الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لوحات «الاغتراب» ظاهرة فنية ترصد مشاعر متناقضة

لوحات «الاغتراب» ظاهرة فنية ترصد مشاعر متناقضة
1 ابريل 2012
أزهار البياتي (الشارقة)- في تظاهرة لافتة للفن والإبداع تشكلت في قصباء الشارقة، ومن خلال الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية المتميزة التي تجريها على مدار العام، اختارت مؤسسة تتخذ من مركز مرايا الفنون مقرا لها، نخبة من أعمال الفنانات والفنانين العرب والأجانب التي تقتنيها، وذلك للمشاركة بها من خلال معرض فني. جاء المعرض تحت عنوان «الاغتراب»، الذي بدأت فعاليته مؤخراً، لتستعرض هذه اللوحات الفنية التي تكونت بضربات بديعة من المساحات اللونية المتأرجحة بين الظلال والضياء، مفردات ومعاني مختلفة تعكس رؤاهم الشخصية، واستكشافاتهم الخاصة لمفاهيم وأفكار تدور في مجملها حول مشاعر الغربة، الحنين، وطموحات السفر بين الحلم والواقع، وكل ما تثيره هذه الكلمات من أحاسيس و شجون تمثل نقاط تحول في الحياة، محاولين بأسلوبهم الفني المعّبر صياغة رؤية جديدة تفسر تطورات المشهد الاجتماعي والسياسي وتحولاته الدراماتيكية في عالمنا المتغيّر. لقد تكون المعرض بإطاره العام من خلال مجموعة أعمال فنية متميزة لتشكيلة تضم أكثر من 500 قطعة من المقتنيات الشخصية للشيخ سلطان بن سعود القاسمي مؤسس بارجيل للفنون، رسمت فيما بينها تناغم منسجما لخريطة إنسانية ترصد أهم التحولات النفسية والحياتية التي يعيشها المغترب أثناء رحلته الاغترابية، عاكسة على وجه الخصوص جملة من التقلبات الاجتماعية والسياسية التي أفرزتها الظروف السائدة في العالم العربي، وكيف أثرت مجرياتها بشكل عام على هذه النزعة الإنسانية والتوجهات الفكرية والطموحات المستقبلية والرغبة الملحة في التغيير للكثيرين من سكان المنطقة. وتشير عن هذا المعنى ماندي ميرزابان مديرة المقتنيات في المؤسسة، نحاول دائما في مركز مرايا الفنون أن نعمل على استقطاب جملة من المعارض النوعية التي تشكل ظاهرة فنية جديدة أو تحمل معاني وتفاصيل ذات أبعاد إنسانية وثقافية بعيدة المدى، مشيرة إلى أن معرض الاغتراب يندرج تحت هذه الفئة، حيث تسلط الأعمال المشاركة فيه الضوء على فكرة الاغتراب، وكيف تتجلى بسيناريوهات مختلفة باختلاف العلاقات الجيوسياسية والتجارب الشخصية اليومية لكل فنان على حدة، لتدور هذه اللوحات الفنية من الرسم والتصوير الفوتغرافي حول التناقضات المختلفة التي تفرزها عمليات الهجرة، فضلا عن أفكار ومفاهيم الهوية الوطنية، والتحضر، والطموح. وتضيف: كما يقدم المعرض أعمالا أخرى مهمة من قبيل لوحة الفنان رفعت اسحاق، الذي يتخذ من ملبورن مقرا، فيستعرض من خلال عمله الفني ردودا من سلطات الهجرة المختلفة في أكثر من 194 بلدا على طلبات الهجرة التي تقدم بها الفنان شخصيا، والتي كانت في الفترة ما بين عامي 2006 و2009، لتلخص لوحته الردود الرسمية لطلب الجنسية لمعظم حكومات البلدان المعروفة في العالم، حيث تتألف اللوحة من سلسلة مكونة من 194 لوحة صغيرة، تظهر بشكل فني مبتكر بعض المعاني عن السيادة القومية. وتتابع: نستعرض أيضا سلسلة من الصور الفوتوغرافية الأولى من عمل لاريسا صنصور «مبنى الدولة» الذي يعرض للمرة الأولى، ويتناول تناقص مساحة فلسطين، ليجد طرقا مبتكرة وخلاقة لاقتراح حلول لذلك، كما يعرض الاغتراب أعمال الفنانين متعددي الاختصاصات من قبيل أكرم زعتري، عبد الناصر غارم، وليدي سيتي، سما الشيبي، وفيصل بغريش. وفي معرض تعليقه على معرض الاغتراب، قال الشيخ سلطان بن سعود القاسمي :من خلال مقتنيات بارجيل الفنية والمعارض المختلفة التي نبادر بتنظيمها في مركز مرايا الفنون، نحاول باستمرار خلق حالات ابداعية، ووسائل تعبيرية متنوعة لقصص مهمة نستقيها من عالمنا العربي لنقدمها برؤى متجددة تعكس أوجه الفن والثقافة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©