الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإرهاب الأسود يدمي فرنسا في عيدها الوطني

الإرهاب الأسود يدمي فرنسا في عيدها الوطني
16 يوليو 2016 14:25
باريس (وكالات) أعلن النائب العام في باريس فرنسوا مولان، أن منفذ اعتداء نيس الذي خلف 84 قتيلاً «مجهول تماماً لدى أجهزة الاستخبارات» الفرنسية، لكن ما قام به ينسجم مع دعوات المتشددين إلى القتل. وقال مولان، إن التونسي محمد لحويج بوهلال (31 عاماً) كان «مجهولاً تماماً لدى أجهزة الاستخبارات.. ولم يكن له أي ملف، مع عدم وجود أي مؤشر إلى اعتناقه التطرف»، لكنه أوضح أن الاعتداء الذي لم يتم تبنيه ينسجم «تماماً مع الدعوات الدائمة للقتل من جانب الإرهابيين». وقال إن مسؤولي الأمن ما زالوا يبحثون ما إذا كان المجرم تحرك من تلقاء نفسه أو ضمن مجموعة. وأضاف أن الهجوم أسفر عن مقتل 84 شخصاً «بينهم عشرة أطفال وفتيان»، وأن 202 شخص أصيبوا أيضاً في الاعتداء، بينهم 52 في حالة حرجة بين الموت والحياة. من جانبه، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند، أمس، أن نحو 50 شخصاً «بين الحياة والموت» نتيجة الاعتداء، و«أن عدداً كبيراً من الأجانب» بين الضحايا عندما اندفعت شاحنة على حشد كان يحتفل بالعيد الوطني في المدينة الفرنسية ليل أمس الأول. وقال أولاند بعدما تفقد مصابين في أحد مستشفيات المدينة الواقعة بجنوب شرق البلاد «في الوقت الراهن هناك 84 قتيلاً وخمسون شخصاً في حالة خطرة بين الحياة والموت». وأضاف أولاند الذي بدا متأثراً «بين هؤلاء الضحايا هناك فرنسيون وعدد كبير من الأجانب الوافدين من جميع القارات، والكثير من الأطفال، الأطفال الصغار». وأضاف أولاند الذي رافقه رئيس الوزراء مانويل فالس ووزير الداخلية بيرنار كازنوف ووزيرة الصحة ماريسول تورين «رأينا جرحى، الكثير من منهم، لا بد أنهم ما زالوا يستعرضون صوراً مروعة في أذهانهم، وهذه الحروق النفسية تسبب لهم ألماً أكبر، بالإضافة إلى معاناتهم الجسدية». وتابع «وهناك أيضاً الذين لم يتعرضوا لإصابة جسدية، لكنهم سيحملون مطولاً، طوال حياتهم، صدمة نتيجة صور الرعب التي اضطروا مع الأسف إلى رؤيتها». وكان أولاند قد أعلن الحداد الوطني 3 أيام من يوم السبت حتى الاثنين، على ما أفاد رئيس الوزراء مانويل فالس. ونكست الأعلام فوق المباني العامة، اعتباراً من أمس، كما سينظر البرلمان الأربعاء والخميس في مشروع قانون يمدد إلى نهاية أكتوبر حال الطوارئ المفروضة في البلاد منذ اعتداءات نوفمبر 2015 في باريس. ودعا فالس الفرنسيين إلى «رص الصفوف» في مواجهة «حرب يشنها علينا الإرهاب»، متحدثاً من باحة قصر الاليزيه بعد اجتماع أزمة ترأسه أولاند. وقال فالس «إن فرنسا لن ترضخ للتهديد الإرهابي. الزمن تغير، وسيترتب على فرنسا التعايش مع الإرهاب. علينا أن نرص الصفوف، ونكون متضامنين، ونتحلى ببرودة أعصاب جماعية». وتابع «إن فرنسا بلد كبير وديمقراطية كبيرة لن تسمح بزعزعة استقرارها». وقال مصدر، إن المهاجم الذي قالت الشرطة إنه فرنسي من أصل تونسي، يبلغ من العمر 31 عاماً، فتح النار أيضاً قبل أن تقتله الشرطة بالرصاص. وقال وزير الداخلية برنار كازنوف، إن المهاجم قاد الشاحنة على نحو متعرج في شارع برومناد ديزانجليه المطل على البحر في نيس مع انتهاء عرض بالألعاب النارية للاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي بعد العاشرة والنصف مساء بقليل (20:30 بتوقيت جرينتش). وقال أولاند في خطاب قبل الفجر إنه سيستدعي أفراد الاحتياطي في الجيش والشرطة لتسلم الأعباء من القوات التي أنهكتها حالة الطوارئ التي بدأت بعد أن قتل مسلحون وانتحاريون من تنظيم «داعش» 130 شخصاً في أماكن ترفيهية بالعاصمة الفرنسية مساء يوم جمعة في نوفمبر. وقبل ذلك ببضع ساعات، أعلن أولاند أن حالة الطوارئ سترفع بنهاية يوليو، لكنه قال بعد الهجوم، إن حالة الطوارئ ستمدد ثلاثة أشهر أخرى. وقال «الحزن يعم فرنسا بسبب هذه المأساة الجديدة، لا يوجد شك في الطبيعة الإرهابية لهذا الهجوم»، ووصف المأساة التي حدثت في اليوم الذي تحتفل فيه فرنسا بذكرى اقتحام الثوار لسجن الباستيل عام 1789 في باريس، بأنه هجوم على الحرية من متطرفين يستهينون بحقوق الإنسان. وينتشر أفراد مسلحون من الجيش والشرطة خلال الأحداث المهمة في فرنسا منذ هجمات باريس، لكن يبدو أن الأمر استغرق دقائق طويلة قبل إيقاف الشاحنة التي اخترقت طريقها على الرصيف ومنطقة المشاة. وذكرت شاهدة أنها تعتقد أن المهاجم كان يطلق النار من سلاح ناري أثناء قيادته، وذكر مسؤول محلي أنه تم العثور على أسلحة وقنابل داخل الشاحنة، وهي من طراز رينو. وتنفذ فرنسا ضربات جوية وعمليات للقوات الخاصة ضد التنظيم، وتدرب أفراد قوات الحكومة العراقية والقوات الكردية، وأرسلت فرنسا أيضاً قوات إلى غرب أفريقيا لتلجيم مسلحين متشددين. وبفرنسا أكبر جالية مسلمة في الاتحاد الأوروبي، ويقول منتقدوها إنها أثارت استياء بعضهم بتمسكها الصارم بثقافة علمانية لا تدع مجالاً للدين في المدارس والحياة المدنية. وحين بزغ فجر أمس، كانت الأرصفة مخضبة بالدماء الجافة، بينما تناثرت عربات الأطفال المهشمة والحطام على المتنزه المطل على البحر. وأغلقت مناطق صغيرة، وما ظهر من خلال الثغرات كان جثثاً مغطاة. وقالت امرأة لإذاعة فرانس إنفو، إنها وغيرها فروا في حالة من الرعب. وقالت «كانت الشاحنة تتحرك بشكل متعرج على طول الشارع. هرعنا إلى فندق واختبأنا في المراحيض نحن وكثيرون». وسبق أن حذر مسؤولون من استمرار خطر هجمات الإرهابيين في أوروبا. وأثارت الخسائر التي تكبدها داعش مخاوف من أنه قد يضرب مجدداً في أوروبا، وربما مرة أخرى باستغلال شبان من المجتمعات العربية المهاجرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©