هلا عراقي (الشارقة)
المعرض جسد التراث والحضارة والبيئة المصرية بطريقة واقعية تحمل المعاني الجمالية
لوحات جسدت جمال الإرث المصري بثقافاته وحكاياته ومفرداته وأسلوب حياته اختزلتها ابنة النيل الفنانة المصرية زينب عامر بمعرضها الفردي الفني الذي عنونته «إشراقات من مصر» ويحتضنه متحف الشارقة للفنون من 7 أبريل حتى 30 يونيو المقبل.
هذا المعرض الذي أبدعت فيه أنامل زينب عامر في اختزال ذاكرة الإنسان والمكان، فأطلت على الجمهور بجمال لوحات لا تخطئها العين جمعت فيها مشاهد جمالية من واقع الحياة المصرية وثقتها بلغة فنية رصدت الطقوس المصرية، ونقلتها إلينا بفرشاتها المنغمسة بحب مصر، ومخيلتها الخصبة التي وجدت في كل حي مصري تقطن ألف لوحة ولوحة تناولت البيئة المصرية بثرائها وتنوعها.
حياة يومية
هذا المعرض الذي شكل تواصلاً حياً بين اللوحة والمشاهد، حيث رحلت أعمالها بنا بعيداً خلال سويعات زيارتنا لمعرضها لتنقلنا إلى حارات مصر، وتتجول بنا في أحيائها وتسير بنا بين أزقتها القديمة، وتطوف بنا في صحرائها وشطها وشمالها وجنوبها بمعرضها الذي أقحمنا بتفاصيل الحياة المصرية اليومية من مجرد نظرة على لوحاتها التي أتقنت صياغة اللحظات الحسية بتفاصيلها الدقيقة ومختلف نشاطاتها، هذا المعرض الذي أضافت من خلاله نكهة جديدة في تصوير مواضيع متنوعة وثقت من خلالها المشهد المصري بامتياز، منتزعة ما به من جماليات لتزرعه داخل ذواتنا.
هذه الفنانة التي وظفت جمال الريف المصري وجاذبية السمار النوبي وسحر الشاطئ في الإسكندرية وأصالة البداوة في سيوه وعراقة الحي الشعبي بأعمال فنية ثرية بمضامينها وعبق الحياة وصخب التدافع البشري في سبيل العيش والحياة والانتصار على مقدرات جاثمة فوق الروح بلا هوادة.
تعبير واقعي
«إشراقات من مصر» وثيقة فنية نجحت في تشكيل التراث والحضارة والبيئة المصرية بطريقة تعبيرية واقعية تحمل الكثير من المعاني الجمالية، حيث جمعت بها الفنانة صخب العالم الحسي وطقوس الحياة اليومية في تغطية توثيقية لمواضيع عديدة جالت بنا في حقب زمنية مختلفة باختيارها مشاهد وألواناً عبرت عن الحياة في مصر بنظرتها المتفائلة، فجاءت لوحاتها عابقة بالحياة عكستها بحسها الفني الراقي.
وأجادت الفنانة بجمع صور من الحياة المصرية المتنوعة، ومن مختلف المناطق بلوحاتها التي تغلغلت في أعماق المجتمع المصري وسبرها أغواره مختزله الكثير من التفاصيل. وأبدعت زينت عامر في المزج ما بين الألوان والإبداع والحنين للماضي لتقدم للعالم رسالتها الفنية الجمالية مستثمرة ذاكرتها من إرث الماضي الجميل لتنثره على محيا اللوحات التي تنتمي للمدرسة الواقعية.
حياة مؤثرة
وقد وازنت الفنانة في معرض إشراقات من مصر في تقديم صورة شاملة عن المجتمع المصري من خلال سردها للنماذج الحياة المصرية بطبقاتها وشرائحها المختلفة بطريقة واقعية درامية لامست واقع الحياة المؤثرة في نفس المتلقي.
هذه اللوحات التي تزاحم فيها الإبداع ترى الفنانة أن كل لوحة من لوحاتها تستقر بداخلها ذكرى خاصة بها ومشاعر مزجت بها في وقتها، حتى بعد الانتهاء من الرسم تتأملها، وكأنها ابنتها التي كبرت فجأة في عينها، ثم تنظر إليها بعين مختلفة تماماً، وهي عين الناقدة كونها تريدها الأفضل دوماً.
وعبرت الفنانة عن سعادتها البالغة بافتتاح هذا المعرض: قمت باختيار الشارقة لإقامة معرضي لأن الشارقة هي منارة الثقافة في الوطن العربي، وأنا كمصرية بطبيعة نشأتي أهتم كثيراً بالثقافة والفنون فوجدت هنا في الشارقة ضالتي.
وبدأت زينب عامر المولودة في القاهرة مسيرتها الفنية في بداية التسعينيات، ولديها عشرة معارض فردية، كما شاركت في عدد من المعارض الجماعية خلال العقد المنصرم، وهي أيضاً عضو فاعل في لجان العديد من المعارض الفنية في مصر، بما في ذلك اتحاد عمال مصر كما أقتنى أعمالها عدد من السفارات الدولية والمؤسسات المصرية المرموقة.
عدد اليوم
