السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ضيف الشرف

31 مايو 2010 21:14
لا تزال ترقد على جدران ذاكرتي، لازلت أحمل ذكراها وأتذكر رائحة حبرها وعطرها وألوانها، انساب جسدي في دروب حياتها، بهرتني أناقتها، موشحة بألوان الحياة، تعشق البياض لون الصفاء، والزرقة صفاء سماها وقوتها، بتواريخ مختلفة وفي نفس المكان نطقت منذ زمان بكل لغات العالم، وحُفر اسمها في تلك الرقعة الصغيرة، هي أصيلة، ملتقى الفكر والثقافة العربيين، الرابضة على الأطلسي يسكنها وتسكنه، يوم زرناها دلفنا أزقة مدينتها العتيقة، اندهشت عقولنا بما أتيح للناظر من توليفة رائعة بين الناس والفن، انصهر سكانها فناً وألواناً وكلمات، فغزلتهم فنانين وكتابا وشعراء، من عاش على أرضها كان محظوظا، مدرسة مفتوحة لكل الفنون، من سقط رأسه بها وقضى طفولته بين أزقتها لا يعرف من اللعب إلا الألوان، أزقتها جداريات ضخمة يتنافس أرقى فناني العالم في تجسيدها، فحتى موج بحرها يأبى الانسياب على صخوره الملونة، ومنذ صباهم الأول يداعبون الألوان ويتعلمون حديث حكاياتها، فينثرونها جمالا يزين المدينة، وعلى أيادي كبار الفنانين تغمرهم تجارب فنية وفكرية، فكان نسلها فنانين وكتابا وشعراء. هي أصيلة، بدأت حكايتها منذ أن انطلق موسمها الفكري والثقافي العام 1978، وكانت سباقة في المغرب والوطن العربي لتوظيف الفن التشكيلي في عملية تحسين جمالية المدينة عن طريق الصباغة على الجدران، وانطلق في ما بعد “موسم منتدى أصيلة” التي رعت هذه الممارسة على غرار نيويورك وميكسيكو ولوس أنجلوس وباريس، وأضحت هذه الممارسة تقليدا سنويا بمشاركة فنانين مغاربة وعرب وأجانب خارج المحترفات لتتحول أزقة مدينتها القديمة متحفاً عمومياً، ومن حينها صارت تعرض أعمال الفنانين الكبار من زوارها خارج الأروقة والمتاحف، فارتقى التذوق الفني لدى العموم وتقرب الفن من السكان، ألف الصغار النظر لكبار الفنانين يرسمون لوحاتهم في أزقة المدينة أياما وليالي، بل منهم من تمتد يده ليعلن سعادته بالألوان والفن والفنانين، ليكون هناك مستقبلا يشكل جداريته هو أيضا. ومن كل مشارب الدنيا كانت أصيلة حضنا لمختلف الصفوات الفكرية والإبداعية، هذه السنة يشعل شمعته الثانية والثلاثين على شرف استضافة الإمارات بكل مكوناتها الفكرية والإبداعية والثقافية والشعبية، ستكون هناك الإمارات بكل ثقلها الأدبي وقيمتها المعنوية، هذا ما صرح به محمد بن عيسى، الأمين العام لمنتدى أصيلة، لوكالة أنباء الإمارات إن مشاركة الدولة الكبيرة هذا العام في مهرجان أصيلة الثقافي، والمتمثلة في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وشركة مصدر، فرصة رائعة لعرض الإبداع الإمارتي في المنتدى الثقافي الدولي لمهرجان أصيلة لتوضيح الرسالة الثقافية الإمارتية ونشرها بين البلدان العربية، وستشارك أيضا 45 دولة من مختلف أنحاء العالم، ليؤكد أن هذه التظاهرة ساعدت على تعزيز الحوار والتبادل والتضامن الثقافي وشكلت فرصة للإحتفاء بقيم السلام والتسامح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©