الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطلاب الموهوبون ثروة وطنية.. ورعايتهم استثمار لأجيال مع النابغين والعلماء8

الطلاب الموهوبون ثروة وطنية.. ورعايتهم استثمار لأجيال مع النابغين والعلماء8
12 ابريل 2014 19:58
وقعت وزارة التربية والتعليم وجمعية رعاية الموهوبين، الأسبوع الماضي، مذكرة تفاهم لتعزيز خطط وبرامج اكتشاف ورعاية الطلبة الموهوبين في مدارس الدولة، في أولى الخطوات التي تتخذها وزارة التربية لتنفيذ توصيات ندوة تطوير برامج الموهبة التي نظمتها في إطار المبادرات المتميَّزة، التي من شأنها الإسهام بقوة في تنمية إبداعات أبناء الدولة، وتنشئة أجيال مع العلماء والنابغين، وتلبية لما تتطلع إليه الدولة من مستقبل زاهر لأبنائها الموهوبين والمبدعين والمبتكرين. وكان البند الأهم في مذكرة التفاهم، ما يتعلَّق بدعم ورعاية أنشطة وبرامج هذه النوعية من الطلاب، والتعاون من خلال تنظيم مؤتمرات وندوات ودورات تدريبية في مجال الأنشطة والبرامج الخاصة بالموهوبين، والمشاركة في المناسبات والفعاليات المتعلقة بمجال رعاية هذه الفئة. خورشيد حرفوش (أبوظبي) ما مدى أهمية اكتشاف الطفل الموهوب؟، وكيف؟، وكيف يمكن أن تتعاون الأسرة والمدرسة في ذلك مبكراً؟، وإلى أي حد تكمن أهمية هذا التفاهم بين وزارة التربية والتعليم وجمعية رعاية الموهوبين؟، وكيف يمكن التغلب على معوقات استثمار قدرات الأطفال الموهوبين؟، وكيف يمكن ترجمة الأهداف المتوخاة؟ الموهبة الأخصائية النفسية سوسن حلاوي، توضح أن الموهبة «قدرة استثنائية» أو استعداد فطري غير عادي لدى الفرد تعززه العوامل البيئية المكتسبة، فالموهبة إلى جانب أنها منحة من عند الله سبحانه وتعالى في جانب معين، إلا أنها تشمل مجموعة من القدرات الخاصة التي يتميز بها الفرد الموهوب عن غيره من أقرانه العاديين، وتتشكل في ضوء عاملين رئيسيين، حيث يعتبر العامل الوراثي فيها هو الأساس، ثم يأتي بعد ذلك العامل البيئي المكتسب، وبتكامل هذين العاملين تتشكل الموهبة وتنضج، ويمكن الكشف عنها بسهولة. كما يذهب خبراء التربية إلى أن الموهبة تعرف على أنها توضيح أو كشف للقدرات العالية والمستوى العالي في الإبداع والقدرة على التعبير عن الجديد غير التقليدي، وطرح أفكار مبتكرة لحل المشكلات التي تواجه الأفراد، وتشير الموهبة أيضاً إلى المستويات العليا أو المرتفعة لحب الاستطلاع والانطلاق الفكري في مجالات عديدة. وذهب البعض إلى أن الأطفال الموهوبين هم أولئك الذين يظهرون تنبؤاً بنمو تحصيلي فائق وسريع في المجالات الأكاديمية أو الموسيقية أو الرياضية أو الفنية أو غيرها. دور الأسرة يُشير الاختصاصي الاجتماعي، عمر الناجم إلى دور أسرة الطفل الموهوب في رعايته، ويقول: «دور الأسرة يبدأ مبكراً، حيث يلاحظ الوالدان علامات التميز عند طفلهم بصورة موضوعية، والتعرف على قدراته وسماته العقلية، وإتاحة الفرصة له وتشجيعه، وتوفير الإمكانيات والظروف المناسبة له على اللعب والقراءة والاطلاع والاستكشاف، ومن جهة أخرى يجب مراعاة عدم المبالغة في توجيه عبارات الإطراء والاستحسان الزائد عن الحد حتى لا يدفع الطفل إلى الغرور والشعور بالاستعلاء، ومن ثم النظر إلى الطفل الموهوب نظرة شاملة، ويتاح له أن يمارس أساليب الحياة العادية الطبيعية مثل غيره ممن هم في مثل سنه، وأن تراعي الفروق الفردية بين أبنائها دون تمييز أو تفضيل، وعلى الوالدين أن يتواصلا مع المدرسة بشكل تفاعلي وإيجابي، ومتابعته دراسياً، والتنسيق فيما يتعلق بمتابعته دراسياً، ونوعية النشاط الذي يحب أن يمارسه، وتنمية مواهبه وهواياته، والعمل على توفير الأمن والاطمئنان الذي يعينه على تحقيق النمو المتكامل لجميع جوانب شخصيته». أهم المشاكل ويشير الناجم إلى أهم المشكلات التي تواجه الطالب الموهوب، وتتمثل في لا مبالاة الأسرة بمواهب الطفل، والانشغال عنه، وعدم الاكتراث باهتماماته، أو على النقيض، حيث نجد من يغالي في الاحتفاء بذكاء ابنه ويدفعه دفعاً لممارسة بعض المسائل العقلية مما يثقل كاهل الطفل، ويفسد عليه نموه الطبيعي لأنهم لا يعرفون أن نـمو الطفل الاجتماعي والعاطفي قد لا يكون على مستوى نـموه العقلي، كذلك يواجه الموهوب أحياناً صعوبة تكوين صداقات مع الزملاء في المدرسة، وعدم تكيفه معهم بسهولة، ولعلَّ من أخطر المشكلات التي تواجه الموهوب، استهانة معلمة الصف به، أو إهماله، ومعاملته دون اكتراث، وعدم بذل مزيد من الجهد لتنمية قدراته، مما يسبب له إحساس مرير بخيبة أمل وانطواء، كما يواجه بعض الموهوبين مشاكل نفسية عندما يتصف أحياناً بالسلبية، في بعض المواقف الاجتماعية، ونراه يميل إلى الانطواء والعزلة ويبدو عليه الخجل والتردد والارتباك، وذلك بسبب سوء التوافق النفسي والاجتماعي. السمات التعليمية الخبيرة التربوية والنفسية الدكتورة كريمة العيداني، تؤكد أهمية فهم القدرات والاستعدادات لدى الطلاب الموهوبين وتوجيهها التوجيه السليم، والعمل على توسيع مدارك الطلاب الموهوبين في مجالات مواهبهم وتوظيفها لخدمة أهداف التنمية، وتشجيعهم على الإبداع والابتكار، ومساعدة الطلاب الموهوبين في اختيار المهن المناسبة لهم حسب احتياجات المجتمع. وهذه الفئة من الطلاب يحتاجون إلى رعاية تعليمية، خاصة وفق الأسس والمقاييس العلمية الخاصة والمحددة في إجراءات برنامج التعرف على الموهوبين والكشف عنهم. ومن سماتهم التعليمية: التفوق وحب المناقشة، والحصيلة اللغوية والمعلومات الجيدة، ولديه القدرة على إدراك العلاقات السببيّة بين الأشياء، ويتمتع بسعة الخيال ودقة الملاحظة، ولديه القدرة على تركيز الانتباه لمدة أطول من أقرانه العاديين، وحب القراءة والمطالعة لمواضيع تفوق عمره الزمني». السمات الدافعية وتضيف الدكتورة العيداني: «الطالب الموهوب يلاحظ أنه غالباً ما يعمل على إنجاز كلّ ما يوكل إليه من أعمال في الوقت المناسب وبدقة. ويحب العمل بمفرده ويحتاج إلى قليل من التوجيهات، ويميل إلى أداء الأعمال الصعبة ولا يحب الأعمال الروتينية، ودائماً محب للاستطلاع، ولديه ميل للمغامرة والمجازفة، ويحاول إيجاد أفكار وحلول لكثير من المسائل، كما أنه يتمتع بسعة الخيال وسرعة البديهة، ولا يخشى الاختلاف مع الآخرين، وكفء في تحمل المسؤولية، وينجز ما يوكل إليه، ويتمتع بثقة كبيرة في النفس، ولديه القدرة على القيادة والسيطرة، ومعظم الموهوبين يميلون للمشاركة في معظم الأنشطة المدرسية والاجتماعية، ويتمتعون بالمرونة في التفكير. دور المدرسة الدكتورة مديحة عزمي، مسؤولة الأنشطة في مدارس النهضة الوطنية للبنات، ترى أن للمدرسة مسؤولية كبيرة في اكتشاف ورعاية الطالب الموهوب، ويتمثل دور المدرسة والهيئة التعليمية في وضع خطة لرعاية الطلاب الموهوبين وتدارسها مع زملائه المعلمين في مجلس رعاية الموهوبين ووضعها موضع التنفيذ خلال العام الدراسي ومتابعتها بدقة وعناية وتتضمن حصر المواهب وما سُيقدم للموهوبين. والاطلاع على كل جديد في هذا المجال لإفادة طلابه الموهوبين وتشجيعهم، وحفز الهمم لديهم لاستمرار، وتنمية تلك المواهب، وتوفير الجوّ التربوي الملائم لنمو الموهبة وإشعار الطلاب الموهوبين بمكانتهم وأهميتهم، والعمل على معرفة احتياجاتهم وأفكارهم والإسهام في حل مشاكلهم الاجتماعية بالتعاون مع المرشد الطلابي بالمدرسة، وتوفير الأدوات والتجهيزات، وأماكن ممارسة الأنشطة لمعرفة المواهب وتنميتها وتطويرها. كذلك الاطلاع على خطط مشرفي الأنشطة ومعلمي المواد ومعرفة مدى عنايتهم بهذه الفئة وأن يُعطى الطلاب الموهوبون أهمية خاصة في الزيارات الميدانية في الفصول وأماكن ممارسة الأنشطة والاطلاع على أعمالهم وتوجيه النصح والإرشاد إليهم وتقديم الحوافز المادية والمعنوية لهم». تدريب المعلمين وتضيف عزمي: «من الأهمية أيضاً وضع خطة تتضمن تدريب المعلمين على كيفية التعامل مع الطلاب الموهوبين وفتح قنوات للاتصال مع المشرف التربوي والمسؤولين في إدارة التعليم عن رعاية الموهوبين وتزويدهم بالتقارير اللازمة والاحتياجات لتوفير ما يمكن توفيره من إمكانات بشرية ومادية من أجل النهوض بالطلاب الموهوبين والحفاظ على مواهبهم. والاتصال بأولياء الأمور وتعريفهم بمواهب ليتحقق التكامل بين دور الأسرة ودور المدرسة في رعايتهم. وتوجيه المعلمين إلى استخدام أساليب تدريسيّة فعاله ومشوقة ووضع مَلزمة لكل موهبة تتضمن تعريفاً بالموهبة وأساليب رعايتها والمراجع التي يمكن للطالب الاستعانة بها - أساليب البحث العلمي السليم - إنجازات العلماء والمبدعين في مجال هذه الموهبة - أبرز الطلاب الموهوبين - مجالات التخصص وفرص العمل - كيفية الاستفادة من مصادر التعلم والبحث، ومن الأهمية تفعيل دور الإعلام التربوي بالمدرسة وأن يكون في كل مدرسة نشرة دوريّة تربوية تتضمن إنتاج الموهوبين وأخبارهم ومنجزاتهم على مستوى المدرسة والإدارة التعليمية. أساليب التعامل وخصائص المرحلة النمائية من الأهمية أن يدرك الوالدان أن الطفل الموهوب ليس بالضرورة موهوبا في كل المجالات وفي كل الأوقات، ولا مانع من التعاون مع الخبراء والمختصين لمعرفة قدرات الطفل الحقيقية والأصلية وتميزها عن الأداء العادي، لأن من شأن الخبراء فهم خصائص المرحلة النمائية التي يمر بها الطفل والتي تساعدهم في المواءمة والموازنة بين السلوك الحاصل، وبين ما هو متوقع من تلك المرحلة، وأيضاً عليهما تقديم الدعم المطلوب للمدرسة حتى يحقق المستوى المأمول في التفوق، فالمستوى الثقافي والاجتماعي للوالدين يساعد على تحقيق فرص النجاح والتفوق لأبنائهما، وتهيئة الجو المناسب للاستذكار وتوفير الإمكانات اللازمة والمشاركة الإجابية في تذليل العقبات والصعوبات التي تعترض سبيل تفوقهم، وإطلاق الحرية للابن وتشجيعه لتحقيق أهدافه وطموحاته واستغلال طاقاته والسمات الوجدانية التي تهيء المناخ النفسي المناسب لاستغلال الطاقات العقلية والاستفادة منها إلى أقصى طاقة ممكنة. فالطفل الموهوب في حاجة إلى تنمية مهارات التفكير لديه، وتزويده بالمعلومات في المجالات المختلفة، وإتاحة فرص التفاعل مع الأقران، والتنسيق مع مدرسته لتزويده ببناء معرفي مناسب في المجالات العلمية المختلفة، وإتاحة المزيد من فرص الحصول المعرفة من خلال طرق حل المشكلات والإبداع واستخدام الأسلوب العلمي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©