الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تبول الطفل في الفراش·· متعة مستترة لإغضاب الأم (1-2)

تبول الطفل في الفراش·· متعة مستترة لإغضاب الأم (1-2)
19 يناير 2008 23:48
تكاد الأم أحياناً تفقد صوابها عندما تستيقظ في الصباح لتجد ابنها قد بلل فراشه ببوله أثناء نومه· ومعظم الأمهات يعتقدن أن الطفل يتوقف عن تبليل الفراش ليلاً بين العام الثاني والثالث· لكن هناك بعض الأطفال ممن يتجاوزون هذا العمر حتى الثالثة والنصف أو الرابعة· ويندهش البعض منا من فرط الرغبة في معرفة الأسباب التي تجعله يبول في الفراش· أن بعض الأسباب هي نتيجة عيوب خلقية يولد بها الطفل، وأحياناً يكون السبب مرض عضوي ولا يستطيع الطفل أن يضبط مسألة التبول تماماً، أو أنه يبلل ملابسه قليلاً لا لشيء إلا لأنه لم يذهب بسرعة إلى المرحاض، بل يتكاسل عن ذلك، وهناك من يعاني ظروفاً نفسية· وأكثر هذه الحالات انتشاراً هو أن الطفل الذي يصل عمره إلى 24 شهراً أو ثلاث سنوات ويتوقف عن تبليل الفراش لعدة أسابيع طويلة لكنه يعود مرة أخرى إلى تبليل الفراش ليلاً عندما تضع أمه مولودها الجديد، لأنه هنا يشعر بعدم الاستقرار وعدم الأمان، ولهذا فهو ينكص مرة أخرى إلى فترة من عمره ويتصرف تصرفات تلك الفترة فيبلل الفراش ليلاً· أن ''النكوص'' مسألة طبيعية بالنسبة لكل إنسان يعاني قلقاً، وهي إحدى العمليات اللاشعورية التي يحمي الإنسان بها نفسه· وهكذا يمكننا أن نشاهد أن الطفل لا يبول في الفراش ليلاً فقط، ولكنه قد يمص أحد اصابعه أو يتشبث بأمه كثيراً ولا يطيق فراقها ولو للحظة واحدة، ويتمنى لا شعورياً أن تعامله أمه بالأسلوب الذي تعامل به الوليد، وكأنه يتمنى لو تغير أمه له ملابسه كما تغير للطفل المولود· وقد يكون التبول في الفراش له هدف الانتقام من الأم أو مضايقتها، لأن هذا الطفل الوليد الذي حملته في بطنها واتت به إلى الدنيا إنما جاء ليدمر إحساسه بالحنان ويعتدي على مملكة الحب التي يتمتع بها· وعندما نرغب في علاج مثل هذه الحالات فلابد أن نعمل على إعادة الاحساس بالأمان بالنسبة للطفل، وأن نؤكد له أن مجيء طفل آخر لا يعني أننا لا نحبه· أن هذا يجب أن يترجم عملياً كل يوم وكل دقيقة، وليس هذا معناه إفساد الطفل بالتدليل، لكن معناه أن نجعل الطفل يحس جيداً أنه ما زال يتمتع بحبنا الكامل، ونحن نعرف أن الطفل يشعر بالخجل من عملية التبول في الفراش، يحدث ذلك على الرغم من أنه لا يعلن عن ذلك ولهذا من المطلوب أن نفهمه أننا على ثقة بأنه يحاول التحكم في نفسه ليلاً· يحدث معظم التبول ليلاً للأطفال من الذكور· ويصل به الأمر إلى حد تبليل الفراش حتى عمر السادسة والثامنة والعاشرة والثانية عشرة، وهؤلاء في معظم الأحوال لا تكون الأم قد قابلت صعوبات أكثر من المعتاد في تدريب الابن على الذهاب إلى المرحاض وكيفية استعماله أثناء النهارعندما كان ابنها في عامه الأول أو الثاني لأنه كان يقابل كل محاولة لتدريبه بمنتهى العناد والرفض مما كان يسبب للأم الضيق والتوتر· فمعظم حالات تبليل الفراش عند الأبناء هي وجود احساس بالتوتر الشديد بين الأم والابن، وتكون الأم قوية الشخصية قادرة دائماً على أن توجه اللوم والنقد للابن بحكم طبيعتها كما أنها تحاول على قدر طاقتها أن تقوي علاقتها بابنها عن طريق إسعاده وهي في آن واحد توجه له اللوم والتوبيخ وتحاول أن تكشف له عن اخطائه تماماً، والطفل في أغلب الأحيان يملك رهافة في الاحساس تجعله يهاب ويخاف من أن يغضب الأم· والطفل أيضاً في هذه الحالة يكون من النوع المسرف في الاعتماد على والدته في الطفولة ويخاف أن يفقد هذه ''المساعدات'' القيمة التي تقدمها له الأم وهو يحلم غالباً أحلاماً مزعجة للغاية، كما لا يستطيع أن يهمل هذا اللوم الموجه له من أمه، مثلما يفعل جميع الأطفال· وهو سريع الاقتناع بأنه ولد غير ناضج· هذا فالطفل لا يرضخ إلى الاستسلام حتى يغضب الأم ، ويتعود الحصول على متعة مستترة من أغضابها، ولهذا فهو يستفزها لا شعوريآً ببعض المكر الخفيف مما يثيرها عصبياً· انه يقاوم الخضوع لسيطرة الأم ، والمشكلة هنا يصفها الطب النفسي بأنها صراع شديد وعميق بين اللذة المريضة من الاستسلام وبين الأمل على أن يكون طبيعياً وايجابيا· إن هذا النوع من الأطفال لا يفعلون ذلك نتيجة لعدم التدريب على التحكم في النفس، فأثناء النوم نجده يحلم أحلاماً مزعجةً وقهريةً ويعاني من القلق أثناء الحلم وفي الوقت ذاته يحصل أيضآً على لذة ما· وهكذا نرى أن عملية التبليل التي تحدث هي نتيجة طبيعية كرد فعل لهذه الانفعالات المثيرة· إن تبليل الفراش مرده أو سببه إحساسان في لا شعور الطفل، الاحساس الأول أنه صغير، والاحساس الثاني أنه قادر عن أن يتحدى الأم التي توجه له النقد وتطلب منه الرضوخ· أن الطفل لا يتعرف تماماً على كل هذه الاضطرابات في المشاعر التي تحدث في اللاشعور ولا يعرف كيف يربط بينها وبين عملية تبليل الفراش· فهو يخجل بعنف من عملية تبليل الفراش· وهو يحاول قدر طاقته أن يتحكم في نفسه· ولهذا فيجب على الأم ألا تقع في خطأ التصور بأن الطفل كان يستطيع أن يتحكم في نفسه ولم يفعل ذلك· (كيفية العلاج·· في الحلقة الثانية)
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©