وروما· كان (عرض كيب تاون) عرضا جيدا وربما لم يكن الوقت قد حان بعد· ولكن من الواضح أن هناك عدداً كافياً من المدن في أفريقيا يمكنها تقديم ملف جيد للغاية وهو ما ينطبق أيضاً على أميركا اللاتينية''·
المصدر: لوزان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©