الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شاب يبتكر 80 خلطة عطور.. ويطمح في المزيد

شاب يبتكر 80 خلطة عطور.. ويطمح في المزيد
12 ابريل 2014 19:52
هناء الحمادي (أبوظبي) تأخذك الدهشة حين تدخل إلى المعمل المختص لعمل الخلطات العطرية والمخمريات بأنواعها المختلفة، التي تتوزع بجانبها مجموعة من قروص الدخون الملون، مع مجموعة كبيرة من المواد العطرية والزيوت التي تدخل في تركيب تلك العطورات الجميلة، لكن كل من يقترب من المعمل بخطوات فمجرد دخوله تفوح منه روائح زكية حيناً ومركزة حيناً آخر، لكن عند الشروع في فتح باب المعمل وبالاقتراب من الشاب محمد المعمري سيجده منشغلاً بعمل الكثير من خلطاته العطرية التي عرف أسرارها من إحدى النساء كبيرات السن من العائلة. 80 خلطة الشاب محمد المعمري الذي جذبه عالم العطور والبخور منذ7 ســنوات، كلما كان يخلط خلطة عطرية يجد الاستحســان من عائلته، حتى استطاع طـوال هـــذه الفتـــرة إيجاد أكثر من 80 خلطة عطرية تختص بالرجال والنساء ويطمح في التوصل إلى المزيد من الخلطات. عن بدايته يقول: «منذ بداية عملي في مجال العطور والبخور والمخمرية الإماراتية عرفت رغبات وأذواقا مختلفة من الزبائن، باعتبار العطور جزءا مهما من التراث الإماراتي الذي يكاد لا يخلو منزل من تواجده كونه من إحدى العادات والتقاليد التي لا زالت البيوت الإماراتية تتوارثها وتحافظ عليها، وبعد أن عرفت أسرار هذه الخلطات من تلك السيدة التي باحت بأسرار صناعة العطور وكيفية خلطها وتركها لتتخمر مثل «خلطات المخمرية» التي تختلف عن الخلطات العطرية وقروص الدخون، وجدت نفسي بعد هذه الفترة لديَّ القدرة على ابتكار مجموعة من تلك الخلطات، ولكن حسب ذوقي والمواد الداخلة في تركيبها. صناعة المخمرية تُعد المخمرية من أكثر العطور تركيزاً واستخداماً، خاصة في المناسبات السعيدة من الأعراس والأعياد، ولها طريقة مختلفة في التركيبة عن العطورات الأخرى، حيث يكشف المعمري عن طريقته الخاصة في صناعة المخمرية: «تعتبر المخمرية من العطورات الإماراتية التي تقبل المرأة على استخدامها، ولا تزال تحتل الصدارة في استخدامها لدى السيدات كبيرات السن والفتيات، وتوضع تلك المادة العطرية «المخمرية» عادة خلف الأذن أو على الملابس، وهي تمتاز برائحة عطرية مركزة قد تطول لعدة أيام، وطريقة صنعها تحتاج إلى خبرة سنين، ولكن حين يتم وضع أفضل أنواع المكونات الأصلية تعطي نتيجة أفضل من استخدام المكونات الرخيصة التي تتغيّر رائحتها بعد مدة معينة. ولفت إلى أن الطريقة السرية لتلك الخلطة «المخمرية» عادة ما تتكون من المسك الأبيض والزعفران والعنبر الأصلي التي يتم خلطها مع بعضها وتدفن في الأرض ما يقارب من «90 - 120» يوماً حتى تتخمر وتختلط المواد العطرية مع بعضها البعض مكونة رائحة قوية يمكن شمها على بعد أميال، وهذا ما يميَّز «المخمرية الملكية»، أما «مخمرية الأميرات»، فما يميزها عن بقية المخمريات الأخرى أن رائحة العود تكون أكثر من بقية الخلطات التي تميزها في المخمرية. ويضيف: الكثير من النساء يفضلن هذه النوعية من المخمريات، لما تمتاز بها من رائحة جميلة وقوية في الوقت نفسه، كما أن تلك الروائح تدوم لفترة أطول على الملابس، وأسعارها في متناول اليد حسب التولة. بخور الفواكه وفيما يتعلَّق بالبخور السائل، فيوضح المعمري أن هذا البخور الأكثر رواجاً لدى السيدات، فهن يفضلن التبخر به في المناسبات السعيدة لتميزه «بالخنة» الطيبة وتعنى الرائحة الجميلة، ويقول: يتكوَّن البخور السائل من المواد العطرية يدفن في الرمال لمدة «30 يوماً»، حتى يتخمر ويخرج برائحة طيبة تستعمل في كل المناسبات من خلال وضع عدة نقاط على الفحم المشتعل في المدخن الصغير لتفوح منه روائح في غاية الجمال والروعة، ولا يقتصر الأمر على ذلك، فالمعمري دائماً ما يبحث عن شيء يميز عطوراته، لكن الجديد في ذلك هو إضافة بعض الفواكه الطبيعية. ويتم ذلك كما يقول: بعد تقطيع الفواكه الطبيعية لأحجام صغيرة يضاف عليه مواد مستخلصة من الزيوت، وتوضع في قوارير من الزجاج، ثم تدفن في الأرض، وسبب ذلك أن الروائح تختلط ببعضها البعض وتعطي نتيجة ناجحة، حيث إن الروائح التي استخلصها من تلك الفواكه تفوح منها أطيب الروائح بنكهة الفواكه، وهذا ما يميِّز خلطاتي عن بقية المحلات الأخرى، لتحمل كل خطلة أسماء محلية جذابة وسهلة النطق. البخور الملوَّن لا يقتصر، عمل المعمري على صنع خلطات عطرية أو المخمرية، بل اتجه أيضاً إلى عمل البخور الملون والذي يجده لها زبائن معينة له، وحسب قوله: الدخون الملون غالباً ما يتكوَّن من العود الأصلي المطحون والسكر، والمسك الأبيض الأصلي، تطحن كل تلك المواد مع بعضها البعض وتكون هنا نسبة السكر قليلة نوعاً ما حتى لا يسبب ذلك تفاعل قطع البخور مع الفحم ويتصاعد منه النار. وعن أشكال وألوان البخور يصفها المعمري، وهو في المعمل الخاص: إن البخور يأتي على شكل أقراص مدورة وهو الشكل التقليدي الذي اعتدنا عليه، لكن ما يميز البخور لديَّ، وإنها تشكل بألوان وأشكال وقوالب مختلفة، وتكون بأحجام صغيرة جداً لتوضع في قوارير من الزجاج التي تمنع من تسرب الرائح، ولتستمر تلك الروائح لفترة أطول عندما تكون تلك القوارير محكمة بإغلاق ولا تسمح لتسرب روائح البخور، وبعد أن يتم تشكيل «قروص البخور» حسب الشكل تضاف إليه الألوان الطبيعية حسب الرغبة مثل اللون البنفسجي، والأصفر، والأحمر، والأخضر، والبني، والذهبي». فكل ما يدور بخلد أحد من أشكال فقد طوعت يدي لعمل تلك القطع السوداء التي تفوح منها رائحة الطيب. إضاءة بين محمد المعمري أن «صناعة البخور لا تعدو كونها هواية بالنسبة له، لأنه «مهووس» حسب وصفه بالبخور وأنواع العطور، وعشقه لها جعله يخلط أنواعاً منها ويستخدمها شخصياً»، مشيراً إلى أن الوقت الذي يستغرقه صناعة بعض الأنواع من الخلطات أو البخور والمخمرية قليل، بينما يتجاوز تصنيع أخرى إلى أشهر عدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©