أحمد السعداوي (أبوظبي)
عندما يمتزج الإبحار في عالم القراءة والثقافة والعلوم المختلفة مع الإبحار في مياه شواطئ أبوظبي والاستمتاع بما يتيحه كورنيش العاصمة الجميلة من خدمات عائلية مجانية على أرقى مستوى، تؤكد أبوظبي قدرتها على تقديم كل جديد وفريد بهدف إسعاد ساكنيها وزائريها بمختلف أعمارهم وفئاتهم الاجتماعية، وذلك من خلال فكرة نادرة من نوعها في العالم العربي والشرق الأوسط، وهي المكتبة الشاطئية التي فتحت أبوابها للجمهور نهاية الأسبوع الماضي في منطقة شاطئ العائلات بأبوظبي.
الهواية الأهم
وتكشف المكتبة عن لون جديد من الإذكاء الفكري والثقافي، تذهب فيه الثقافة والمعرفة، حيث يكون الناس في إطار شيق وجذاب ورشيق يتناسب مع طبيعة الحياة العصرية السريعة التي نعيشها وربما لا تتيح لأعداد كبيرة من الناس ممارسة القراءة، وهي الهواية الأهم على الإطلاق التي يمكن لأي إنسان الارتباط بها مهما كان مستواه العلمي أو الثقافي، غير أنها في النهاية تجعل منه شخصا أكثر وعياً وإدراكاً وقدرة على تنمية ذاته ومجتمعه.
صاحبة الفكرة والمحرك الرئيس لها الإماراتية ميثة محمد الهاجري، الموظفة في بلدية أبوظبي، قالت إن الفكرة جاءتها العام قبل الماضي رغبة منها في إضافة شيء جديد لرواد شاطئ وكورنيش أبوظبي، وبالفعل قامت في العام الماضي بالتنسيق مع البلدية، بعمل استبيان بين عينة من سكان العاصمة حول ما يحتاجونه من خدمات يمكن إنشاءها على الكورنيش تجعل وجودهم عليه واستمتاعهم بأجواء أبوظبي تحمل الفائدة العقلية والبدنية في آن، واتجهت غالبية الآراء إلى عمل مكتبة تضم أنواعا مختلفة من العلوم والمعارف تشجع كل أفراد الأسرة على استغلال أوقاتهم وقضائها بشكل جميل على الشاطئ في أجواء آمنة، خاصة وأن المكتبة تم إنشاؤها قرب منطقة ألعاب الأطفال، حتى نحفز الأمهات على القراءة واستغلال أوقات جلوسهن إلى أطفالهن أثناء اللعب.
تشجيع وتعاون
وأوضحت أن وجود 14 جهاز آي باد متصلة جميعاً بالشبكة العنكبوتية يساهم في تحقيق هذا الهدف وقراءة الكتب في المنطقة المحيطة بالمنطقة خاصة وأن المكتبة الإلكترونية تضم نحو 115 ألف كتاب في كافة فروع الأدب والعلم والتاريخ والمؤلفات التي تستهدف ربة الأسرة وتوعيتها بطرق التربية الصحيحة والطهي وغيرها من الأمور التي لا تستغنى عنها النساء، إضافة إلى كم كبير من الكتب الأدبية والحاصلة على جوائز عالمية مثل الكتب وغيرها تضمنتها المكتبة الورقية عبر 1500 كتاب مطبوع، اشتملت من بينها كتباً عن قادة الدولة والآباء المؤسسين لها عرفاناً بما قدموه لنا حتى صار الشعب الإماراتي في طليعة شعوب دول العالم، ويدل على ذلك أن هذه المكتبة الثانية من نوعها على مستوى العالم، والأولى في الشرق الأوسط، وتم تشييدها على مستوى راق بفعل التعاون بين وزارة الثقافة وشباب وتنمية المجتمع، وبلدية أبوظبي، اللتين حرصتا على توفير كل سبل النجاح لهذه الخطوة المهمة في نشر الثقافة والتوجه بالمعرفة إلى حيث يكون الناس.
وتلفت الهاجري، إلى أن هذه الفكرة لاقت تشجيعاً كبيراً من كافة المسؤولين عندما علموا بها وحرصوا على تذليل كافة العقبات من أجل تحقيق الهدف منها بشكل موسع، ومن هنا جاء حسن اختيار موقع إقامتها في منطقة شاطئ العائلات بما تضمه من مرافق مختلفة وأماكن آمنة لألعاب الأطفال الذين يجيئون إلى الشاطئ مع ذويهم.
تحفة جمالية
من بين رواد شاطئ أبوظبي، سامي الزيتوني، من الجنسية الفلسطينية وصاحب عمل حر، وكان على الشاطئ مع عائلته، وأبدى إعجابه بهذه المبادرة المبتكرة التي قدمتها أبوظبي إلى سكانها، مؤكداً أن ذلك ليس بغريب على مسؤولين يقودون شعبهم ودولتهم نحو الأمام في كل المجالات ويحرصون على توفير كل سبل العيش المريح والحياة المستقرة لأبناء الإمارات وغيرهم من الموجودين على أرضها سواء للعمل أو السياحة، مشيراً إلى أن شاطئ أبوظبي في حد ذاته تحفة جمالية ومتنزه عائلي على أعلى مستوى، وإضافة هذه المكتبة إليه تمنحه ميزة إضافية تؤكد قيمته كملتقى عائلي يجد كل أفراد الأسرة من خلاله اللعب والمرح والفائدة العقلية.
بينما قال جان لويس من الجنسية الإسبانية، ويعمل طبيباً في أحد مستشفيات أبوظبي، إن شواطئ أبوظبي معروفة بجمالها وروعتها نتيجة العمل المستمر على تطويرها وتنظيمها، وإقامة مكتبة على الشاطئ تأتي ضمن هذا الاهتمام المتواصل برواد الشاطئ وجعل أوقات وجودهم هناك مفيدة وممارسة هواية القراءة وفي الوقت ذاته الجلوس في أجواء مكشوفة تُكسب الجمهور عادات صحية جيدة، أهمها القضاء على نقص فيتامين «د» الذي يعاني منه الكثيرون بسبب وجودهم في الأماكن المغلقة، ويعتبره من أهم أسباب مجيئه باستمرار إلى الشاطئ للاستلقاء تحت أشعة الشمس في الصباح المبكر، والآن ستزداد دوافع مجيئه إلى الشاطئ مع وجود هذا الكم الكبير من الكتب على أرفف المكتبة الشاطئية أو على الموقع الإلكتروني الخاص بها وما يحمله من كتب قيمة في مجالات متنوعة.
حسن الاختيار
بينما قالت سحر الفولي، ربة منزل ومقيمة بمنطقة الكورنيش، إنها عـرفت بالمكتبة عن طريق الصدفـة، واسعدهـا وجـود هذه اللفتة الثقافية المهمة إلى جـوار مكان إقامتها هي وأولادها، ما سيشجعهم على زيارة منطقة الشاطئ بشكل أكثر، من أجل تعويد أطفالها على القراءة، وتعريفهم بأهميتها، خاصة وأن المسؤولين عن هذا المشروع أحسنوا اختيار مقر المكتبة ملاصقاً لمنطقة ألعاب الأطفال حتى تصبح المسألة سهلة على أولياء الأمور ويتشجعون أكثر على اصطحاب أولادهم إلى داخل المكتبة للتعرف على ما بها من عناوين مختلفة في كافة فروع العلم.
إضاءة
قالت ميثة محمد الهاجري، إن المكتبة تفتح أبوابها أمام الجمهور طوال أيام الأسبوع من السابعة صباحا وحتى العاشرة مساءً، وهي مزودة بأربعة أجهزة حاسب آلي كجزء من المكتبة الإلكترونية الشاملة التي تضمها المكتبة مع 14 جهاز آي باد، يستخدمون جميعاً في الاطلاع على 115 ألف كتاب إلكتروني.
عدد اليوم
