الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تعديل السلوك» غاية العلاج النفسي للأطفال

«تعديل السلوك» غاية العلاج النفسي للأطفال
12 ابريل 2014 19:59
شهدت العقود الخمسة الأخيرة تطوراً ملموساً للطب النفسي، وتعاطي الناس مع العلاجات العديدة التي يقدمها، وظهور مجالات لم تكن معروفة من قبل، واكبت تطور الحياة والعلم والمعرفة، وأصبح هناك أيضاً العديد من العلاجات النفسية المتخصصة، سواء الإكلينيكية أو العيادية منها. الخبير النفسي، روحي عبادات، يوضح أن هناك العديد من أنواع العلاج النفسي التي يمكن تقديمها للأطفال، حيث يختار المعالجون أنسب الاستراتيجيات للمشكلة المحددة والمناسبة للشخص وأسرته، حيث قد يقضي الأخصائي بعض الوقت مع الطفل منفرداً، ومع الوالدين لوحدهما، ومع الأسرة والطفل معاً. ولعل التقنيات العلاجية المستخدمة مع الأطفال تختلف عن البالغين، فالطفل بحاجة إلى من ينزل إلى مستواه العقلي والزمني، وتلمس احتياجاته عن قرب، والتعرف على مشاعره ورغباته، كيف يفكر وينظر إلى الأمور من منظار طفولي نحو العالم الكبير المحيط به؟. استراتيجيات ويضيف عبادات: «من أهم الاستراتيجيات العلاجية التي يستخدمها الأخصائيون مع الأطفال، العلاج السلوكي، ويقوم على تعديل السلوك غير السوي أو غير التوافقي، والذي يعتبر متعلماً ومكتسباً من البيئة المحيطة، وتنظيم عملية تفاعل الطفل مع البيئة بشكل منتظم عبر تهيئة الظروف المناسبة، وتشكيل سلوكيات إيجابية توافقية جديدة، إضافة إلى إطفاء السلوكيات غير المرغوب فيها والتخلص منها أو التقليل من حدتها، وتعزيز السلوكيات الإيجابية الموجودة عند الطفل. كذلك هناك العلاج السلوكي المعرفي، وهذا النوع من العلاج يناسب الأطفال والمراهقين المحبطين، والقلقين، أو الذين لديهم مشكلات في التعامل مع الضغط. ويعتبر هذا النوع من العلاج تعديلاً للأفكار السلبية وتحويلها إلى أفكار أكثر إيجابية، ويستخدم طرقاً فعالة في التفكير، ويمكن أن يتضمن العمل على إدارة الضغوط التي يتعرض لها الطفل في البيت أو المدرسة، وتقديم تمارين الاسترخاء، وممارسة مهارات التعامل مع الآخرين ومع الظروف، وأشكال أخرى من العلاج». أشكال يؤكد عبادات أن الأطفال يستفيدون من العلاج الفردي، وذلك في الحالات التي يحتاج فيها الأطفال إلى الإرشاد والتوجيه، مثل حالات الاكتئاب، والمشاكل الاجتماعية والقلق. وفي حالات أخرى قد يكون العلاج الجماعي حلاً أمثل، حيث يلتقي الأطفال مع أطفال آخرين في إطار مجموعة تتراوح بين 6 و12 طفلاً من أجل حل مشكلات وتعلم مهارات جديدة، مثل المهارات الاجتماعية أو التعامل مع الغضب. كما أن العلاج الأسري، يمكن أن يكون مجدياً في الحالات التي لا يتواصل فيها أفراد الأسرة مع بعضهم بعضاً بشكل كافٍ، أو يكونون غير متوافقين فيما بينهم، أو عندما تكون لدى الطفل مشكلات سلوكية. ويتضمن العلاج الأسري جلسات إرشادية مع بعض أفراد الأسرة أو جميعهم، للمساعدة في تطوير مهارات التواصل بينهم. ويركز العلاج على تقنيات حل المشكلات والتي من شأنها أن تساعد الوالدين على إعادة السيطرة على زمام الأمور في الأسرة وضبط سلوك أفرادها. وكذلك العلاج باللعب، ويكون عبر مشاركة الطفل في لعبة ما، أو ملاحظة الطفل أثناء اللعب الفردي والجماعي، حيث طريقة تعامله مع اللعبة سواء بعنف أو بحنان، وطريقة أخذه زمام الأمور ولعب الأدوار، وما يترتب عليها من مهارات الالتزام واحترام الدور، كلها ذات علاقة بنفسية الطفل وانفعالاته. لذا يستخدم الأخصائيون النفسيون العلاج باللعب كنوع من التفريغ الجسدي والنفسي والانفعالي، وإتاحة الفرصة للطفل للتعبير عن احتياجاته وتحقيق أهداف لا يستطيع تحقيقها في واقع الحياة الفعلية. وهناك وسيلة تنفيسية يقوم من خلالها الطفل بتفريغ ما يحمله من مشاعر وانفعالات على الورق، حيث لاستخدامات الألوان دلالاتها النفسية، إضافة إلى ميوله في رسم الأشياء المحيطة به، وإعطائها قيمة، وفي الرسم يعبر الطفل عن احتياجاته المفقودة والتي لا يستطيع تحقيقها في واقع الحياة الفعلية، والتعبير أيضاً عن الأمور المزعجة والصراعات الداخلية، فكثيراً ما تتحدث رسومات الأطفال عن الكثير من مكنونات نفوسهم والتي لا تستطيع أن توصلها لنا ألسنتهم». (أبوظبي- الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©