الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الحرية» المسلوبة

1 يونيو 2010 21:41
(أنا لا أقاتل كي أنتصر، بل كي لا يضيع حقي. لم يحدث أبداً أن ظلّت أمّة منتصرة إلى الأبد. أنا أخاف شيئاً واحداً: أن ننكسر إلى الأبد، لأن الذي ينكسر إلى الأبد لا يمكن أن ينهض ثانية، قل لهم احرصوا على ألا تُهزموا إلى الأبد)، هذا قاله خالد بطل رواية زمن الخيول البيضاء للمبدع إبراهيم نصر الله. “احرصوا على ألا تهزموا إلى الأبد”، تكررت في رأسي مراراً وأنا أتابع تحركات أسطول الحرية قبالة شواطئ غزة، وإسرائيل تقذفه بالصواريخ، تكررت ثانية وأنا أتأمل هناك القوارب البحرية تجر بقايا الأسطول إلى ميناء أشدود. هناك بقرب بيت المقدس أناس من دمنا يعانون الأصعبين: الحصار والحرب، هناك أمهات ينتظرن الفرج، ورجال عاجزون إلا عن حمل الحجارة ليواجهـــوا بها صواريخ اليورانيوم المنضب، وأطفال لم يعد حلمهم لعبة وملابس، بل أن يستيقظوا أحياء في الصباح التالي. “أسطول الحرية” الذي حاول كسر الحصار، لم يصل إلى ميناء غزة، لكنه كسر الحصار عن جبروت إسرائيل، استطاع أن يخبر العالم بأن إسرائيل لا تفرق بين دين وعرق، ولا تعرف من مبادئ الإنسانية أي شيء، إنهم شعب “الغاية التي تبرر الوسيلة”. الإمارات التي كانت أولى الدول العربية تحركاً لنصرة أسطول الحرية وأهــــل غزة المحاصــرين تحت القذائف، طالبت مجلس الأمن باجتماع دولي عاجل، ووضعت يدها على الجرح حين قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية “ يتوجــب على إســرائيل رفع الحظــر الذي تفرضــه على وســائل الإعلام الدولية حتى تكشــف فعل هذه الممارســــات وحقيقة نوايا الحكومـــة الإســرائيلية”. بالفعل تمارس إسرائيل حصاراً إعلامياً فكرياً على وسائل الإعلام، تخضعهم لإرهاب من نوع خاص لمنع نشر فظائعها الكثيرة، هي تبني مستوطناتها فوق جثث الفلسطينيين العزل، ولا يرى العالم إلا بحثها عن أسير مفقود منذ عشرين عاماً. منذ أبحر الأسطول الذي يضم 650 متضامناً إلى غزة، لم تتوقف تهديدات إسرائيل له، توعدته مرات ومرات، وفي فجر الاثنين الماضي نفذت وعيدها ودون انتظار وصوله إلى المياه الإقليمية الفلسطينية، دكت إسرائيل الأسطول في المياه الدولية وكأنها تعرف أن لا أحد سيغار على حرمة المياه. أســطول الحــرية الذي قدم 19 شـهيداً ليقول للعالم كلمته، استطاع أيضاً أن يزيل الشــقاق، “مؤقتاً ربما”، بين الإخــوة المتناحــرين في فلسـطين، فلأول مرة منذ فترة طــويلة تجــتمع حركتي “حماس” و”فتح” على أمر واحد، فالحــركــتان نبذتا خلافاتهمــا واجتمعتا على الاعتصـــام والمســـيرات والتظاهرات، لنصــرة “ شهداء الحرية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©