ارتفاع الطلب على وحدات التملك الحر الجاهزة بأبوظبي

ارتفع الطلب على الوحدات العقارية المكتملة والجاري تسليمها في أبوظبي والمتاحة للتملك الحر بمتوسط 50% خلال الأشهر الستة الماضية، بحسب مطورين ومسؤولين بشركات التسويق العقارية في العاصمة. وكشف هؤلاء عن تحسن ملحوظ في الطلب على الوحدات التي تم تسليمها مؤخرا، فيما استمر تباطؤ الطلب على الوحدات التي يتم تسويقها على الخريطة. وشهدت سوق العاصمة مؤخرا تسليم عدد من المشروعات العقارية منها «فلل الريف» لشركة «منازل» العقارية، إضافة إلى فلل «حدائق الجولف» لشركة «صروح»، بخلاف شقق وفلل «حدائق الراحة» لشركة «الدار» والتي بدأ تسليمها قبل فترة. وانعكس ارتفاع الطلب على أسعار الوحدات الجاهزة، لتشهد ارتداداً طفيفاً بنسبة تراوحت بين 5 و15%، مقارنة بالأشهر الماضية، والتي انخفضت فيها أسعار وحدات التملك الحر بنسب مؤثرة، بحسب مسؤولي التسويق. وارتفع سعر فلل الريف إلى 1.4 مليون درهم للفيلا المكونة من غرفتين، مقابل 1,1 مليون درهم كأدنى سعر بعد الأزمة المالية العالمية. وارتفع سعر الفيلا 3 غرف بحدائق الراحة إلى 2.3 مليون درهم، مقابل 1.8 إلى 1.9 مليون درهم سابقاً. ويصل سعر تأجير الفيلا 3 غرف نوم بحدائق الراحة إلى 200 ألف درهم، فيما يرتفع إلى 240 ألفاً للفلل المكونة من 4 غرف نوم. نتيجة متوقعة وقالت فايزة الزرعوني المدير التنفيذي للشؤون الإدارية في شركة «منازل» العقارية إن أغلب المستثمرين يفضلون شراء الوحدات الجاهزة، مما يزيد الطلب عليها. وأوضحت أن ارتفاع الطلب على الوحدات التي يتم تسليمها نتيجة متوقعة، لا سيما في ظل وجود طلب حقيقي على السكن في أبوظبي، مشيرة إلى أن أغلب الراغبين في الشراء اليوم هم من المستثمرين الجادين الراغبين في السكن النهائي أو الاستثمار طويل المدى عبر التأجير. وأضافت أن تسليم المرحلة الأولى من مشروع فلل الريف ساهم في ارتفاع أسعار الفلل في السوق، مشيرة إلى أن مشروع «فلل الريف» يعد أول مشروع يتم تسليمه في أبوظبي يخدم شريحة أصحاب الدخل المتوسط. وبدأت شركة منازل في تسليم 240 فيلا بالحي العربي في مشروع فلل الريف خلال شهر سبتمبر الجاري، ومن المقرر تسليم جميع فلل الحي البالغة 750 فيلا قبل نهاية العام. حدائق الراحة وقال رامي ناصر المدير العام للمبيعات في شركة «الدار العقارية» إن الطلب ارتفع على فلل «حدائق الراحة» التي بدأ تسليمها على مراحل. وأضاف أنه تم تسليم نحو 95% من المشروع السكني بحدائق الراحة، موضحاً أن أول منطقة ضمن المرحلة الأولى من مشروع حدائق الراحة تم تسليمها في العام 2007. وأكد ناصر أن الطلب على مشروع حدائق الراحة من أعلى الطلبات في السوق العقارية خلال هذه الفترة، لافتا إلى انتعاش حركة تداول فلل المشروع بعد التسليم. ويضم مشروع حدائق الراحة السكني بمنطقة شاطئ الراحة نحو 1400 فيلا تتألف من ثلاث وأربع وخمس غرف نوم، مبنية وسط حدائق. وتفرض أغلب الشركات العقارية رسوم تسجيل تقدر بنحو 2% عند نقل ملكية الوحدة التي يتم تداولها في السوق الثانوية. وأشار إدوار حداد مدير شركة «ترانس وورلد» للتسويق العقاري في أبوظبي إلى زيادة الطلب على الوحدات الجاهزة المعروضة بشركته منذ شهر مارس الماضي تقريباً. وأوضح أن الطلب يظهر بصورة جلية على مشروعات «فلل الريف» و«الجولف جاردن» و«الراحة جاردن». وأوضح أن زيادة الطلب أدت إلى ارتداد طفيف في الأسعار، موضحا أن أسعار فلل الريف تتراوح اليوم بين 1,3 إلى 2,7 مليون درهم. ويتراوح سعر الفيلا المكونة من 3 غرف في «حدائق الراحة» بين 2 إلى 2,4 مليون درهم، و4 غرف بين 2,4 إلى 2,6 مليون درهم، و5 غرف من 3 إلى 4 ملايين درهم، وذلك حسب نوع الوحدة «فيلا أو تاون هاوس». ويتراوح سعر الفيلا في «الجولف جاردن» من 4,5 إلى 7 ملايين درهم، وذلك حسب حجم الفلل التي تتكون من 4 و5 و6 غرف، ومخصصة للمواطنين فقط. وأوضح حداد أن عودة بعض البنوك للإقراض وتقديم تسهيلات خاصة بالتمويل ساهم في انتعاش سوق التملك الحر، مشيرا إلى أن أغلب البنوك وشركات التمويل لا تتردد كثيرا في تمويل الوحدات الجاهزة. وكان تقرير صادر عن بنك «جيه بي مورجان» مؤخرا قد أكد أن أسواق العقارات بالدولة وتحديداً في دبي وأبوظبي ستتمكن من تحقيق استقرار في الأسعار بحلول العام المقبل. وتوقع التقرير استقرار الأسعار بصورة أسرع في أبوظبي مع بداية العام المقبل، بينما تبدأ أسعار عقارات دبي بالارتفاع منتصف 2010. بيد أن حداد أشار إلى استمرار تراجع الطلب على الوحدات التي يتم تسويقها على الخريطة، لافتا إلى تراجع أسعار القدم المربعة في جزيرة الريم بشكل ملموس. نقص المعروض وقال سلطان الحسني مدير عام شركة «الصياد» للتسويق العقاري في أبوظبي إن الفترة الحالية تشهد تحسناً في الطلب بمتوسط 50% على الوحدات الجاهزة والتي تم تسليمها مؤخراً، أو المزمع تسليمها خلال العام الجاري وبداية عام 2010. وأضاف الحسني أنه رغم وجود طلب حقيقي على الشراء، إلا أن المعروض من هذه الوحدات قليل في ظل إحجام كثير من الملاك عن البيع ترقباً لارتفاع الأسعار خلال الفترة المقبلة، أو المطالبة بأسعار مبالغ فيها أحيانا. وأشار إلى ارتفاع أسعار وحدات فلل الريف بنسبة 20% تقريباً، ليصل سعر الفيلا المكونة من 3 غرف إلى 1,5 مليون درهم، مقابل 1,1 إلى 1,2 مليون درهم في الأشهر التالية للأزمة المالية والتي شهدت تراجعاً ملحوظاً في الأسعار. البيع على الخريطة وأوضح صالح المنصوري رئيس مجلس إدارة شركة نهضة أبوظبي للعقارات إن الطلب بوجه عام على وحدات التملك الحر تراجع بعد الأزمة المالية، إلا أن الفترة الأخيرة تشهد تحسناً نسبياً على الوحدات الجاهزة مقارنة بالعقارات المباعة على الخريطة. وتوقع المنصوري أن يساهم تسليم وحدات سكنية في إنعاش سوق التملك الحر بعد فترة طويلة من الركود تأثرا بتداعيات الأزمة المالية. وأوضح أن مخاوف المستثمرين من تعثر الشركات في البناء وبالتالي تأخر التسليم، دفعت الجميع للبحث عن الوحدات الجاهزة، وتجنب شراء الوحدات التي يتم تسويقها على الخريطة. وأضاف أن خروج المضاربين من السوق، والذين شكلوا أكثر من 80% من المستثمرين خلال العام الماضي، ساهم في تركز الطلب على الوحدات المكتملة والتي يفضلها المشتري الراغب في السكن. وأوضح أن ارتفاع الطلب على الوحدات الجاهزة ساهم في ارتفاع الأسعار بنسب طفيفة، باستثناء فلل الريف والتي ارتفعت فيها أسعار الفلل المكونة من غرفتين بالحي العربي التي تم تسليمها مؤخرا من 1,1 إلى 1,4 مليون درهم. وقال أحمد عاطف مدير المبيعات في شركة جلامر للتسويق العقاري إن صمود أسعار الإيجارات في أبوظبي، يدفع بعض العملاء للتفكير في شراء الوحدات الجاهزة للسكن، عوضا عن استنزاف أموالهم في الإيجارات. وتراجعت أسعار الإيجارات في أبوظبي خلال العام الحالي بنسب متفاوتة ولكن بشكل أخف حدة من التراجع الحاصل في دبي. وأوضح عاطف أن ارتفاع العائد الإيجاري يشجع كثير من العملاء على شراء الوحدات الجاهزة بغرض تأجيرها. وقدر جمال الأسيوطي مدير المبيعات في شركة إنفينتي العقارية ارتفاع الطلب على الوحدات الجاهزة بنسبة 50% على الأقل، موضحاً أن زيادة الطلب انعكست بصورة مباشرة على الأسعار التي ارتفعت في بعض الوحدات بنسبة وصلت إلى 30%. وأرجع الأسيوطي زيادة الطلب على الوحدات الجاهزة إلى رغبة كثير من المستثمرين في الاستفادة من فرص تأجير الوحدات الجاهزة.