الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مريم وآمنة البستكي تبتكران علب الهدايا من المهملات

مريم وآمنة البستكي تبتكران علب الهدايا من المهملات
4 ابريل 2011 20:27
عاد معرض ومسابقة التاجر الصغير في سنته الرابعة على التوالي ليحث الشباب على الإبداع والابتكار واستثمار ما لديهم من طاقات ومواهب في بناء مشاريع صغيرة، قد تكون واحدة من أكبر المنعطفات في حياتهم عبر تحويلها إلى مشاريع كبيرة تدر عليهم أرباحا غير متوقعة. مريم البستكي وابنة عمها آمنة البستكي مشاركتان إماراتيتان اجتهدتا في تقديم مشروع متميز في صناعة وتزيين علب الهدايا وبطاقات المعايدة ودفاتر المذكرات، وقد لا يكون مشروعهما الأول من نوعه في المسابقة وغيرها، لكنه بالتأكيد تميز بتقديمه لأفكار مبتكرة لم يسبقهما إليها أحد. تقول مريم وهي طالبة ترجمة في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا عن مشروعها الخاص بعلب الهدايا:”بدأت بالتحضير لهذا المشروع منذ 6 أشهر لأشارك فيه بمسابقة التاجر الصغير، حيث فكرت وفتشت في ذاتي عن شيء يمكنني أن أحوله إلى مشروع مبتكر، نزلت إلى الأسواق تجولت فيها ورأيت ما يعرضونه في محالهم فخطرت ببالي فكرة علب الهدايا، التي استخدمت فيها أشياء غير مألوفة وأخرى صديقة للبيئة جسدت خلالها فكرة إعادة التدوير وحاكيت حضارات مختلفة بتصاميم أخرى وعلى رأسها تراث بلدي الإمارات”. وتضيف مريم موضحة أفكارها في علب الهدايا:”حاولت الاستفادة من كل شيء حولي وبالأخص الأشياء التي ننوي التخلص منها لانتهاء استخدامها مثل زجاجات العطر وأقلام الروج الخاصة بالفتيات والنظارات الشمسية المراد إلقاؤها في سلة المهملات، وما شابهها وألصقتها بطريقة فنية على غطاء علبة الهدايا التي غلفتها بالأساس بورق سميك لامع لونه زهري فبدت في غاية الجمال، أما علبة الهدايا نفسها فهي تلك التي تعطى لنا عندما نشتري حذاء جديداً ففكرت لماذا أرميها ولا أستخدمها بطريقة تكون صديقة للبيئة، فقمت بتغليف 65 علبة بورق خاص لا ينتزع أو يتلف بسهولة وبدأت ألصق على سطح الغلاف وجوانب العلبة أي شيء يخطر ببالي، ومن الأفكار الأخرى الصديقة للبيئة أنني ألصقت كاسيتات مسجل تالفة أخرجت الشرائط من داخلها وألصقتها على الغلاف فأعجبت الكثير من الشباب، وكذلك استفدت من سماعة الهاتف التالف وأسلاكها المتخذة شكل الرول وألصقتها على وجه علبة، فعلب الهدايا التي صنعتها منها ما هو للشباب وللفتيات وللرياضيين وللزوجين ولمحبي الموسيقى ولمناسبات الزواج والمولود الجديد وللأم ولذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم” علب مبتكرة تحمل مريم بيدها علبة الهدايا الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة فئة الصم والبكم، وتشير إلى أن أحد الأشخاص الذين هم من هذه الفئة قام بشرائها فرحا بها إذ تحوي لغة الإشارة على شكل أيدي مقصوصة تحتها أحرف ملصقة على نكاشات أسنان ومثبتة جميعها على فلين ملصق كقاعدة على وجه العلبة، إذ تبدو أيضا كوسيلة تعليمية مفيدة لهذه الفئة وتؤكد مريم أنها عملت هذا الصندوق لتقول لهؤلاء إنهم ليسوا منسيين وإنها تريد أن تقدم لهم من إبداعاتها شيئا كالناس الأصحاء الذين وجهت إليهم أغلب العلب الأخرى. وتنتقل مريم إلى علب الهدايا المستوحاة من التراث الإماراتي وتعبر عنها قائلة:”إحدى العلب زينتها بالعلم الإماراتي مستخدمة قصاصات الورق وعلبة أخرى ألصقت على سطحها قماش الزري وألصقت فوقه براقع ومصابيح صغيرة ومناديس، وعلبة ثالثة ألصقت عليها صحن فواكه صناعية ليدل على كرم الخليجيين ووجود سلة الفواكه الدائم ضمن ضيافتهم، ولأحاكي الحضارات الأخرى اشتريت صحناً صينياً والملاعق الخشبية التي يأكل بها الصينيون وألصقتها على سطح العلبة أما جوانب العلبة فكانت مزينة بعبارات صينية، وقد أعجبت صينيين كثراً واشتروها إذ أريد أن يصل إبداعي كإماراتية إلى أقصى بقاع الأرض” إعادة استعمال أغراض المطبخ من ملاعق خشبية وقوالب الحلوى الحديدية لم تفلت من إبداعات مريم، إذ ألصقتها بطريقة رائعة ومذهلة على إحدى علب الهدايا وجعلت من الوزار مفرشاً لها، وكأنه منديل يلفها بعد أن قصت منه قطعة مربعة الشكل وألصقتها بفن وذوق، ولتدعو إلى التشجير وضعت زخماً من أوراق الأشجار الخضراء الصناعية والورود بينها على علبة أخرى، وللمواليد الجدد ألصقت مريم رضاعات أطفال ولهاية ولباساً قطنياً تحتها للطفل ومشطاً خاصاً به وحذاء صغيراً على إحدى العلب. أما للعروس فصممت مريم واحدة من أفخم العلب المكسوة بالزهور وعليها كأسان يشرب بهما العروسان العصير، وتندلع منهما الزهور المختلفة الألوان والأحجام، وخصت الرياضيين بصندوق أو علبة هدايا ملصق عليها عشب اصطناعي وكرة. وتفيد مريم أنها استخدمت تقنيات عدة في شغلها كالقص واللصق بمسدس الشمع الذي كثيراً ما أحرق أصابعها، وكذلك التطريز والخياطة التي احتاجتها أكثر في صنع أطواق توضع على رؤوس الفتيات الصغيرات مزينة بأفيونة كبيرة جدا مخاطة بأقمشة التول والدانتيل. الشريكة المبتكرة أما آمنة البستكي فهي طالبة جامعية تدرس العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية وتعمل مع مريم جنبا إلى جنب في اختيار بعض تصاميم علب الهدايا، مع اتخاذها ميدانا آخر خاصاً بها ألا وهو تصميم وتنفيذ بطاقات الإهداء والمعايدة التي تستخدم من مختلف الأعمار ولمختلف المناسبات، كالولادة والحج والزفاف والعيد الوطني والأعياد الدينية وغيرها، إذ يمكن الكتابة على هذه البطاقة أو الاكتفاء بالعبارة المكتوبة عليها بالعربية أو الإنجليزية عند إرفاقها مع الهدية، إذ تضيف جانبا راقيا ومميزا على الهدية المقدمة لأي شخص. وتعرض آمنة البطاقات التي صممتها على الكمبيوتر وتقول:”بدأت مشروعي من أجل المسابقة منذ شهرين ونصف الشهر فقط إذ كان في السابق يقتصر على نطاق أسرتي وكانت والدتي كلما أرادت أن تقدم هدية لأحد تطلب مني أن أصمم لها بطاقة مناسبة لها وشجعتني لأشارك اليوم بموهبتي هذه، وقد حاولت أن أصمم بطاقات لمختلف المناسبات والميول فهناك شباب يحبون كرة القدم صنعت لهم بطاقة طبع عليها عشب وكرة قدم، وصورت أماكن تاريخية وسياحية عدة بكاميرتي وأدخلتها بطريقة فنية في إحدى البطاقات حتى إذا ما اشتراها سائح أسهم في التعريف ببلدي الإمارات، وجعلت صوراً سياحية أخرى تتوسط تقويم السنة، وكم فرحت عندما اشترى مني برازيلي بطاقة طفل يحمل علم الإمارات قمت بتصويره وتحويل الصورة إلى بطاقة، بالإضافة إلى استخدامي الستراس والنجوم ولعب الأطفال الصغيرة جدا وقطع قماش كالشبر، وأقمشة أخرى وما شابهها وألصقتها على البطاقات لتعكس جمالية من جهة وتحدد المناسبة من جهة أخرى، وجعلت بعض البطاقات مفتوحة المناسبة لئلا أقيد من يشتريها”. أعمال على الدفاتر إبداعات آمنة طالت أيضا دفاتر المذكرات وتلك المسماة بدفاتر الملاحظات وزينتها بالقماش والإكسسوارات، المستوحاة من التراث، إذ استخدمت قماشا قديما يسمى بوتيله بالإضافة إلى البرقع الذي ألصق أيضا على الغلاف بشكل جميل جدا، وفي دفاتر أخرى ألصقت آمنة صورا من مجلات أعادت استخدامها بدلا من رميها واستفادت منها بطريقة جديدة، وكذلك ألصقت أجراسا وسكاكر وصور حيوانات...الخ، كما صنعت علاقات من أعواد خشبية نستخدمها في الشواء ألصقت على رأسها صوراً رسمتها وقصتها ولونتها مثل فستان لعبة ومرآة على شكل نجمة زينتها، وهذه العلاقات مختلفة الأشكال يمكن إضافتها إلى علب الهدايا أو الاحتفاظ بها كمنظر على المكتب في غرفة النوم الخاصة بالشباب أو طلبة الجامعات والمدارس.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©