الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التعليم... مبادرة كندية

4 ابريل 2011 22:10
ربما لا يكون الكثيرون منا قد لاحظوا، ولكن الحقيقة أن كندا تمر بفترة تشهد فيها حملات انتخابية عامة تدور على قدم وساق. ومن المعروف أن رئيس الوزراء المحافظ "ستيفن هاربر" كان يقود حكومة أقلية على مدى السنوات الخمس الماضية، ويتطلع في الوقت الراهن لتشكيل حكومة أغلبية بعد أن فشل في هذا المسعى في الانتخابات السابقة. يحتل الحزب "الليبرالي" تحت قيادة"مايكل إيجناتيف المركز الثاني في استطلاعات الرأي على الرغم من أن هناك العديد من المؤشرات التي تدل على أنه قادر على سد الفجوة التي تفصله عن حزب رئيس الوزراء. بالإضافة للحزبين يوجد بكندا حزب ديمقراطي اشتراكي ثالث، وهو حزب" الديمقراطيون الجدد" كما يوجد بمقاطعة كيبيك حزب قومي كبير اسمه" كتلة الكبيكيين" ويشير موقع على الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت) معني بأمور السياسة الكندية أن من بين الأسباب التي تكمن وراء المكاسب التي حققها "الليبراليون"، والتي يتوقعون أن يحققوها هو أنهم يتقدمون باقتراحات بناءه تسترعي اهتمام الناخبين. فخلال هذا الأسبوع، ظل "إيجناتيف" يدفع وراء فكرة يطلق عليها "جوازات التعلم"، ووفقا للخطة التي يقترحها سيفترض أن تضع الحكومة مبلغ 1000 دولار سنويًا في حساب توفير لكل طالب من الطلاب المقيدين في المدارس العليا(الثانوية)، يرتفع إلى 1500 دولار بالنسبة للطلاب الذين يأتون من عائلات منخفضة الدخل. هناك العديد من الأشياء الطيبة فيما يتعلق بهذا المقترح ليس أقلها أن الطلاب يحصلون على المبالغ المدخرة في الصناديق في نهاية دراستهم الثانوية وقبل الالتحاق بالجامعة وهو ما يوفر عليهم القلق الذي ينتاب الطلاب الراغبين في الالتحاق بالجامعة بشأن ما إذا كانوا قادرين على الحصول على قروض كافية لدراستهم أو على منح دراسية. فمعرفة هؤلاء الطلاب أن هناك أموالاً خاصة بهم مودعة في صناديق خاصة، وأن هذه الأموال سوف تنمو أثناء وجودهم في الدراسة الثانوية تمثل في حد ذاتها دافعاً جيداً يدفع هؤلاء الطلاب لبذل قصارى جهدهم في الدراسة للتفوق وإعداد أنفسهم لاجتياز اختبارات الالتحاق بالجامعات، والتي تتطلب نسبة كبيرة من الاستيعاب والفهم للمواد الدراسية العديدة والصعبة. ويقول الخبراء إن هذه المقاربة أفضل من المقاربة الخاصة بمنح إعفاءات ضريبية لعائلات الطلاب، كما أشار الاقتصادي الكندي "كيفن ميليجان" في مقال له نشر في صحيفتي "جلوب"، و"ميل"، كان من ضمن ما ذكره:"الميزة في هذه المقاربة أن الأموال المخصصة للطلاب يتم دفعها من قبل الحكومة في بداية كل عام دراسي دون انتظار حتى نهاية العام لإجراء الربط الضريبي الخاص بكل فرد من أفراد العائلة أوللعائلة بأسرها، وتحديد مبلغ الإعفاء أو الخصم الذي سيحصلون عليه. ومن المعروف أن الطلاب المتخرجين من الجامعة يكسبون على مدى حياتهم المهنية مبالغ من المال تفوق كثيراً تلك التي يحصل عليها الطلاب الذين لم يتسن لهم إكمال دراساتهم الثانوية ولكنهم - الطلاب الجامعيين - لا يتمكنون من الالتحاق بالوظائف التي يتحصلون منها على تلك الأموال، إلا بعد إنفاق مصروفات باهظة سواء في الدراسة الثانوية أو الجامعية ولذلك فإن منحهم النقود مقدماً وليس متأخراً سيكون مفيداً جداً لهم. وقال "مليجان" في معرض تشجيعه لتلك المبادرة:"إنني أحب أن أرى الساسة ومحللي السياسات الكنديين وهم يحاولون التكيف مع هذه الفكرة الجيدة التي يطرحها الليبراليون والتي تتناسب مع ظروفنا". إنني ألفت النظر إلى هذه الفكرة في مقالي هذا لأنه كان أمراً باعثاً على الارتياح في الحقيقة أن نرى سياسياً يتطلع إلى فكرة خلاقة يحث بها الحكومة على توسيع نطاق الفرصة المتاحة. فالسياسة في واشنطن تدور كلها في الوقت الراهن حول الخفض الضريبي والمزيد من الخفض الضريبي، وهي خفوضات يتم تبريرها بأنها من أجل مستقبل أبنائهم لتخفيف الدين الذي سيرثونه. لكن "أبناءنا يحبون أن يجربوا حظهم في الدراسة الجامعية من أجل توفير حياة أفضل لهم وحرمان الحكومة من أن تمد لهم يد المساعدة لا يقدم أي خير للأجيال القادمة. إي. جيه ديون محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©