الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نهيان: نسير على نهج القائد المؤسس في دعم فلسطين

نهيان: نسير على نهج القائد المؤسس في دعم فلسطين
27 ابريل 2018 01:04
أشرف جمعة (أبوظبي) أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، دعم قضية فلسطين، وعاصمتها القدس الشريف، وأنها بلا جدال، قضية العرب الأولى، وأنه علينا واجب دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتمكينه من بناء دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف. وكان معاليه يتحدث في كلمة افتتاحية ألقاها في مؤتمر «القدس المكان والمكانة» الذي انطلقت فعالياته يوم أمس في فندق روتانا بارك في أبوظبي، والذي ينظمه الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، بحضور حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ورئيس اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وجميع رؤساء اتحادات الكتاب العربية، ولفيف من المثقفين والشعراء والأدباء العرب. ويستمر المؤتمر حتى 28 من الشهر الجاري. وقال الشيخ نهيان في كلمته: «هذا المؤتمر يمثل حدثاً ثقافياً قومياً مرموقاً، نؤكد فيه معاً مكانَ القدس الشريف ومكانتها باعتبارها القلب النابض، لفلسطين وللأمة كلها، فهي مصدر الإلهام للشعراء والأدباء والفنانين، وهي مجال تشكيل الوعي والضمير، عبر العصور، القدس هي مركز الحياة الاقتصادية، والسياسية، والثقافية، والاجتماعية، لأبناء وبنات فلسطين، وهي كذلك تضم المقدسات الدينية لملايين البشر حول العالم (...) وهي العاصمة الأبدية لفلسطين الحبيبة». وتوجه معاليه بالتحية لأبناء فلسطين جميعا، الذين «يتعرضون لما يزيد على مائة سنة حتى الآن لهجمة استيطانية تستهدف وجودهم ذاته». وقال إن قضية فلسطين عموماً، قضية أخلاقية كبرى في المنطقة والعالم، وأصبحت قضيتكم العادلة بفضل تضحياتكم المستمرة، قضية تمس الضمير العالمي، وتحظى بدعم الشرفاء في كل مكان. وأوضح أننا في هذا المؤتمر من أبوظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة «نقدم لكم، يا أبناء وبنات فلسطين، الوعد والعهد، بأن نبذل كل جهد، من أجل دعم كفاحكم، ومن أجل مساندتكم، في سبيل تحقيق كل ما تتطلعون إليه، من آمالٍ وطموحات». مواقف الإمارات الثابتة وأشار معاليه إلى أننا نحتفل في الإمارات هذا العام بعام زايد الخير، بمناسبة مرور مائة عام على ميلاد مؤسس الدولة المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ونذكر بكل فخرٍ واعتزاز، ما كان يؤكده دائماً، بالقول والفعل، من أن القدس الحبيبة، هي دائماً، في العين والفؤاد، وأننا في الإمارات، حريصون كل الحرص على الدفاع عن قضية العرب الأولى فلسطين العزيزة، والقدس عاصمتها التي تأتي دائماً، في موقع الأولوية والصدارة. إننا نحمد الله كثيراً على أننا في الإمارات، وفي ظل القيادة الحكيمة، لصاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبالدعم القوي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أقول: «إننا نحمد الله كثيراً أننا نسير على نهج القائد المؤسس، في دعم قضية فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، ونعتبرها بلا جدال، قضية العرب الأولى، وعلينا واجب ومسؤولية في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتمكينه من بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف». ولفت إلى أنه في ضوء ما قامت به الولايات المتحدة الأميركية، مؤخراً، من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وما أصاب هذا القرار من اعتراض واستهجان من المجتمع الدولي كله، فإنني أشير إلى ما ألاحظه، من حكمة وشجاعة في الموقف الفلسطيني، وفي الموقف العربي عموماً، الحكمة في العمل الدبلوماسي النشط، على كل الجبهات، والشجاعة في البناء على الرفض الشعبي، في فلسطين، وفي العالم كله، لهذا القرار، والإصرار على السير قدماً، من أجل تحقيق السلام العادل، لما فيه الخير للجميع. وأضاف: «نلاحظ وجود تفاوت كبير، بين فهم العرب للسلام، ونظرة إسرائيل له. نحن العرب، ونحن نعبر عن إصرارنا على السلام العادل، فإنما نؤكد في الوقت نفسه، أن ذلك، لا يمكن أبداً، أن يكون وسيلة لتصفية القضية أو الإبقاء على المستوطنات أو إجبار الفلسطينيين على القبول بحلول غير عادلة». وقال معالي الشيخ نهيان: «لا بد لإخواننا الفلسطينيين من رأب الصدع، وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، إنني لعلى ثقة كاملة بأن الشعب الفلسطيني الباسل، قادر تماماً، على العمل معاً، كشعب واحد، من أجل الدفاع عن أرضهم، وعن قضيتهم العادلة». وأكد معاليه الموقف الفلسطيني، والموقف العربي الثابت، والذي يتجسد في مبادرة السلام العربية. وقال: «لا بد أن نعي تماماً، التطورات السياسية العالمية كافة من حولنا، وأن نسعى دائماً لبناء التحالفات الدولية المثمرة، ولكسب تأييد القوى المؤثرة في العالم، واجتذاب الرأي العام العالمي لعدالة القضية، والعمل الجاد من أجل إنهاء الصمت العالمي ضد الاحتلال». وتابع: «إن مستقبل هذه القضية مرتبط في الوقت ذاته بمكانة العرب في العالم، وقدرتهم على التنافس الناجح فيه، وعزمهم على تنمية طاقاتهم الذاتية، وتطوير قدراتهم على مواجهة كل التحديات، وعلينا واجب ومسؤولية، في تنمية قدراتنا القومية على التعامل الناجح مع البيئة العالمية المحيطة، وعلى تحقيق المكانة اللائقة بالأمة العربية، كقوة اقتصادية وسياسية يحترمها العالم، ويقدر ما لها من وزنٍ وأهمية». وختم الشيخ نهيان بتأكيد ثقته في أن شعب فلسطين وبفضل صمود وبطولات أبنائه وبناته، سيكون بعون الله هو المنتصر في النهاية. السوداني: حراسة الحلم بعد ذلك تحدث مراد السوداني، نائب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، فقال إن القدس هي خيط الذهب في عباءة الأمة، تدافع عن سقفها المنهوب، وتواصل عنادها المقدس، بصمودها وثبات أهلها المقدسيين، وحجارتها العتيقة التي ترد الرياح المسمومة والاستهدافات الملغومة، وتواصل بقوة حياتها، وأن فلسطين وهي تمتد في الأمة امتداد الزيت في الزيتون ومعها عمقها العربي وأحرار العالم، ستحقق انتصارها، وتفكك العتمة الجاثمة والاستراتيجيات الحاسمة، وتنهض أكثر مضاء وبهاء وعطاء. وأضاف: «إن الكتاب والأدباء العرب يواصلون حراستهم للحلم من الخلخلة، ويحافظون على وصايا الشهداء والتضحيات، ويكتبون بالحبر الساخن من أجل فلسطين والعالم العربي، وهم الضمانة الأكيدة للوحدة والانتصار». عامر: مكافحة التطرف كذلك ألقى الدكتور يوسف عامر، نائب رئيس جامعة الأزهر، المشرف العام على مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، كلمة قال فيها: «لا يزال قلب كل مسلم يعتصر ألماً، وتكاد العيون تقطر دماً عندما يقرأ أو يسمع قول الله تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) (الإسراء: 1). فللقدس مكانتها التي لن تُنسى عند المسلمين، فهي أولى القبلتين، وثالث الحرمين». وبيّن أن تاريخ القدس لا ينفصل عن تاريخ فلسطين الضارب بجذوره في القدم نحو ستة آلاف سنة، وأن هناك طرقاً كثيرة نحافظ بها على القدس، وعلى كل مقدساتنا منها: الطرق الدبلوماسية والمساعي التي يقوم بها القادة والساسة العرب والمسلمون، يأتي في القلب من هذه الجهود، ما تقوم به حاملة لواء القضية مصر التي تدافع عن القدس بكل ما أوتيت من وسيلة. والطرق العلمية والدعوية: أصبح من الضروري على كل مسلم أن يسلكها، حيث يجب أن تقوم المؤسسات العلمية والتعليمية في العالم العربي والإسلامي بدورها للمحافظة على هويتنا، ومن هذه الأدوار ما يقوم به الأزهر الشريف من دور ملموس في هذه القضية، وأنه بدأت جهود الأزهر الشريف في دعم قضية فلسطين والقدس الشريف، منذ هبة البراق في عام 1348هـ/‏‏‏‏‏ 1929م، وأخذت هذه الجهود تتنامى في دعم ثورة عرب فلسطين عام 1355هـ/‏‏‏‏‏ 1936م، حيث خرج شيوخ الأزهر وعلماؤه وطلابه يتنادون بنُصرة عرب فلسطين، وبرز دور الأزهر بعد احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين عام 1948م، حيث عقدت المؤتمرات الإسلامية بالأزهر، وصدرت عنها التوصيات الداعية إلى الوحدة الإسلامية، والحفاظ على المقدسات الإسلامية والنصرانية. المغامسي: ثبات العرب وأوضح صالح بن عواد المغامسي، إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة، في كلمته، أن القدس قدر الأمة، ولا انفكاك للأمة عن قدرها، وأن ثبات الرئيس أبو مازن ساعد كثيراً في ثبات العرب، والأمة لم تتعرض خلال تاريخها لمثل ما تتعرض له هذه الأيام من تكالب الأمم، وأنه لا بد من استصحاب القرآن والسُنة في معالجة حدث عظيم كقضية القدس. وذكر أن القرآن يدل على أن أرض فلسطين ستعود يوماً للعرب والمسلمين. وأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ورث الأنبياء قبله، وهذه الأمة ورثت الأمم. رجال: عدالة القضية وأشار علي رجال، رئيس ديوان وزير الثقافة الجزائري، إلى أن القدس هي المحك لكل سلام، يمكن أن ينقذ العالم من مآلاته المظلمة، وصمودها هو عنوان صمود الإنسان، وأنه علينا أن ندافع عن القدس العربية، ليس فقط انتصاراً لعدالة القضية، ووفاء لتضحيات قوافل الشهداء، ولكن لينتصر الضمير، وتتحقق رسالة السلام، ولنبني نحن كعرب ومسلمين مصيراً مختلفاً يخرجنا من هواننا وضعفنا ويدخلنا في حداثة مختلفة، يكون لنا فيها إسهامنا الحضاري ودورنا الفاعل. وقال: «إننا في الجزائر أرض النضال وقلعة الأحرار، نقف وقفة تقدير وإجلال أمام الصمود البطولي للشعب الفلسطيني في مواجهة كل مؤامرات الكيان الصهيوني، كما نتابع باهتمام المواقف العربية والدولية الرسمية والشعبية المنددة بقرار الإدارة الأميركية القاضي بنقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس، ضاربة بذلك عرض الحائط بكل المواثيق والقرارات الدولية حول القضية الفلسطينية». العميمي: حبر القلب وقال سلطان العميمي، عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، مدير أكاديمية الشعر: «أن نلتقي اليوم حول القدس وحول كلمة القدس، فكأننا نلتقي حول ضميرنا الجمعي وذاكرتنا المضيئة بذلك الوهج الذي ينير دروب السائرين، بإصرار العارفين والمجربين، إلى مستقبلهم ومستقبل الأولاد والأحفاد. القدس وفلسطين في صميم انشغال دولة الإمارات، وهي، لكل أسبابها في التاريخ والجغرافيا والأخلاق، بعض دم كتاب وأدباء الإمارات، فكيف لا تكون كل حلمهم وكل حبر القلب الذي به يكتبون؟». وأضاف: «إن مؤتمر القدس الذي ينظمه اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، إلى جانب الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، بعض جهد المقل في هذه المرحلة التاريخية الحرجة، على صعيد الوطن العربي والعالم، وإذا كانت يقظة أهل الكتابة والثقافة والإبداع واجبة تجاه قضايا العالم وهم واجهة الموكب، فإن يقظتهم إزاء القدس وفلسطين أول ما يعرفون ويتنفسون منذ الصباحات الأولى والنوافذ الأولى، وهم الذين عرفوا الدنيا من خلال فلسطين، وتعرفوا إلى أعمارهم من خلال قضيتها العادلة». ولفت إلى أن فلسطين بعض وصية والدنا وقائدنا وحكيم العرب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهي ركن راسخ في نهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. نحن أبناء زايد الذي لبى نداء حرب أكتوبر 1973 منفذاً مقولته الشهيرة: البترول العربي ليس بأغلى من الدم العربي. نحن أبناء زايد نولي اليوم لقضية فلسطين والقدس، أمام العالم كله، وأمام غطرسة من أراد تشويه حقائق التاريخ، القضية الفلسطينية، قضيتنا المركزية الأولى، وأولى القضايا العادلة على كوكب الأرض، هذا الالتفات الواجب، معترفين بالتقصير، فمهما عملنا، فإن واجب القدس وفلسطين أكبر. هنالك من يضحي بدمه، وهناك الفلسطينيون الصامدون الذين يحمون شرف الأمة بأجسادهم وأرواحهم، فلهم منا، نحن كتاب وأدباء الإمارات، في عام زايد، في مئوية زايد، التحية الخالصة من أقصى القلوب المحبة، والعهد أن نستمر على العهد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©