الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صوت السلام في «سولو»

31 مارس 2013 23:15
فجَّار صديق صحفي إندونيسي تقع مدينة سولو الإندونيسية في وسط إقليم جاوا، والمعروفة بالعنف ضد الأهداف الدينية، مثل تفجير عام 2011 لإحدى الكنائس، وأعمال العنف في أواخر تسعينيات القرن الماضي ضد الأهداف الدينية للسكان من أصول عرقية صينية، وقد عادت إلى الأضواء مجدداً. ولكن هذه المرة، عادت بفضل رئيس بلديتها السابق، جوكو ويدودو، وهو اليوم عمدة مدينة جاكرتا، ويعتبر ثالث أفضل رئيس بلدية في العالم بحسب تصنيف دولي، وقد امتُدِح لنجاحه في «تحويل المدينة المليئة بالجريمة إلى مركز إقليمي للفنون والثقافة». وليس ويدودو هو الوحيد الذي يساهم في تحويل سمعة سولو من مدينة نزاع وصراع إلى مدينة سلام، فهناك مساهم آخر في المدينة هو الأب باولوس هارتونو، رئيس كنيسة محلية لطائفة المينونايت. ويعمل هارتونو حالياً مع قادة دينيين آخرين لإنشاء معهد سولو للسلام. وقد عمل هارتونو لمدة تزيد على عقد من الزمن مع مجموعات مسلمة ومسيحية مختلفة في جهود إنسانية، وسعى لكسر حواجز التواصل عبر الديانات وطوّر نموذجاً لبناء التعايش السلمي يعمل على تحويل أسباب النزاعات إلى تفاعلات إيجابية. وفي عام 2003 رسخ هارتونو علاقات وثيقة مع قادة دينيين آخرين، وشارك في تأسيس منتدى السلام عبر الديانات والجماعات. واعتبر هذا المنتدى واعداً لأن النزاعات الدينية والإثنية انتشرت في السنوات التي تلت عملية الإصلاح الإندونيسية عام 1998. وكذلك قامت جماعة مسلمة شبه عسكرية تدعى «حزب الله» (لا علاقة لها بحزب الله في لبنان) بمحاولات لإغلاق الكنائس وطرد الأجانب. وقد بذل هارتونو جهوداً كثيفة لتغيير وجهات نظر الناس من خلال إبراز النواحي المشتركة بين الديانات المختلفة، مثل قيم السلام والرحمة والمودة الإنسانية، التي يشترك فيها الإسلام والمسيحية. وقد أتاحت محاولات هارتونو إنشاء شبكة لحوار الديانات فرصاً للمصالحة مع «حزب الله» واكتست جهود التفاهم قوة اندفاع جديدة بعد موجة المد البحري في إقليم «أتشيه» في أواخر عام 2004. وتدير كنيسة طائفة المينونايت المسيحية المعمدانية أيضاً مشاريع ترتكز على تفاهم أتباع مختلف الديانات وعلى الأعمال الإنسانية واللاعنف من خلال بناء جذور وأسس السلام محلياً. وكان هارتونو وقتها مسؤولاً عن إدارة الكارثة، ودعا زعيم «حزب الله» المدعو روسمانتو للمشاركة في الجهود الإنسانية في «أتشيه». وقد تجاوب الزعيم إيجابياً وانضم إلى البعثة. وبعد أسبوعين من الاتصالات المكثفة في «أتشيه»، بدأ الزعيمان علاقات تعاون وتنسيق. وفي إحدى المناسبات طلب هارتونو من روسمانتو إلقاء كلمة، وبعد أن قال روسمانتو بضع كلمات، لم يتمكن الزعيم من الحديث وبدأ في البكاء، فقد أثر فيه الالتزام الصادق للمسيحيين بمساعدة ضحايا موجة المد البحري ومعظمهم من المسلمين. وقد أعيد تفعيل هذه الشراكة عندما ضرب زلزال مدمّر آخر منطقة يوغياكارتا عام 2006، حيث قام أفراد من مجموعة «حزب الله» بحراسة الشاحنات التي تنقل المساعدات للضحايا من الكنيسة لضمان وصول المساعدات بسلام. ومع مرور الوقت أوجد هارتونو وروسمانتو بعد ذلك شراكة بين محطتي الإذاعة التابعتين لهما، عام 2009، وبثا برنامجاً مشتركاً عنوانه «صوت السلام» لمدة خمسة شهور، وانضم إليهم محمد ديان نافع وهو من أكبر منظمة إسلامية من التيار الرئيس في إندونيسيا وهي «نهضة العلماء». وهَدَفَ هذا البرنامج إلى تنوير المستمعين حول معنى التعددية والسلام والتنوع والراديكالية، وقد استقبله سكان مدينة سولو بارتياح واضح. وبهذه الطريقة كسر هارتونو بنجاح الجمود في التواصل بين المسلمين والمسيحيين في سولو، وأثبت أنه من خلال التعاون والقيم الإنسانية المشتركة، يمكن تحقيق علاقة تعايش سلمي ترتكز على التفاهم المتبادل بين مجموعتين مختلفتين. ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©