الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

هل يصبح مارادونا «وصمة عار» على جبين «التانجو»؟

هل يصبح مارادونا «وصمة عار» على جبين «التانجو»؟
5 أكتوبر 2009 01:22
ارتكب الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم خطأ ربما لن تغفره له جماهير منتخب «التانجو» في الرابع عشر من أكتوبر الجاري، هذا التاريخ الذي ربما سيبقى خالداً في ذاكرة الأرجنتين كلها كونه قد يكون وصمة عار على جبين منتخب لطالما صال وجال وامتطى صهوة البطولات ومنصات التتويج. وقد يشكل هذا التاريخ أيضا نقطة سوداء في تاريخ أسطورة الأرجنتين والعالم دييجو ارماندو مارادونا، وربما تكبر تلك النقطة لتزيل «ما تبقى» من قلوب وعقول الأرجنتينيين أفراحاً رسمها باقتدار أثناء ملامسته الكرة لا أثناء جلوسه على مقاعد المدربين. قد يبدو الأمر محزناً بالنسبة لعشاق الأرجنتين أن يروا منتخبهم خارج نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، لكن الأمر بالتأكيد سيكون كارثياً على أبناء التانجو عندما يتسمرون خلف الشاشات لمتابعة منتخبات لا تمت لهم بصلة في عرس لطالما كان المنتخب الأرجنتيني علامة فارقة فيه ومرشحاً من فئة «الخمس نجوم « لإحراز كأسه. يملك منتخب الأرجنتين 22 نقطة من ستة انتصارات وأربعة تعادلات وذلك قبل جولتين من نهاية التصفيات حيث تبقى له مباراتان، الأولى أمام ضيفته البيرو صاحبة المركز الأخير السبت المقبل، والثانية في 14 من الشهر الجاري أيضا أمام مضيفته الأوروجواي السادسة برصيد 21 نقطة والطامحة بدورها إلى بطاقة مباشرة إلى النهائيات إو إلى احتلال المركز الخامس المؤهل إلى الملحق ضد رابع تصفيات منطقة الكونكاكاف. لعل الحقيقة الواضحة وضوح الشمس أن الأرجنتين اختارت «ولداً ذهبياً» لتسلمه وديعة قديمة حملها فترة طويلة كلاعب، لكن تلك الوديعة سلمت لغير أهلها، لا بل سلمت إلى «مدرب» مغرور ومتعال يرفض النقد وتقبل الرأي الآخر. فاللاعب الذي كان قادراً على اصطياد الأهداف الخرافية ولو بـ»معجزة» وأنهى حياته بتعاطي المخدرات والخمور والسمنة الزائدة، ها هو الآن يتجه بالمنتخب إلى الهاوية بل ربما سقط فيها. فعندما نسمع أن منتخباً خسر أمام بوليفيا 6/1 والأكوادور صفر/2 والبرازيل 3/1 والباراجواي صفر-1، فهل نصدق أن من نتكلم عنه هو منتخب الارجنتين؟. وعندما نقرأ أن مدرباً يتعرض لتلك الهزائم ويضع منتخبه على شفير الخروج من مونديال 2010 ثم يخرج ليقول: «سأحارب الجميع، وسأحطم الإعلاميين القذرين»، ويبقى في منصبه، فإننا ربما في تلك اللحظة لا نعتقد أننا نتحدث عن مدرب لأبرز المنتخبات العالمية. ولا يمكن بالطبع أن تكون تلك الكلمات القاسية محقة بحق نجم غير وجه الكرة، إلا أنها أيضا قد تكون قليلة إذا ما دقت صافرة الإنذار في 10 و14 أكتوبر أمام البيرو والأوروجواي، وعندها فإن الارجنتينيين قد يقولون كلاماً ربما لم يسمعه مارادونا حتى حين كان زائراً لأوكار المخدرات. لكن الغريب في الأمر أن مارادونا لم يستفد من «الانذار المبكر» أمام بوليفيا ثم الإكوادور وحتى البرازيل فبقي مصراً على آرائه رافعاً كل النصائح من هنا وهناك، لا بل وفي الوقت الذي كان فيه منتخب التانجو يحصد الخيبة تلو الأخرى، كان مارادونا «يتنزه» في أوروبا ومتنقلاً بين عياداتها لتخفيض وزنه. لم يدم شهر العسل طويلاً بعد الفوز الودي على اسكتلندا وفرنسا ثم على فنزويلا في التصفيات، حتى بدا واضحاً الرهانات الخاسرة والخيارات العقيمة لمارادونا الذي قام بتجربة أكثر من 60 لاعباً ومع ذلك بقي مصراً على استبعاد أسماء مهمة منها الخبير ريكلمي ما أجبره على إعلان الاعتزال الدولي ومهاجم ريال مدريد الاسباني هيجوين الذي سجل 22 هدفاً في الموسم الماضي قبل أن يستدعيه متأخراً للمباراتين الأخيرتين. في المقابل، أصر على أسماء أثبتت فشلها أو قلة خبرتها وركز على الهجوم بقيادة الثلاثي ليونيل ميسي وكارلوس تيفيز و»زوج ابنته» سيرخيو أجويرو، وأغفل بقية الخطوط، وأصر على تسليم خط الوسط للمخضرم خوان سيباستيان فيرون الذي لم يعد قادراً على مجاراة سرعة اللاعبين الشباب، كما أنه كان بين الفينة والأخرى يستدعي لاعبين تشكل اسماؤهم مفاجأة للمتابعين، كالمهاجم مارتن باليرمو الذي لم يلعب مع منتخب الأرجنتين منذ العام 2000 أو إشراكه المدافع رولاند كيافي (36 عاماً) في المباريات المصيرية الأخيرة، والذي لم يسبق له اللعب مع المنتخب. رفض مارادونا الالتفات لآراء مساعده ومدربه السابق كارلوس بيلاردو (مدير منتخبات كرة القدم في الاتحاد الأرجنتيني)، وزاد على ذلك رفضه الاجتماع مع رئيس الاتحاد خوليو جروندونا. وأمام تلك الإخفاقات بقي مارادونا عنيداً يتحكم مزاجه السيئ ولسانه السليط بمصير أحد أعرق المنتخبات العالمية، وترك مهمته الأساسية وتفرغ للرد على الصحفيين وانتقاداتهم حتى أن بعضهم سخر منه بالقول «نشكر الله أن مارادونا ليست لديه بندقية ليطلق النار علينا»، مذكراً بحادثه مماثلة عام 1994 حين أطلق النار على المصورين الذين كانوا يلاحقونه إبان علاجه من الإدمان. ويبقى القول إن على الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم الاستجابة للدراسة الأخيرة التي أظهرت أن غالبية الأرجنتينيين يؤيدون إقالة مارادونا، واحداث صدمة ايجابية ربما تساهم في انقاذ المنتخب من المصير الذي يتهدده. تجدر الإشارة إلى أن الارجنتين عاشت لحظات مماثلة قبل التأهل لمونديال 1994 إذ سبق للمنتخب أن تعثر في سباق التصفيات آنذاك، ولعب مباراتين فاصلتين في الملحق أمام استراليا.
المصدر: جدة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©