الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اسم مركز دبي للقلب على الخريطة الطبية العالمية

اسم مركز دبي للقلب على الخريطة الطبية العالمية
1 يونيو 2010 21:40
رغم وجود العديد من الصعوبات والعراقيل، استطاع جراح القلب المعروف الدكتور طالب المحول أن يخطف اهتمام المؤتمر الطبي العالمي الرائد للقلب والأوعية الدموية، وينتزع النجاح ليصبح أول طبيب عربي مسلم يقوم بإجراء عملية قسطرة في القلب أمام مؤتمر طبي عالمي عريق. وقد أُجريت العمليتان في أواخر الشهر الماضي، حيث بدأت العملية الأولى، وهي الأكثر خطورة وتسمى “Unprotected Left Main” في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف، في غرفة قسطرة القلب بمركز دبي للقلب، فيما أُجريت العملية الثانية “Complex Patient” في الساعة السابعة والنصف من اليوم نفسه. الاستعداد للعملية بدأ منذ وقت مبكر، وكذلك الحال بالنسبة للتجهيزات اللازمة لنقل البث المباشر إلى المؤتمر الطبي بفرنسا، بهذه المناسبة فقد تمت دعوة عدد من وسائل الإعلام التلفزيونية والورقية لنقل الحدث من غرفة العمليات مباشرة. “الاتحاد” أيضاً كانت في غرفة العمليات، وحظيت بفرصة الاطلاع على سير العملية. توتر وترقب ارتدى الطبيب طالب المحول لباسه الأخضر وحذاءه الخاص من اللون نفسه، ثم وضع الواقي اللازم لدخول غرفة العمليات، فيما وقف مساعدوه بانتظار تلقي التعليمات ببدء العمل، في هذه الأثناء وصل المريض الذي سيخضع للعملية الأولى، ويبدو عليه بعض الخوف والتوتر، لكن تطمينات الدكتور ومساعديه المستمرة خففت عنه بعض الشيء. المريض “م. س”، الذي يبلغ من العمر 29 عاماً فقط، كان يعاني، بحسب الدكتور طالب، آلاماً في الصدر وذبحة قلبية شديدة، ويفيد تاريخه المرضي بأنه مدخن شره، وأن والده توفي باكراً، 52 عاماً، نتيجة جلطة قلبية مفاجئة، ولذلك كان من الضروري أن يخضع المريض لعملية فتح للشريان التاجي الرئيس الأيسر، والتي قرر الدكتور طالب أن تتم عن طريق القسطرة والشبكات دون تدخل جراحي. ويفيد الدكتور طالب أن مثل هذه العمليات، وإن كانت خطيرة ومعقدة، إلا أنها ليست نادرة وتجرى بشكل أسبوعي في مركز دبي للقلب، مضيفاً أنها في العادة تستغرق بين 20- 25 دقيقة، أما في حالة عرضها أمام مؤتمر طبي فيه نقاش بين الطرفين فإنها تستغرق 40-45 دقيقة، وهو ما استغرقته بالفعل هذه العملية. تحت جهاز قسطرة القلب تم إدخال المريض، وهو جهاز طبي ضخم، أبرز ما فيه وجود 6 شاشات كبيرة تعلوه وتظهر سير العملية من الداخل والخارج.. بخطوات واثقة نحو النجاح، بدأ سير العملية التي لم ترق فيها الدماء، بل كانت عملية بيضاء مرّت بسهولة وسلاسة بالنسبة للطبيب المتمرس، والذي أجرى مثلها حوالي 1400 عملية خلال العام الماضي وحده، فالمشاهد للعملية لم ير سوى سلك أبيض تم إدخاله في صدر المريض، كان يتحكم الطبيب في سيره نحو القلب من خلال دفعه وتحريكه، أما في الداخل فكنا نشاهد منظر الشرايين تفتح مع كل حركة لهذا السلك الذي يفتح مثل البالون في القلب فتنفتح معه الشرايين المسدودة. حول تكنيك العملية، تحدث الدكتور طالب قائلاً: “إن الأمر الأصعب في العملية هو أن الشريان المسدود هو الشريان الرئيس، وهو يتفرع إلى ثلاثة فروع كلّها مهمة، ولذلك سنقوم بإعطاء تروية للقلب أكثر مما نعطي العملية العادية”. ساعة إلا ربع قضاها الدكتور طالب في إجراء العملية أمام المؤتمر الطبي، وهو يتحدث إلى رئاسة المؤتمر شارحاً لهم أسلوب العملية حتى تمت بنجاح، في الوقت الذي أثنى فيه الجميع على سير العملية والتكنيك المستخدم في إجرائها. وبعد الانتهاء من العملية، توجه الدكتور طالب إلى غرفته لتبدأ الاتصالات الهاتفية بالتهنئة، فيما انهمرت عليه أسئلة وسائل الإعلام والتي أجاب عنها، قبل أن يحظى باستراحة قصيرة لمواصلة عمليته الثانية، والتي تمت بنجاح هي الأخرى. تحدٍّ وانتصار سمعة الدكتور طالب المحول التي وصلت إلى أقاصي الأرض وشهرته كانتا سبباً في اختيار المؤتمر الطبي العالمي الرائد للقلب والأوعية الدموية “يورو بي سي آر” له لإجراء اثنتين من أكثر عمليات القلب خطورة، حيث يقوم مجلس مديري المؤتمر الذي يحضره حوالي 15 ألفاً من أخصائيي واستشاريي أمراض القلب من أنحاءالعالم كافة كل عام باختيار 15 فقط من كبريات المؤسسات والأطباء من مختلف أنحاء العالم للمشاركة وعرض إمكاناتهم وكفاءاتهم العلمية والجراحية من خلال جلسات الحالة التي يتم بثها على الهواء مباشرة. وأعرب الدكتور المحول، الذي كان يعمل في مستشفى عدنان خير الله في مدينة الطب ببغداد قبل أن يغادرها نتيجة أعمال العنف التي سادتها ولم يسلم منها الأطباء والعلماء، عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الأكثر أهمية في مجال القلب كل عام، مؤكداً أن مركز دبي للقلب يعدّ الوحيد خارج أوروبا الذي تم اختياره ليشارك في جلسات الحالة التي يتم بثها على الهواء مباشرة خلال فعاليات المؤتمر، الأمر الذي يضعه على خريطة الطب العالمية. هذا، ويجري الدكتور مجول وزملاؤه يومياً ما بين 10 إلى 15 عملية، إلى جانب الحالات الطارئة التي يتم التعامل معها على مدار الساعة بمختلف نوعياتها وفئاتها، فالعملية التي كانت في السابق تستغرق ساعات مع احتمال وفاة المريض نتيجة زيادة الصبغة الملونة في الجسم مثلًا تستغرق حالياً بين 20 إلى 30 دقيقة يخرج بعدها المريض لممارسة عمله في اليوم التالي. وفي دلالة على ارتفاع نسبة الإقبال على قسم القسطرة وتزايد نسب الإصابة بأمراض الشرايين نتيجة لارتفاع نسبة الإصابة ببعض الأمراض المعروفة مثل السكري وضغط الدم والكلى، قال الدكتور مجول، إن عدد العمليات التي تم إجراؤها في القسم ارتفع خلال العام الماضي ليصل إلى 2700 عملية مقارنة بـ 2100 عملية عام 2008، تشمل جميع أنواع القسطرة والتداخل، ومنها شرايين القلب التاجية بأنواعها كافة وبدرجات الصعوبة كافة، إضافة إلى شرايين الدماغ والكلى والأطراف، وقد تم إجراء عمليات نادرة عالمياً لعيوب خلقية في الشريان الأبهر، إلى جانب الفتحات الخلقية في القلب ودون أي تدخل جراحي، مشيراً إلى أن النتائج التي توصل لها المركز أهلته للحصول على اعتراف دولي لتدريب أطباء المنطقة على قسطرة الشرايين، إضافة لاعتماده كمركز رئيس لإجراء دراسة على نوعية جديدة من الشبكات لمرضى السكري، سيتم نشر نتائجها على شكل أبحاث في المجلات العالمية المتخصصة. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن مركز دبي لأمراض القلب أصبح مركزاً رئيساً للدراسات على مستوى منطقة الشرق الأوسط، حيث يقوم الآن بإجراء دراسة جديدة على الشبكات لمرضى السكري، وهي أول دراسة من نوعها يقوم بها 11 مركزاً طبياً في منطقة الشرق الأوسط تحت إشراف مركز دبي لأمراض القلب والمستشفى العسكري في باريس، على أن يتم نشر البحوث العالمية المتعلقة بهذه الدراسة في المجلات العالمية المتخصصة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©