السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

التنظيم يسعى إلى أجندات تملى عليه من الخارج لتنفيذها في الدولة

التنظيم يسعى إلى أجندات تملى عليه من الخارج لتنفيذها في الدولة
12 ابريل 2014 15:41
أكد جمال الحوسني القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين أن التنظيم يسعى إلى أجندات قد تملى عليه من الخارج لتنفيذها في الدولة، فهو يعتبر جزءا من تنظيم عالمي وهذا الشيء تم اكتشافه مؤخراً في السنوات القليلة الماضية. ولفت إلى أن التدرج في طرح الأفكار للأعضاء الجدد وأسلوب «الاستدراج المبرمج» القائم على عملية تربوية ذكية مستندة على قاعدتين أساسيتين تتمثلان في السرية التامة والطاعة تجعل من الشخص مشبعاً بالأفكار وجزءا من التنظيم ويصعب عليه الخروج، مؤكداً أن معرفة الأعضاء منذ البداية بأهداف التنظيم وحقيقة أفكاره كانت ستدفعهم إلى رفض الالتزام مع الجماعة والابتعاد عنهم. جاء ذلك خلال حوار أجراه تلفزيون أبوظبي مع جمال الحوسني القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، حيث أكد مقدم البرنامج عيسى الميل في مطلع الحوار أنه منذ أن تم اكتشاف النوايا الحقيقية للإخوان المسلمين ورغبتهم في الاستيلاء على السلطة بعيداً عن أي توجهات دينية أو أخلاقية، انشقت عن التنظيم العديد من القيادات لتعلن للعالم بأن الإخوان جماعة لا تعرف إلا لغة الكذب والتلفيق والنفاق من أجل تحقيق أهداف سياسية تسعى إلى قلب أنظمة الحكم مستخدمين الوسائل الرخيصة في استغلال طاقات الشباب وغسل عقولهم وتسخيرهم لتحقيق أهدافهم الخبيثة. بدايات الاستدراج وحول بداياته في التنظيم، قال الحوسني: «بدأت علاقتي في تنظيم الإخوان المسلمين في أبوظبي سنة 1980 في الثالث الإعدادي حيث تعرفت على شاب معي في المدرسة يسبقني بمرحلة »في الصف الأول الثانوي«، وكان شاباً خلوقاً ملتزماً اجتماعياً». وأضاف: « مع الوقت نمت علاقتنا وأصبح يوصلني إلى البيت بعد الدراسة وبعد فترة دعاني إلى بيته، وفي المساء خرجنا للمشي على الكورنيش، وتدرجت بعدها العلاقة ودعاني إلى نشاط رياضي «لعب كرة قدم» ، وتعرفت إلى شبان آخرين ملتزمين». وقال الحوسني: « المرحلة اللاحقة من العلاقة شهدت تقديم عرض من قبله لحضور درس ديني مع نفس الشبان رفاق اللعب بالكرة، فقلت له على الرحب والسعة، وتطور الأمر عندما أصبح هناك نوع من الألفة والتعارف وأخذت العلاقة تزخر بعدد من الأنشطة متمثلة بالدروس الدينية ورحلات إلى البر والسباحة وتناول الطعام سوياً». وأشار الحوسني إلى أنه مع استمرار العلاقة وتطورها، أصبح هناك درس ديني منتظم أسبوعياً في أحد مساجد أبوظبي، لافتاً إلى أن الحضور كان يتمثل في مجموعته المعتادة إضافة إلى مجموعة أخرى أكبر سناً. وأوضح أن تواصل العلاقة والأنشطة والدروس الدينية المشتركة خلق ألفة ومحبة بين الجميع، لافتاً إلى أنه وأثناء حضوره الدروس كان هناك من يتقرب إليه. تطور نوعي وأكد جمال الحوسني أن حضور الدروس الدينية والمشاركة في الأنشطة لم تكن دعوة مفتوحة للجميع، بل كانت تقتصر على أشخاص محددين بعينهم، لافتاً إلى أن المسجد وإن كان مفتوحاً لمن يود الحضور، إلا أن الحضور كان مقتصراً على الأشخاص الذين يمارس معهم الأنشطة الاجتماعية والرياضية المعروفة. ولفت إلى أنه في إحدى المرات وبعد حوالي السنة تقريباً، وعقب أحد الدروس الدينية، قام أحد الأشخاص كبار السن وسلم عليه بحرارة وقال له: « ما رأيك لو تمر على بالبيت باليوم الفلاني بعد كذا»، وقبل الدعوة وذهب وكان لقاء مصغراً حضره خمسة أشخاص تقريبا، مشيراً إلى أن هذا التطور جاء خلال دراسته في المرحلة الثانوية، حيث كانت المرحلة الإعدادية مخصصة من قبل التنظيم للأنشطة العامة حتى يتم التعرف عليه ومعرفة مدى استعداداته وطبيعة شخصيته. وحول ما إذا كان من الممكن تسمية هذه المرحلة بالتوجيه، قال الحوسني: «أنا لا أسميها التوجيه بل التقييم، وبفهمي الآن أسميها الدعوة الفردية، يعني كل شخص في التنظيم لديه القدرة على كسب الناس وكسب ثقتهم والتواصل معهم»، لافتاً الى أن هناك أناسا يقومون بعملية كسب الناس وآخرين يقومون بالعمل التربوي على شاكلة اللقاء المصغر الذي يضم أربعة أو خمسة أشخاص يجلسون في أحد البيوت يديرهم شخص أكبر في السن يمتلك ثقافة إسلامية ولديه القدرة على توجيه الناس وكسب ثقتهم والتواصل معهم. وأشار إلى أن هذا الشخص يعتبر مسؤولاً مصغراً في التنظيم، لافتاً إلى أن الجلسات المصغرة كانت تشمل قراءة القرآن وحفظ الآيات والتفسير، بالإضافة إلى أحاديث نبوية شريفة واستعراض كتب في العقيدة والعبادات، ومؤلفو الكتب يكونون من الإخوان المسلمين. ولفت الحوسني إلى أن هذا المحتوى للقاءات يكون في بداية العلاقة مع التنظيم والذي يمكن تسميته بالثقافة الإسلامية العامة، موضحاً أنه وبعد عامين أو ثلاثة يجري إدخال مؤلفات سيد قطب. قراءات سرية ورداً على سؤال حول ما إذا كانت قراءة القرآن تستدعي كل هذه السرية، قال جمال الحوسني: «في هذه السن أنت لا تفكر، الدخول في تنظيم الإخوان المسلمين ليس تقديم طلب ويقولون لك هذه أفكارنا وهذه أهدافنا المرحلية، المرحلة الأولى كذا والثانية كذا والثالثة كذا». وأضاف: «أنت تعيش وضعا اجتماعيا فيه ألفة وأخوة ومحبة واحترام، كما تتوافر فيه أخلاق عالية في التعامل، وتكسب ثقافة إسلامية وتحفظ قرآنا تفسيرا وأحاديث كتب في الفقه وكتب في العقيدة ويطلبون منك أن تعمل ملخصا لكتاب معين فتشعر أنك دخلت في مجموعة متميزة». وحول ما إذا كانوا قد طلبوا منه أمراً ما خلال هذه الفترة، قال الحوسني: « في هذه المرحلة تكون العملية تربوية، ومن خلالها يرون قدرات وإمكانيات العضو مثل: هل تستطيع أن تحضر درسا وتلقيه مثلا، وهل لديك شخصية قيادية قوية، بالإضافة الى الوقوف على مستوى ذكاء العضو ومدى التزامه وانضباطه. باطنية وحول متى تمكن من معرفة أنه ضمن تنظيم الإخوان المسلمين، قال جمال الحوسني : «من الصعب أن تحدد الفترة لأن لفظ الإخوان المسلمين لا يكون دارجاً أبداً، أنا تدرجت في التنظيم لأكثر من عشرين سنة من 1980 وحتى 2006 وأدركت ذلك في مرحلة متقدمة وحتى عندما تدركها لا تكون قد قيلت صراحة فانت تكتشفها بنفسك وتكون قد وصلت إلى مرحلة أصبحت واحداً منهم وبالتالي لا مجال للتراجع بالعكس. وأشار الحوسني إلى أن ما يظهر للعضو المستجد ومن خلال الفكر المطروح أنهم جماعة ذات فكر إسلامي معتدل تحرص على نشر الخير في المجتمع وإصلاح الفرد والأسرة والمجتمع بواسطة أفكار إسلامية معتدلة، لا يوجد تطرف وتكفير وكل الأمور تبدو طيبة. وأضاف: « وانت تنشأ في التنظيم فانك لا ترى شيئاً سلبياً، لأن الكتب المتداولة لأحد أفراد الجماعة ويمجد الجماعة ويتكلم عن إيجابياتها ولا يتكلم عن أي سلبيات، فانت عندما تدخل الجماعة فانك تدخل بدافع أنك تؤجر لأنه عمل إسلامي وخيري، فانت لا تشعر بأنك تدخل تنظيم له أهداف سيئة وانك ستتورط فيها. وقال : «ولأننا لم نعتاد على انخراط أبنائنا في تنظيمات أو أحزاب سياسية، وبالتالي فإن كلمة تنظيم مرفوضة مجتمعياً ، إن كانت إخوان مسلمين أو غيرها فهي كلمة مستهجنة وبمجرد ذكرها فان الإنسان لا يتقبلها، لذلك يتم تجنب ذكرها حتى في المراحل الأولى، حيث كانوا يرددون كلمة «الشباب» حتى يتقبلها المجتمع». وأشار إلى أن تنظيم الإخوان يسعى للانتشار في المجتمع ويكون له دور قيادي في المجتمع، وبالتالي فهو لا يريد أن يضع له واجهة منبوذة تنفر الناس منه وتمنعه من تحقيق أهدافه. وحول سر الاستمرار في التنظيم رغم معرفة كل الأعضاء أنهم ضمن تنظيم إخواني، وأن هذا التنظيم مرفوض مجتمعياً في دولة الإمارات، قال جمال الحوسني: «انطلاقاً من معرفتي الشخصية فإن تنظيم الإخوان المسلمين نشأ في بداية القرن العشرين على يد حسن البنا في ظروف معينة، وكان هناك تكالب أممي على العالم الإسلامي، احتلال، استعمار، احتلال فلسطين، وكانت هناك مؤامرة اتفاقية سايكس بيكو». وأشار إلى أن البنا وهو رجل فكر جاء بفكر إسلامي وأن الإسلام دين شمولي لكل جوانب الحياة، وكان وقتها الإسلام فقط في المساجد وكان عنده قناعة أن الفكر لابد أن يحمله أفراد، فلا بد مع الفكر من شمولية الإسلام، وأن الإسلام لابد أن يطبق لا أن يحصر في المساجد وان يكون هناك تنظيم يحمل هذا الفكر وهذا التنظيم حسب فكر حسن البنا يمر بثلاث مراحل: مرحلة التكوين وهي تمتاز بالسرية التامة يتم فيها تأسيس نواة صلبة تضم عناصر من حيث العدد والكفاءات وقدرات عالية، ثم بعد ذلك الظهور إلى المجتمع والبروز بشكل تنظيم واضح ثم بعد ذلك كمرحلة متقدمة التمكين وهي إعادة الخلافة الإسلامية التي تفككت في الفترة التي سبقت حسن البنا. وأوضح جمال الحوسني أن القصد من التمكين وفق منطق التنظيم إقامة خلافة إسلامية على منهج النبوة، هذا هو فكر الإخوان المسلمين وفكر حسن البنا، مؤكداً أن التنظيم لو قال للعضو ومنذ البداية أنت دخلت في تنظيم الإخوان المسلمين، وأفكارنا كذا وأهدافنا كذا، أؤكد أن كل الأعضاء سيقولون لا وبدون استثناء، لافتاً الى أن عملية التنظيم للأعضاء تحمل قدراً كبيراً من الذكاء والدهاء في التربية حيث تتم تربية الشخص على أساسيتين: السرية التامة والطاعة، مؤكداً أنه بعد عشر سنوات يكون الشخص قد تشبع وأصبح جزءا من التنظيم، وأصبحت هذه الحالة جزءا من حياته اليومية ومن الصعب الخروج منها. غسيل أدمغة وحول سر عدم مجاهرة التنظيم بأفكاره، واعتماد السرية في الفكر والتنظيم، قال الحوسني: «المسألة هي أشبه ما تكون بنوع من غسيل الدماغ، بحيث تبدأ بتقبل أشياء لم تكن لتتقبلها من عشر سنوات، فمثلاً، عندما تحضر لقاء تنظيمياً، فانت تكون قد تربيت قبلها بسنوات طويلة بألا تتحدث، وطريقة تبليغك باللقاء تكون شخصية، بحيث يأتيك أحدهم إلى المنزل أو يقابلك في مكان معين ليخبرك بأن هناك لقاء في المكان كذا، والذهاب للقاء لا يكون فرديا، فكل ثلاثة أو أربعة أشخاص يستقلون سيارة واحدة، ولن تتحدث عن الاجتماع، وعليك ترك هاتفك في الخارج حيث لا يمكنك إحضاره للاجتماع.. فانت مع الوقت ستكون قد مارستها لسنوات، فلن تستنكرها، بل تراها طبيعية، تماماً مثل غسيل الدماغ الذي يحصل للإنسان، وهذا ذكاء من ناحية التنظيم، فانت لا تعطي الشخص جرعة ليرفضها، بل شيئاً فشيئاً. وحول خوف الشخص من التنظيم إذا ما قرر الانفصال عن التنظيم، قال الحوسني : « بالتأكيد هناك مخاوف، إلا أن التنظيم يسعى أن أراد أحدهم الانفصال عنهم، ألا ينفصل بعداوة، بل بمحبة وأخوة، فيكون الشخص رافضاً للتنظيم، لكنه غير رافض للأشخاص أو كاره لهم، ولا أن يفشي أسرارهم». متابعة في المرحلة الجامعية وأضاف جمال الحوسني: « درست في جامعة الإمارات، في كلية الهندسة، وكان الضغط الدراسي شديداً خلال السنة الأولى، فلم يكن لدي أي وقت لأي شيء آخر إلى جانب الدراسة». وأوضح أنهم كانوا يقومون بمتابعته وتوجيهه للانضمام الى السكن الذي يمتلكون فيه تجمعات من التنظيم، بحيث يمارسون فيه أنشطتهم المختلفة، لافتاً إلى أنه لم يكن هناك أي نشاط تنظيمي داخل الجامعة، فكلها أنشطة ثقافية، قراءة القرآن بعد الفجر، قيام الليل في بعض الأحيان، صيام وإفطار، لعب الكرة في ملعب الجامعة. وأشار إلى أنه لم يكن كثير المشاركة في هذه الأنشطة بسبب الضغط الدراسي الشديد خلال السنة الأولى من الهندسة، لكنه قام بدخول اتحاد الطلبة خلال السنة الثانية، فأصبح يمضي وقته إما في الكلية أو في اتحاد الطلبة، حيث يخرج في الصباح ويعود في المساء، موضحاً أنه كان على علم بالأنشطة التي تقوم بها الجماعة، مثل حلقات القرآن الكريم، والدروس العامة، ورحلات في بعض الأوقات للبر في العين حيث يكون الجو جميلاً، وقال إن التنظيم كان مسابقات ثقافية، وتمثيليات ولعب كرة وتعلم بعض المهارات كربط الحبال، بالإضافة الى رحلات لأفراد التنظيم نفسه، حيث تكون الرحلات ذات طابع تربوي أخوي، يقومون بإلقاء دروس دينية خلالها، فتزيد الألفة بين أفراد التنظيم، ويكون العضو الجديد مرتاحاً بينهم دون خوف من أن يراه أحدهم، لافتاً إلى أن هذه الرحلات قد تكون مخصصة لأعضاء التنظيم وقد تكون على مستويات، حيث تكون بعض الرحلات خاصة فقط بأعضاء التنظيم، والبعض منها للمقربين لهم لزيادة الألفة والقرب بينهم. مرحلة جديدة وقال الحوسني: «أنهيت دراستي الجامعية سنة 1989، ثم التحقت معيداً في الجامعة، وكان العمل حينها في العين، عندها قل ارتباطي بالتنظيم في أبوظبي بشكل كبير بسبب انتقالي إلى العين» ، لافتاً الى أن النشاطات في السكن ليست تنظيمية بل عامة، كحلقات القرآن في المسجد، واستقطاب أشخاص، موضحاً أنه ليس كل من في السكن من التنظيم، البعض منهم فقط، وهناك «المدعوين» كما يطلق عليهم وهم الذين يمارسون عمل الدعوة. وأضاف : « كما ذكرت سابقاً حين كنت في الإعدادية والثانوية، يذهب معي أحدهم إلى الدروس والأنشطة الاجتماعية وغيرها، فهي ألفة، وانت حينها تكون مدعواً، أي أنك في مرحلة توجه إليك الدعوة، ليتم استقطابك في التنظيم، كما هي الحال في السكن الجامعي، كما ذكرت، فعلاقتي مع التنظيم عندها، لم تنقطع تماماً ولكن أصبحت أخف بشكل كبير، بسبب الدراسة ثم العمل، ثم بعد عملي في العين، ذهبت إلى الولايات المتحدة، وكان هناك لقاء وداع، بحضور ما يقارب 20 إلى 30 شخصا، كانوا في نفس المستوى التنظيمي الذي كنت أنا عليه»، مؤكداً عدم معرفته بمستواه التنظيمي، لأنهم لا يخبرون العضو أنه قد خرج من هذا المستوى ووصل إلى مستوى آخر. وأشار إلى أن اللجنة التربوية هي من يقوم بعملية التقييم، فهي مسؤولة عن الأسر،«فأنت كفرد ضمن أسرة من المفترض أن تعرف أنك على نفس المستوى الذي عليه الأسرة التي تنتمي لها، لكن ما هو هذا المستوى نحن لا نعرف، فحتى مصطلح «المستوى التنظيمي» لم أعرف به سوى لاحقاً». مبايعة الجماعة وأضاف : « قبل سفري إلى الولايات المتحدة حدث أنه بعد لقاء الوداع، أخبرني أحد المسؤولين عن المنطقة أنه سوف يقابلني بعد فترة يومين أو ثلاثة، وبالطبع، المسؤول التربوي لا يخبرك عما سيدور في هذا اللقاء، فقد تعودنا أنه عندما يقال لنا إنه سوف نقابل أحدهم في اليوم الفلاني، نقول إن شاء الله ونتبع ما يقال لنا، وان كنت مشغولاً في ذلك الوقت يؤخر اللقاء أو يقدم، لكن ليس هناك مجال لتعرف محتوى اللقاء. وأوضح أن من قابله في الموعد مسؤول مكتب العمل في أبوظبي، وكان في المنزل الذي احتضن الموعد المسؤول التنظيمي، صاحب المنزل، وشخص آخر، وهم جميعاً على مستوى أعلى من المستوى الذي كنت عليه، لكنه لا يعرف مستوى كل منهم. وقال : دخلنا وجلسنا على الأرض كما هي الحال مع اللقاءات الخاصة، وبدأ الحديث عني، استغربت كون اللقاء عني أنا، أخبروني أنني معهم وان لي نشاطا بارزا وواضحا، وحان الوقت لانتقل إلى مرحلة جديدة، وقاموا بإعطائي ورقة كتبت عليها عبارة، قال لي إنه سيقرأها وان كل ما عليه فعله هو التكرار من ورائه، صافحني، ثم قال بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، لا أذكر العبارة كاملة، لكن كانت ذات نص واضح على السمع والطاعة في المنشط والمكره. وأشار جمال الحوسني إلى أن الأمر تم من دون إخباره سابقاً عن هذه البيعة ومن دون طلب منه، موضحاً أنه في اللقاء نفسه اكتشف أنه سوف يبايعهم. ولفت إلى أن مصطلح المبايعة ينص على السمع والطاعة، ويعني أيضاً أن العضو قد وصل إلى مرحلة أنه جزء من الجماعة، أي أنهم قاموا بتجربته لفترة طويلة وقد كان إنساناً منضبطاً وملتزماً ولم تسجل بحقه أي مشاكل سابقاً، أمنية أو أخلاقية، مشيرا الى أن مشاكل أمنية تعني أنه لا مشاكل له مع الأمن قد تودي لإفشاء أسرارهم، وأخلاقية أي لم يكن عضواً في تنظيم إسلامي وليس له ممارسات شاذة وغير ذلك، إضافة إلى توافر الاستعداد لديه للسمع والطاعة. وأكد جمال الحوسني أنه استنكر ما حصل في ذلك الاجتماع، لكنه قام بالمسايرة، كونهم أصدقاءه منذ سنوات، لافتاً الى أنها كانت عملية إحراج أكثر من كونها عملية قناعة. وأشار إلى أن اللقاء لم يستغرق وقتاً طويلاً، وخرج من المجلس وفي داخله استنكار للموقف، معزياً نفسه أنه مجرد موقف مر به وانتهى، ولن يطيل التفكير فيه. حصار تنظيمي وحول أسباب السرعة في اتخاذ قرار البيعة، قال جمال الحوسني: « لا أعرف إن كان هذا القرار سريعاً أم لا، فكما قلت لا أعرف كيف يبايع الآخرون وعلى أي مستوى تنظيمي تتم المبايعة، لكن أعتقد أنه كان هناك إسراع في هذه المسألة أو إجراء استثنائي إذا صح التعبير، قد يكون بسبب انتقالي للولايات المتحدة ما يؤدي إلى انقطاعي عن التنظيم، وسأكون في منطقة كبيرة جديدة، فقد يكون نوعا من «الربط التنظيمي» بما يضمن الاستمرارية وعدم الانقطاع، موضحاً أنه عند انتقال الشخص من منطقة إلى أخرى، فقد يُخشى أن يبتعد أو قد يكون مرشحاً إلى مهمة معينة في الولايات المتحدة تتطلب أن يكون الشخص مبايعاً وبالتالي فقد اكتملت الشروط وتهيأت الظروف. طاعة مطلقة.. أهداف خفية وأوضح الحوسني أن البيعة نوع من إلزام الشخص بالالتزام بتعليمات التنظيم المستقبلية كأوامر، حيث بإمكانهم توجيه أمر للعضو بترك وظيفته الحالية واستبدالها بوظيفة أخرى، مؤكداً أنهم لم يقوموا بإخباره عن الهدف من البيعة، أو على ماذا كانت البيعة، لافتاً الى أنه يعمدون الى إعطاء العضو جرعة ويتركون له المجال ليفهمها بنفسه، فلا يقومون بشرح الأمر بشكل واضح بما قد يؤدي إلى جعله يتراجع عن الأمر. وقال:« تنظيم الإخوان يقوم على السمع والطاعة، وهي أساسيات قوية في تربية الفرد، حتى أن خرجت معهم في رحلة، ستجد فيها السمع والطاعة، كمن يقول لك أن تذهب لمخيم كشفي، ستجد فيه الالتزام، كالعسكرية ايضا، يتم ايقاظك بصافرة، ثم تقف في طابور، تحركاتك خطواتك وهكذا، فيها نوع من التربية على الانضباط». وقال الحوسني: «إن طلبت مني أن أقيم موقفا معينا، كالنص المذكور في البيعة، المبايعة على السمع والطاعة في المنشط والمكره، أنا الذي أعرفه، حديث عن الصحابي الجليل عبادة بن الصامت، أحد الذين بايعوا الرسول عليه الصلاة والسلام في بيعة العقبة، قال بايعنا الرسول على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا وان لا ننازع الأمر أهله، أي أنك لا يجب أن تنازع ولي الأمر، هذه بيعة الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم، ثم قال عليه الصلاة والسلام، إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان، ليس مجرد دليل بل برهان، أي دليل قاطع، إذا ظهر من ولي الأمر كفر بواح بدليل قاطع من القرآن، حينها، الطاعة ليست ملزمة، وكما ذكر الفقهاء بشرط ألا تؤدي إلى منكر أكبر منه، أي قد يحكم المجتمع الإسلامي شخص كافر يمارس كفره ويحارب الإسلام، لكن أنت لو خرجت ضده قد يقوم بذبح المسلمين، فيقال لك ألا تخرج، مع أنها حالة كفر بواح. وأوضح الحوسني أن نص البيعة مقتطع من حديث تكملته ولاء بالحكم، لكن هذا النص غير مذكور في البيعة، لأن له أهدافا أخرى، مؤكداً أن التنظيم يسعى إلى أجندات قد تملى عليه من الخارج لتنفيذها في الدولة فهو يعتبر جزءا من تنظيم عالمي، مؤكداً أن ذلك تم اكتشافه مؤخراً في السنوات القليلة الماضية، لكن خلال وجود العضو في التنظيم فهو لا يشعر بذلك، ولن تشعر بوجود أجندة مفروضة عليه من أحدهم. آلية الاستقطاب وحول الآلية التي يتبعها التنظيم لاستقطاب الشباب، قال جمال الحوسني: « هناك طريقتان رئيسيتان في الاستقطاب، أن يكون هناك واجهة ونشاط عام تتم فيه دعوة عدد كبير من الأشخاص ممن يتسمون بالالتزام، على سبيل المثال في الإمارات الشمالية كانت الأمور واضحة فهناك جمعية الإصلاح وهي واجهة معروفة للإخوان المسلمين، يتم فيها تنظيم أنشطة وبرامج متنوعة ثقافية ورياضية وغيرها يتم فيها استقطاب الشباب». وأضاف: «وبالطبع الأشخاص الذين يحضرون هذه الأنشطة التابعة لجمعية دينية هم أشخاص لهم توجه ديني أساسي موجود في شخصيتهم، فيسهل عليهم انتقاؤهم، بدلاً من اللجوء إلى البحث عنهم في الأسواق وغيرها خاصة أنه يصعب عليك معرفة شخصيتهم الدينية». وقال : « في أبوظبي لا توجد هذه الواجهة، العمل في أبوظبي اعتمد بشكل أساسي على ما يسمى بالاتصال الفردي، فلديك أفراد معينون كما قلنا لهم قدرات تنظيمية وقدرات على كسب الآخرين وكسب ثقتهم، ولا يشترط لهذا الشخص أن تكون لديه قدرة على التربية، فهو مجرد شخص يستقطب الآخرين إلى الأنشطة، وفي الأنشطة يتواصل التربويون مع هؤلاء الأشخاص الجدد وتقييمهم وإدراجهم في برامج عامة ثم في أسر لتتم ترقية مستواهم التنظيمي». وأشار إلى أنه في أبوظبي، وبسبب عدم وجود جمعية الإصلاح، تم الاعتماد على الدعوة الفردية، وفي حال وجود واجهات فهي واجهات عامة بسيطة، لافتاً الى أن الدعوة كانت منصبة أساساً في المدارس، خاصة في المرحلة الإعدادية فهي الفترة الخصبة لاستقطاب الناس للدخول في التنظيم، والسبب في ذلك أنه قبل المرحلة الثانوية يعتبر الشخص مازال في مرحلة المراهقة والطفولة، فلا يتم الضغط عليهم ولكن يتم تكوين روابط اجتماعية معه لحضور أنشطة دون الدخول في أمور تنظيمية، وفي الثانوية، بحكم طبيعة نفسية الطالب في هذا السن، فهو يشعر أنه قد بدأ الدخول الى مرحلة الرجولة، فيشعر بالمسؤولية، ويحب أن يعطى مكانة. رسالة إلى أميركا ولفت جمال الحوسني إلى أنهم وخلال اللقاء الوداعي، قاموا بإعطائه مظروفاً مغلقاً، طالبين منه تسليمه لشخص سيطلبه منه هناك في الولايات المتحدة الأميركية، مؤكداً أنه وحتى اللحظة لا يعرف محتوى هذه الرسالة. وحول طريقة عمل التنظيم على مسألة تجنيد الشباب في الولايات المتحدة الأميركية، قال الحوسني: «أميركا كما تعرف قارة، وليست ببلد صغير، وعدد الطلاب هناك غير كاف لتشكيل تنظيم إماراتي قوي كبير وبارز، كما أن الانتقال صعب، وبحكم أنهم طلاب، فإمكانياتهم المادية تكون قليلة ويصعب عليهم الالتقاء». وأضاف : «هناك مكتب للعمل في أميركا، يقسم البلد إلى مناطق حسب تواجد شباب الإمارات فيها، بالذات أعضاء التنظيم، ولكل منطقة مسؤول له مهمة تربوية، المحافظة على الأسر، ترتيب برامج وأنشطة عامة لهم، ويكون هناك كسب أيضاً خلال هذه المناشط. وقال : العملية في أميركا أيسر بعض الشيء، فالانفتاح أكبر، فعند قيامك ببعض المناشط لن تكون ملحوظة، بل هي طبيعية جداً، شباب الإمارات خرجوا في رحلة، ليس فيها أي شك، بينما هنا، شباب الإمارات في رحلة، قد نسأل من هؤلاء. وأشار إلى أن هناك نشاطين أساسيين في أميركا، الاستفادة من الأنشطة الإسلامية الموجودة فيها، مثلاً هناك جالية إسلامية كبيرة مقيمة ولها أنشطة مستمرة لسنوات طويلة، لافتاً إلى أن أحد أهم الأنشطة للجالية الإسلامية في أميركا مؤتمر رابطة الشباب المسلم العربي في أميركا، وهو مؤتمر سنوي يقام في إجازة «الكريسمس»، ويحضره ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص، من الجالية الإسلامية من كل الجنسيات وكل الانتماءات الإسلامية، وأعتقد أن تنظيم الإخوان هو المسؤول عن إدارته، لكن الطرح لا يقتصر على الإخوان، فقد تجد علماء من تيارات إسلامية أخرى، كالسلف والتحرير، من الأسماء التي أذكرها وأوضح «أن هذا النشاط إسلامي عام، يستقطبون خلاله علماء كبارا معروفين على مستوى العالم كالقرضاوي والشيخ طارق السويدان، صلاح بو اسماعيل رحمه الله، لافتاً إلى أن هذا المؤتمر ليس له طبيعة تنظيمية بل دعوية، تجميعية، بث أفكار، حتى الطرح في أميركا يكون بحيث يتكلم الشخص بأريحية، أما عندما يتحدث في الدول العربية فيكون ضمن قيود وحدود، أما هناك فالقيود والحدود أقل، فيتحدث بأريحية أكثر ويتم طرح الأفكار والمناقشات.. هذا النشاط كان هناك قبل أن أذهب إلى أميركا وهو نشاط سنوي، والحاضرون كانوا مستفيدين من اللقاء، فعلى الأقل حوالي 100 إلى 150 طالبا إماراتيا يحضرون من كل الولايات هذا اللقاء وأوضح أن طريقة الإعلان عن المؤتمر تتم عبر مسؤول اتحاد الطلبة في أميركا، فهو الواجهة لتجميع الشباب في هذا المؤتمر، وقبل المؤتمر يكون هناك إعلان عن مكان المؤتمر، ويكون هذا الإعلان في كل أميركا والمراكز الإسلامية، بانه سيكون مؤتمر المايا، كما يطلق عليه، هذه السنة في المدينة الفلانية في الفندق الفلاني، بحيث يعرف الجميع ويقومون بإجراء الترتيبات اللازمة. ولفت الى أن الضيافة تكون على حساب الشخص نفسه، وتكون بسيطة لان خلال فترة الكريسمس تكون الفنادق فارغة، فتكون الأسعار جيدة، والليلة لا تزيد على 70 أو 80 دولاراً، والاشتراك للطعام بحوالي 100 دولار وهكذا، فالميزانية للمشاركة لا تكون كبيرة. وأوضح الحوسني أن مسؤول الاتحاد وقبل المؤتمر يسافر إلى هذه المدينة ويختار فندقاً قريباً من المنطقة التي يقام فيها المؤتمر ثم يحضر هذا الشخص، بالطبع هناك حث على الحضور في المناطق كلها، لافتاً إلى أن تنظيم الإخوان يحث الشباب على الحضور وفي أثناء جلسات المؤتمر والاستراحات ووقت الغداء يتم التعرف على الشباب الإماراتيين وهم معروفون، ويتم تبليغهم بانه ستكون هناك رحلة لطلبة الإمارات بعد المؤتمر مباشرة في الفندق الفلاني، التجمع في المكان الفلاني اليوم الفلاني للراغبين بالمشاركة. ويكون نشاطا اجتماعيا بسيطا الهدف منه مثلما ذكرنا تجميع الشباب ويتم استقطاب بعضهم ايضاً ويتم تبادل أرقام الهواتف والتعارف وما إلى ذلك». (أبوظبي - الاتحاد) لقاء سنوي أوضح جمال الحوسني أن مكتب التنظيم في أميركا ينظم لقاءين على الأقل في السنة، بداية ونهاية العام الدراسي، في البداية يرتب للأنشطة وفي النهاية يجهز للعام المقبل، وفي المكتب 5 أشخاص فقط، لكن لكل منطقة أنشطتها. وحول الهيكل التنظيمي في المكتب، قال جمال الحوسني: «هو عبارة عن مكتب ذي هيكلية بسيطة لأن العمل صعب، ليس كالعمل في الإمارات.. العمل في الإمارات قد يكون في الأسبوعين لقاءان أو ثلاثة لبعض اللجان، وهو تجمع سهل، أما بالنسبة لأميركا، فبين الشخص والآخر مسافة ساعات في الطائرة، فالتجمع ليس بهذه السهولة، وأشار إلى أن هناك لقاء سنوياً يجمع كل فرق التنظيم، ويختلف حسب السنوات من ولاية إلى ولاية، ويكون هناك لقاء طبيعته اجتماعي تربوي ثقافي. وحول المهام الموكلة إليه من رئيس المكتب، قال الحوسني: «كنت أحافظ على نشاط اتحاد الطلبة والإشراف عليه من دون صفة تنظيمية، فاتحاد الطلبة وجوده بحد ذاته مكسب تنظيمي، وإقامته للأنشطة مكسب تنظيمي، وهو المظلة لمؤتمر المايا وغيره للتجميع، وبالتالي لن يستنكر أحدهم من قام بتجميع الناس، فقد قام بتجميعهم اتحاد الطلبة وهذا مسؤول اتحاد الطلبة، وإذا تساءلت من عين المسؤول طبعاً ليس التنظيم بل جاء بانتخابات تجرى في الإمارات فلا أحد يستنكر النشاط أو الهيكلية التي يعمل من خلالها النشاط» .
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©