الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«صراع الجبابرة» في «البريميرليج»

«صراع الجبابرة» في «البريميرليج»
15 يوليو 2016 21:33
أنور إبراهيم (القاهرة) عندما تتجمع نخبة من أفضل مدربي العالم لكرة القدم في بلد واحد، فلابد أن نتوقع صراعاً ضارياً ومنافسة شرسة بينهم من أجل حصد الألقاب وتحقيق الانتصارات.. هذا ما سنراه في الموسم الجديد للدوري الإنجليزي «البريميرليج» وهو ما يؤكد بأن المتعة ستكون حاضرة بقوة عندما تتقابل فرق هؤلاء المدربين الكبار وجهاً لوجه. اثنان من هؤلاء المديرين الفنيين الكبار يخوضان تجربة لأول مرة في إنجلترا، وهما الإسباني بيب جوارديولا مدرب بايرن ميونيخ السابق، والإيطالي أنطوني كونتي الذي أنهى مهمته مع منتخب بلاده في يورو 2016» ليبدأ مغامرة تدريبية جديدة مع فريق تشيلسي، أما الكبار الآخرون فقد سبق لهم التدريب في إنجلترا، وأحدهم يقترب من العشرين عاماً في تدريب فريق إنجليزي واحد، وكأنه يسير على نهج السير اليكس فيرجسون المدير الفني الأسبق لمانشستر يونايتد الذي استمر ربع قرن من الزمان، وهؤلاء هم: البرتغالي جوزيه مورينيو الذي أقيل من تشيلسي في الثلث الأول من الموسم المنتهي، ليجلس في بيته حتى نهاية الموسم، ثم يعود بعدها لتحقيق حلم حياته بتدريب مانشستر يونايتد، والألماني يورجن كلوب المدير الفني لفريق ليفربول، ثم الفرنسي آرسين فينجر عميد المدربين الأجانب في إنجلترا (أكثر من 19سنة مدرباً لأرسنال)، وأخيراً الإيطالي كلاوديو رانييري مفاجأة «البريميرليج» في الموسم المنتهي، والذي نجح مع فريقه ليستر في الفوز ببطولة الدوري الإنجليزي. وإذا كان الطبيعي في كرة القدم هو أن يكون الصراع أساساً داخل المستطيل الأخضر بين النجوم لحصد الألقاب والبطولات، إلا أن الصراع خارج حدود الملعب، وتحديداً على دكة الأجهزة الفنية، سيكون أكثر ضراوة وشراسة في «البريميرليج» في الموسم الجديد إذ سيشهد نوعاً من «استعراض القوى» بين هؤلاء المدربين الكبار، خاصة في المواجهات المباشرة فيما بينهم، وسيعمل كل منهم ألف حساب للآخرين، وستكون الأخطاء بل والهفوات ممنوعة، لأنها ستكون باهظة التكلفة. بيب جوارديولا تعاقد بيب جوارديولا مع مانشستر سيتي لمدة ثلاثة مواسم بعد ثلاثة مواسم ناجحة مع بايرن ميونيخ الألماني.. صحيح أنه لم ينجح في الفوز بالشامبيونزليج مع النادي البافاري إلا انه ترك «بصمة» لا تخطئها عين مع هذا الفريق الذي أصبحت له شخصية مختلفة عما كان عليه الحال قبل وصوله، ونجح في تطبيق الـ «تيكي تاكا» الإسبانية مع الألمان، وهذا ما ينوي أن يفعله مع مانشستر سيتي حتى يمكنه مناطحة كل الكبار في دوري الأبطال الأوروبي «الشامبيونزليج» على وجه الخصوص، وهو يلقى الدعم الكامل من إدارة السيتي، واعترف بأن النجاح مع السيتي محليا وأوروبياً يمثل هدفاً شخصياً له. أنطوني كونتي قاد أنطوني كونتي منتخب إيطاليا في يورو 2016 وخرج من البطولة مرفوع الرأس بعد خسارته من ألمانيا في دور الثمانية، ليخلف الهولندي جوس هيدينك في تدريب تشيلسي، وهو من المدربين الذين يتميزون بالمرونة التكتيكية العالية مع الحنكة الدفاعية ككل المدربين الطليان، وسمعته التدريبية تسبقه، حيث تولى تدريب فريق يوفنتوس خلال الفترة من 2011 إلى 2014، وأحرز معه بطولة الدوري ثلاثة مواسم متتالية وفي موسمه الأول مع اليوفي لم يخسر أي مباراة. ويتوقع له المراقبون أن يعيد «البلوز» إلى مكانهم الطبيعي في الدوري الانجليزي، بعد أن تدهور حالهم في الموسم المنتهي. فينجر يحمل أرسين فينجر المدرب المخضرم والضيف الدائم بين الأربعة الكبار في إنجلترا خبرة طويلة مع الكرة الإنجليزية، كانت نتيجتها 7 ألقاب كبيرة، منها 3 دوري أعوام 1998 و2002 و2004، و4 ألقاب في كؤوس إنجلترا، فضلاً عن عدم خروجه من قائمة الأربعة الكبار في البريميرليج على الإطلاق، ولعبه في الشامبيونز ليج 16 مرة متتالية. ويملك فينجر عين ثاقبة وخبيرة في اكتشاف المواهب الجديدة والنجوم الصغار، وتمنحه إدارة أرسنال ثقة متناهية، وتتركه يعمل على طريقته، وهو لايكل ولايمل من العمل الشاق من أجل تحسين وتطوير أداء اللاعبين الشباب وصقل مواهبهم. ومن أبرز عيوب فينجر أنه يبدأ أحيانا الموسم بقوة ويتصدر ثم يتراجع مع مرور الأسابيع، أو يبدأ المسابقة ضعيفاً ثم يكثف جهوده للحاق بأحد المراكز الأربعة الأولى، وهو ما يتكرر معه كثيراً. مورينيو جوزيه مورينيو العائد بعد غياب أقل من موسم، قضاها في بيته ولكنه حصل على راتبه كاملاً، وكان هذا هو شرطه مع مالك تشيلسي ريثما يجد نادياً بديلاً.. عاد مورينيو هذه المرة إلى مانشستر يونايتد الذي كان يقول عنه دائما على الملأ وفي مجالسه الخاصة: هذا هو الفريق الذي أريد تدريبه وأود أن أصنع معه شيئا جميلاً، وها هو حلم مورينيو يتحقق ويبقى عليه أن يترجمه إلى انتصارات وبطولات على أرض الواقع، ولاسيما بعد أن ضم إلى صفوف الفريق النجم السويدي الكبير زلاتان إبراهيموفيتش وأيضاً لاعب الوسط الأرميني الهداف هنريخ مخيتاريان، فضلاً عن ما تردد مؤخراً بشأن إنهاء صفقة الفرنسي بول بوجبا مع يوفينتوس تورينو. وكانت هناك أسماء نجوم يحلم مورينيو بضمها ولكنها لم تستجب، إما لكونها سعيدة في أنديتها أو لرفض أنديتها التفريط بها، ومن هؤلاء الفرنسي أنطوان جريزمان لاعب اتلتيكو مدريد، وجونزالو هيجوايين لاعب نابولي، والفرنسي رافائيل فاران لاعب ريال مدريد، والفرنسي نجولو كانتيه لاعب ليستر سيتي، والذي ربما يفضل الذهاب إلى برشلونة أو ريال مدريد، ما لم يستمر موسما آخر مع ليستر. وفي تقليد جديد بمجرد وصوله إلى مانشستر يونايتد، بعث مورينيو برسائل إلى جميع لاعبي الفريق يؤكد لهم فيها انه لن يصدر أحكاما مسبقة ضد أي منهم، ولن يهدد بالتخلص من بعضهم أو بيعهم، وسيعطيهم الفرصة كاملة لإثبات الذات، ومن الأسماء التى يضعها مورينيو في قائمته السوداء اللاعبون شفاينشتايجر ومروان فيلايني وماتيو دارميان وممفيس ديباي وخوان ماتا. وعلى الرغم من غضب مورينيو قليلاً لعدم مشاركة فريقه الجديد في دوري الأبطال الأوروبي «الشامبيونزليج»، إلا أنه يضع نصب عينيه هدف إحراز بطولة الدوري الإنجليزي، مؤكداً أنه سيعتمد بدرجة كبيرة على اللاعبين الشباب من أكاديمية مانشستر يونايتد، فضلاً عن استعانته بالمخضرم السير أليكس فيرجسون المدرب التاريخي لليونايتد لمعرفة الكثير من الأمور عن هذا النادي العريق. كلوب نجح يورجن كلوب في أول موسم له مع «الريدز» في أن يترك بصمة منذ وصوله في أكتوبر الماضي، واستطاع أن يصل للمباراة النهائية في الدوري الأوروبي «يوروباليج»، ولكنه خسر من أشبيلية الإسباني حامل لقب البطولة. ترك كلوب ناديه السابق بروسيا دورتموند وهو في أفضل حالاته، ليوقع عقدا مع ليفربول يمتد لثلاث سنوات قابلة للزيادة، واستطاع أن يصنع انسجاما وتآلفا كبيرا بين اللاعبين وبعضهم بعضاً من جانب، وبينهم وبين الجماهير من جانب آخر، وفي ملعب «أنفيلد» بات معشوق الجماهير وينتظرون من الكثير في الموسم الجديد بعد أن نجح في فرض أسلوبه خلال أشهر قليلة الموسم الماضي. رانييري كلاوديو رانييري الذي حقق معجزة حقيقية مع فريقه ليستر سيتي، وأحرز معه بطولة الدوري الإنجليزي هذا الموسم، على الرغم من أن هدفه وهدف إدارة «الثعالب» المعلن كان إنقاذ الفريق من الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية في الموسم الماضي، وإذا به ينتزع الدوري من كل منافسيه، ولكن من المؤكد أن تتغير الحال في الموسم الجديد، لأن كل الأندية ستعمل لفريقه ألف حساب، وقد يجد صعوبات كبيرة في طريق احتفاظه باللقب، خاصة في ظل احتمالات رحيل عدد من نجومه خلال فترة الانتقالات الصيفية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©