مهرجان وكالة الغوري بالقاهرة يبث الحياة في حرف وفنون تراثية

الحرف التقليدية والفنون التراثية دليل الأصالة رغم أي مستجدات أو مستحدثات في المجتمع ولذا كان الاهتمام بإحيائها في المهرجان القومي للحرف التقليدية بوكالة الغوري بالقاهرة حيث تم عرض الحرف والمنتجات المرتبطة بالبيئة المصرية وتشمل التطعيم بالصدف والزجاج المعشق والرسم بالصدف وعلى الجلد والنسيج اليدوي وعروض أزياء قائمة على الصناعات النسجية التراثية وعروضا للفنون الشعبية وشارك فيه صندوق التنمية الثقافية وقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة وجمعية تنمية الحرفيين والجمعية المصرية لتنمية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. فكرة التواصل تقول الفنانة ناهد رستم المشرف العام على المهرجان «المهرجان هذا العام يقوم على فكرة التواصل بين الأجيال فعندنا شيوخ الصنعة نستفيد من خبرتهم لتعليم الشباب والأطفال حرفاً قاربت على الاندثار بسبب رحيل شيوخ الصنعة أو عدم توافر العمالة الماهرة حيث نتكاتف جميعاً للاهتمام بحرفنا التقليدية والمحافظة عليها ومنها النقش على النحاس والتطعيم بالصدف والرسم على الجلد والنسيج اليدوي وتعشيق الزجاج وورش العمل القائمة تدرب فيها الشباب وابتدع ما يضفي عليها نوعاً من العصرية دون المساس بالتراث». وعن أنشطة المهرجان، تقول رستم «بدأنا منذ شهرين الإعداد للمهرجان ودعوة الجمهور لرؤية منتجاتنا خلال عام كامل وفكرة المهرجان قديمة حيث كان شيوخ الصنعة بعد عام كامل من العمل يعرضون منتجاتهم في موكب مهيب بوكالة الغوري وهذا ما ألهمنا فكرة المهرجان وبالإضافة لعرض منتجاتنا هناك الورش الحية للأطفال والكبار كما يشارك الفن التشكيلي بإظهار الفن الشعبي متمثلاً في الحرف التقليدية وتستوحي اللوحات روح هذا الفن في معرض «رؤى مصرية» بالإضافة إلى فرق الفنون الشعبية التابعة لوزارة الثقافة وحلقات حوار حول مستقبل هذه الحرف وطرق الحفاظ عليها ودعوة رجال الأعمال لتمويل الصناعات التراثية لأن التمويل عائق أمام مستقبل هذه الحرف». فرصة ذهبية يرى الفنان طه عشماوي منسق عام المهرجان أن المهرجان فرصة ذهبية لتلاقي العارضين من مختلف الجهات الحكومية والأهلية التي يجمعها فن واحد هو التراث الشعبي لمناقشة مشاكل الحرف عن طريق حلقات الحوار التي تعطي الزخم لهذا المهرجان. وبين جنبات وكالة الغوري يقدم العارضون أعمالهم الفنية التراثية من لوحات من الجلد ولوحات نسجية وأشغال من الصدف والنحاس. وتقول آلاء الشاذلي إحدى العارضات «أنا من سيناء وطالبة بكلية الزراعة وجئنا لعرض مشغولاتنا اليدوية والمعرض فرصة رائعة لتقديم منتجاتنا والتعرف على الحرف الأخرى». وفي الوكالة ورشة للأطفال يمارسون فيها الحفر على الخشب ولوحات من الصدف وكذلك الرسم، وتقول أمل وإسراء وإيمان وعبدالرحمن الذين لم يتجاوزوا التاسعة من العمر أنهم يشتركون طوال العام في نشاط الحرف التقليدية وهم سعداء جداً بالمهرجان لعرض منتجاتهم. وتقول أماني مصطفى، مدير مركز إبداع الطفل التابع لصندوق التنمية الثقافية «نقوم بتدريب الأطفال على الرسم على الزجاج والسيراميك والجلد والطباعة وشغل الصلصال وهي خدمات مجانية لأطفال المناطق المحيطة بالوكالة في محاولة لبث روح الفن لديهم». وتقول رقية نور، المسؤولة عن النشاط الثقافي بورش الأطفال «الأطفال الأسوياء وكذلك ذو الاحتياجات الخاصة يقبلون طوال العام على هذه الورش ولنا فروع في مركز الفن والحياة بحي السيدة زينب وسبيل أم عباس ووكالة الغوري وهي خدمة اجتماعية جليلة». فنون متنوعة يبدو يحيى البطل سعيداً بعرض أعماله من التطعيم بالصدف ويقول «ظهر هذا الفن عند الفراعنة وهو أعرق الفنون الحرفية التي ازدهرت في العصر الفاطمي حيث تستخدم الأصداف البحرية وسن الفيل لزخرفة الأخشاب بقطع متجاورة دقيقة بأشكال هندسية وازدهر هذا الفن أكثر في العصر المملوكي لكن العثمانيين أرسلوا الحرفيين إلى الآستانة وتدهورت الحرفة ونحن نحاول إحياء هذه الحرفة وإعادة رونقها ونقلها لمن يصغروننا حتى لا تختفي». أما كمال حسن علي فهو مدرب تطعيم الفضة على النحاس وهو ما يسمى «التكفيت بالفضة»، ويقول» النحاس الأصفر أو الأحمر يكفت بأسلاك من الفضة ما يعطيه ثراء وتميزاً مستلهماً من القيم التراثية». وشمل المهرجان عرضاً للأزياء التراثية من خلال مجموعة أزياء تمثل مختلف مناطق مصر مثل واحة سيوة والواحات الخارجة والداخلة ومحافظات الصعيد والشرقية والبحيرة وسيناء. وأقيم معرض «رؤى مصرية» للفن التشكيلي ويضم لوحات لأربعة من الفنانين هم محمد الطحان ومصطفى يحيى وحسن كريم ومحمد غانم. ويقول حازم بكري، مدير المكتب الفني لمراكز الإنتاج الفني إن فكرة المعرض قائمة على استلهام اللوحات من التراث المصري وموضوعاتها في نفس السياق من حيث التيمات الشعبية والمنمنمات والزخارف وكل عام يقام المعرض ضمن أنشطة المهرجان.