السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

لوث ستيلون تدعو إلى إنشاء دار نشر مشتركة بين العرب والإسبان للخروج من فوضى الترجمة

لوث ستيلون تدعو إلى إنشاء دار نشر مشتركة بين العرب والإسبان للخروج من فوضى الترجمة
4 ابريل 2011 22:13
أقام اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في مقره على قناة القصباء بالشارقة مساء أمس الأول محاضرة للمستعربة الإسبانية لوث جارثيّا ستيلون فألقت الضوء على تجربتها مع الثقافة العربية الحديثة كمترجمة وقارئة، وقدمها الناقد الدكتور صالح هويدي. وبداية، أشارت لوث جارثيّا ستيلون إلى بدايات الترجمة من العربية إلى الإسبانية في العصر الحديث متوقفة عند مشاريع مشتركة بين الإسبان والمصريين فبدأ الإسبان بترجمة أدباء من مثل صلاح عبد الصبور وسعاد الصباح وسواهما من الأدباء العرب الذين برزوا بعد منتصف القرن الماضي وحتى السبعينات منه. كما أشارت إلى أن هذه الترجمة قد أنجزها مترجمون إسبان من غير المتخصصين في ترجمة الأدب من طلبة الدراسات العليا الإسبان الذين وفدوا إلى الجامعات المصرية ضمن وفود متبادلة، حيث تركزت الترجمة هنا على الشعر بالدرجة الأولى ثم القصة القصيرة فالرواية، وذلك عن طريق أجيال مختلفة من المترجمين الإسبان الذين ظلّ المختصون من بينهم بترجمة الأدب العربي أكثر ندرة من سواهم ما دفع البعض إلى الترجمة عبر لغة وسيطة كانت غالباً هي الفرنسية بسبب وجود مثقفين مغاربة من بينهم مترجمون مختصون بنقل الأدب العربي الحديث إلى الفرنسية، وهكذا ظهرت رواية “الخبز الحافي” لمحمد شكري بالتزامن مع ظهورها بالعربية تقريبا. وأوضحت لوث جارثيّا ستيلون أن النقلة النوعية في ترجمة الأدب العربي الحديث إلى الإسبانية مباشرة قد بدأت حقيقة مع فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب حيث تمت ترجمته إلى الإسبانية مما فتح الباب لإنجاز ترجمات لروائيين مصريين آخرين كثيرين، إلى حدّ أن الإسبان قد تعبوا من الترجمة فأصبح من النادر أن تجد ناشراً خارج المنشورات الأكاديمية، وبالفعل أنجزت لوث جارثيّا ستيلون ترجمة لصنع الله إبراهيم. وتحدثت لوث جارثيّا ستيلون عن ترجمتها الأدب العربي منذ الثمانينيات وتعرفها على أهله بإقامتها في مصر والمغرب ثم العراق، وما تركته إقامتها على طبيعة اختيارها للترجمة إلى الإسبانية لافتة انتباه دور النشر إلى تلك المساحة التي يتقاطع فيها أدب إسبانيا مع الأدب الأندلسي وتحديداً الموشحات والموسيقى الاندلسيين، حيث أكدت أنه، وبعيدا عن الشعر الذي يرافق الفلامنكو، فإن هذا النوع من الموسيقى هو موسيقى عربية تماما. وأكدت أيضا أنها تشعر بالاختناق من الترجمات التي تتم لأسماء عربية معروفة، حيث يجري اختيار أعمال روائية بعيدة كل البُعد عن ذائقة القارئ الإسباني كقصص الحب مثلا التي أوصلت الذائقة القرائية إلى حدّ الاشباع منها، مشيرة إلى أن رواية من طراز “عمارة يعقوبيان” للروائي المصري علاء الأسواني قد حققت انتشارا في اللغة الإنجليزية أولا ثم اللغات الأوروبية الأخرى لابتعادها عن تناول هذا الموضوع. وتضيف أن إحساسها بالاختناقن يعود إلى أن الكثير من الترجمات هي من إنجاز مترجمين غير محترفين إلى حدّ أنها كما تقول “لا أفهم شيئا مما أقرأ، ذلك لأن هذا النوع من الترجمات يقوم على أساس العلاقات الشخصية والصداقات وليس بسبب ارتفاع مستوى السوية الفنية للكتاب”. وفي ختام حديثها، ألقت لوث جارثيّا ستيلون باللائمة في هذا الأمر على العرب وحدهم داعية إياهم من على منبر الاتحاد إلى إنشاء دار نشر مشتركة مع الإسبان تقوم بالترجمة على نحو منهجي وعلمي بعيداً عن شهرة الكاتب المترجم له، بحيث لا يتم الاعتماد بشكل كلي على اختيارات المترجمين وحدهم بل بحيث يتم اختيار موضوعات وأفكار وأدب يأخذ بعين الاعتبار طبيعة الذائقة القرائية الإسبانية الراهنة. وخلال النقاش الذي تلا الحديث أبدت لوث جارثيّا ستيلون إعجابها بمنجز مريمي الساعدي لأنها تتناول حيوات شخصيات ظلمها الواقع واضطهدها وكذلك أسماء الزرعوني لتناولها حياة جيل الآباء وطبيعتها قبل اكتشاف النفط. وكان هذا الحديث مسبوقا بكلمة ترحيبية بلوث جارثيّا ستيلون القاها ناصر العبّودي أمين عام اتحاد كتاب أدباء الإمارات أوضح فيها أن استضافة لوث جارثيّا ستيلون هي بداية لاستضافة المهتمين بقراءة الأدب العربي من غير العرب مؤكدا أن هذه الاستضافة ستسمر داعيا أعضاء الاتحاد إلى التقدم لإدارة مجلس الاتحاد باقتراحات في هذا الصدد.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©