السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إباحة نزع أعضاء الأسرى.. خدمة لأعداء الأمة

إباحة نزع أعضاء الأسرى.. خدمة لأعداء الأمة
31 مايو 2017 17:54
حسام محمد (القاهرة) فوجئ العالم مؤخراً بأحد التنظيمات الإرهابية يصدر فتوى تجيز لمقاتليه الحصول على أعضاء الأسرى الذين يسقطون بين أيديهم، ومنحها للمرضى من أعضاء التنظيم أو بيعها للاستفادة المادية حتى لو أدى ذلك إلى وفاة الأسير، وقد أثارت تلك الفتوى الذعر في كل أنحاء العالم، وساهمت في تشويه صورة المسلمين في العالم. يقول الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر: إن مثل هذه الفتوى تعد من قبيل الخدمات العظيمة التي توجهها تلك الجماعات الإجرامية لأعداء الأمتين العربية والإسلامية، حيث يستغل الإعلام الموجه في الغرب مثل تلك الفتاوى، ويعمل على نشرها والتضخيم منها ونسبتها إلى الإسلام زوراً وبهتاناً، وباختصار، فإن جرائم التنظيمات الوحشية الإرهابية المدانة من كل علماء الأمة هي أكبر خدمة لأعداء المسلمين فهناك من يستخدمها لتشويه الإسلام، وذلك على الرغم من تبرئة الإسلام من هذه الجرائم. يضيف الدكتور الجندي: الغريب أن تصدر ذلك التنظيمات تلك الفتوى وعلماء الأمة من كل حدب وصوب ما زالوا يختلفون في مدى جواز التبرع بالأعضاء من عدمه، فالأمر كله مازال فيه خلاف بين العلماء منهم من يجيز التبرع، ومنهم من لا يجيزه، لأن الإنسان ليس له حق التصرف في جسده بما يضره، فهو ملك لله عز وجل فذهب جماعة من أهل العلم إلى أنه لا بأس إذا تبرع بذلك على وجه لا خوف عليه ولا خطر عليه فيه أو أخذ منه عند موته على وجه ينفع غيره، فإذا كان النقل يتم التعامل معه بتلك الحيرة، فما بالنا بموضوع أن نتسبب في موت إنسان من خلال نزع أعضائه، وهو حي وحتى الحصول على أعضاء الأسير الذي تم إعدامه أمر مرفوض، خاصة أنه في الأساس تعرض للإعدام على يد جماعة لا علاقة لها بالإسلام من قريب أو بعيد، إضافة إلى أن الإسلام وضع حقوقاً واضحة للأسير، وهو ما يمنع أي جهة من الحصول على أعضائه بحال من الأحوال. يضيف د. الجندي: لقد نهى الإسلام عن التمثيل بالحيوان، فما بالنا بالإنسان، روى ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن مَن مَثَّل بالحيوان، فكيف بالتمثيل بالإنسان، ويقول ابن قدامة: وإذا أسر الإمام فهو مخير، إن رأى قتلهم، وإن رأى مَنَّ عليهم وأطلقهم بلا عوض، وإن رأى أطلقهم على مال يأخذه منهم، وإن رأى فادى بهم، وإن رأى استرقهم، وهنا لا بد أن ندرك أن المقصود هو قيام ولاة الأمور الشرعيين، ورغم ذلك لم يجز لهم الإسلام التمثيل بأجساد الأسرى، وقد أمر أمر الله تعالى بالإحسان إلى الأسير ومدح من يفعل ذلك في قوله تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىَ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً)، «سورة الإنسان: الآية 8»، قال قتادة: أمر الله بالأُسراء أن يُحسن إليهم، وإنّ أسراهم يومئذ لأهلُ الشرك، ويضاف إلى ذلك ما ورد من المعاملة الحسنة التي كان يعاملها الرسول صلى الله عليه وسلم للأسرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©