الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النساء يتحضرن للفوز وتجاوز نتائج الرجال

النساء يتحضرن للفوز وتجاوز نتائج الرجال
31 مايو 2010 21:12
طلقات رصاص ليست للاحتفال إنما للتنافس في الرماية، تنطلق بصوتها القوي داخل نادي كاراكال للرماية الكائن في نادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي. عنصر الأمان هو الأولوية الأولى في سلم أولويات النادي، حيث تدخل غير مسلّح وتتسلّح بالداخل... تتسلّح بالمعرفة عن مسدس كاراكال «إف» Full، وهو صناعة وطنية إماراتية مئة في المئة حاز على تسجيل 10 براءات اختراع على الصعيد العالمي، فتتعرّف على خصائصه، وعلى الأمان في أسلوب الإمساك به، ويبدأ التصويب والإطلاق على مسافة 25 متراً. هذا هو حال النادي كل أيام الأسبوع، فمنذ إنشائه في العام 2008 وهو يستقطب هواة الرماية الذين تحوّل المواظبون منهم إلى محترفين، ومنهم من باتوا أعضاء في النادي يتمتعون بمميزات، أجملها حيازتهم مسدس كاراكال من الكريستال رمزاً، كونهم أعضاء في نادي كاراكال. حال النادي، يختلف في هذه الأيام، فثمة نشاط ملحوظ، مواطنون ومواطنات، مقيمون ومقيمات يدخلون في مجموعات للتدرّب لأوقات تتجاوز العادي... والسبب هو التحضير للمنافسة المرتقبة في بطولة وزارة شؤون الرئاسة للرماية التي تنظم في دورتها الثانية بعد أن كانت دورتها الأولى قد عقدت في العام 2009. الفتيات متحمسات ويأملن أن يتفوقن على الرجال، ويفيد سعيد علي الشامسي، المدير التنفيذي التجاري لشركة كاراكال الدولية، أن عدد الفتيات اللواتي سيشاركن في البطولة هذا العام ازداد بشكل ملحوظ، فثمة 66 من النساء المشاركات إزاء 245 رجلا، ليصل مجموع المشاركين لبطولة هذا العام التي تقام في يونيو إلى 311 مشاركا، في حين أن المشاركة في العام الماضي سجّلت 145، بينهم 40 امرأة وفتاة و105 رجال. تلقى هواية الرماية اهتماماً واسعاً منذ تأسيس النادي، حيث كانت الرماية في أبوظبي ومسابقاتها تقتصر على مشاركات من جهات رسمية كالقوات المسلحة والشرطة، أما مع إنشاء النادي الخاص المفتوح أمام الجميع، فقد بدأ المدنيون بالإقبال على هذه الرياضة، وشجّعهم تنظيم بطولة وزارة شؤون الرئاسة للرماية التي تقوم على المنافسة الفردية، وإن كان المشاركون مقسّمين إلى مجموعات، ارتأوا أن تنقسم البطولة إلى فئتين، فئة الرجال من جهة، والنساء من جهة ثانية. ولكن هذا لم يمنع من الشعور بالمنافسة بين الرجال والنساء، والمشاركات اللواتي تحدثن إلى «الاتحاد» أكّدن أن عدداً منهنّ تفوقن على الرجال في النتائج النهائية. وتبقى مسألة اعتبار البعض أن هذه الرياضة الذهنية التي تحتاج إلى تركيز، وحتى إلى انفصال عن كل ما يحيط بنا بهدف تحديد الهدف ومدى الرماية وثبات المعصمين في حمل المسدس، هي رياضة ذكورية. وهذا الاعتبار بدأ بالتغير مع إقبال المرأة على هذه الرياضة وإثباتها أن لا فرق بين الجنسين فيها، فهي لا تحتاج إلى جهد جسدي، كبير إنما إلى التركيز والتقدم عبر التدرّب. ويقول المدير الجديد للنادي جيوم جيريي، القادم من خلفية تعلّم وخبرة في فرنسا، تنقل فيها بين القوات المسلحة والشرطة ونوادي الرماية، مدرّباً وإدارياً، أن لا تمييز بين المرأة والرجل في الرماية. غير أنه اعترف أن المرأة تتفوّق على الرجل، حال توافرت لها الأجواء الهادئة التي لا تحيد من تركيزها في الرماية، فيما أثبت الرجال قدراتهم على التكيّف مع اختلاف الظروف. على طريق الاحتراف ثلاث فتيات ضمن فريق يضم ستا من أصل 66 ستشاركن في البطولة، التي تبدأ أيامها في الثالث عشر من يونيو وتختتم في الثالث والعشرين منه، شرحن الأسباب التي دفعت بهنّ إلى الإقبال على الرماية والتدرب عليها بشكل مستمر. من هذه الأسباب هواية الرماية ومنها أيضاً حب الاستطلاع على الرماية، ومن ثم تحوّل هذا الاستطلاع إلى متابعة وصولاً ربما للاحتراف والفوز في البطولات. تقول موزة البلوشي إنها بدأت بالتدرّب على الرماية في نادي كاراكال للرماية الكائن في نادي ضباط القوات المسلحة، منذ نحو العام، وقد علمت عن هذه الرياضة من إعلان وجهته لهنّ إدارة وزارة شؤون الرئاسة عن البطولة الأولى التي تنظمها، فاتفقت مع مجموعة من الفتيات خوض هذه التجربة وهكذا كانت البداية التي شعرت فيها أنها مرتاحة ومتحمسة وتلا التدريب المشاركة في البطولة كما في بطولة مجلس أبوظبي الرياضي التي فازت فيها ضمن فريقها بالمرتبة الثانية. وتقول موزة «حضر أولادي بطولة المجلس وتحمسوا لما أقوم به، وأثبت كما تمكنت الفتيات من إثبات أن هذه الهواية ليست حكراً على الرجال دون النساء من جهة، وبأن المرأة الإماراتية هي امرأة مثابرة ولا ينقصها شيء. وأشارت إلى أن زوجها رافقها عدة مرات إلى النادي وقد أجرت منافسة معه، وتمكنت من الفوز عليه، مؤكدة أنها لم تكن المنافسة حبيّة بينهما إنما جدية تماماً، لأن زوجها شجعها كثيراً حين رأى الأجواء وروحية هذه الرياضة أو الهواية. وتؤكد عائشة الخاطري بدورها أهمية عدم التفرقة بين الرجال والنساء، مشيرة إلى أن الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) قال: «علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل»، دون التفرقة بين الفتيات والصبيان. وعائشة تلقت هي أيضاً دعم الزوج منذ البداية، وهو ساعدها في تعلّم الرماية وتدرّب معها على التصويب والرماية. وحين سألناها من ربح في المنافسة في الرماية بينهما، ضحكت مترددة، ومن ثم أقرّت بأنها هي التي فازت. أما عن علاقتها بهذه الهواية، فتقول «لم نعد نفكّر بهدف الفوز في البطولة بقدر ما أننا نعتبر الرماية رياضة بحدّ ذاتها تريح كثيراً إلى درجة أنني أتوجه للتدريب أحياناً بشكل يومي. وتشير عائشة إلى أن الأهل على عكس الزوج، لم ترقهم الفكرة ولكنهم، في المحصلة، وإن لم يذعنوا فقد فضلوا السكوت. وتقول «لقد تخوّف إخواني من هذا المجال كون هناك مدربين رجالا، مع العلم أن ثمة أيضاً مدربات نساء في النادي. ما يهمّني هو أنني ارتحت لهذه الهواية، وان شاء الله سنحقق مراتب عالية في البطولة القادمة». تشجيع الأهل سمية العريشي، شجّعها أهلها، خصوصاً حين علموا في السابق بمشاركتها في بطولة رمضان.. لا بل أكثر من ذلك فقد أبدوا رغبتهم بمشاركتها في الرماية تشجيعاً لها في البطولة القادمة، وهي ترى أن ليس ثمة ما يعيب في هذه الهواية للمرأة الإماراتية التي أثبتت أنها مقدامة وبوسعها الوصول إلى ما تبغيه. وتتمنى سمية أن تتفوق النساء على الرجال في الرماية في النتائج النهائية، كون بطولة ديوان الرئاسة للرماية قد توزعت في فئتين، فئة الرجال وفئة النساء، ولكن بالوسع المقارنة بين النتائج المتقدمة لأخذ فكرة عمّن يحقق نتائج أعلى بين النساء والرجال. وهي تنظر إلى المنافسة مع الرجال كفرصة لتثبت المرأة فيها أنها ليست ضعيفة كما يشاع أحياناً عنها، وأنها بالفعل قادرة حين تضع هدفاً نصب عينيها أن تحققه وتصل إليه. وترى سمية أن التدريب على الرماية كفيل بصقل تقنيات المتنافسين وبكفالة تقدمهم. وعن الرماية، تقول إنها ترفّه عن النفس، وأكثر من ذلك تفرغ الشحنات السلبية عند المرء. وتتحضّر الفتيات بكل جدية للبطولة، ويتدربن يوميا لمدة ساعة أو أكثر في نادي كراكال، ومن أجل التدرّب على أجواء المنافسة والتوتر الذي يسود عامة أجواء البطولات، يقمن تنافساً فيما بينهنّ في المجموعة. حظ للمبتدئين أما ماذا يتوقع المشاركون من فوزهم في البطولة، فوزارة شؤون الرئاسة لم تعلن عن جوائز الفائزين بعد، غير أنه من المؤكد، كما يقول سعيد علي الشامسي، أن الفائزين الأوائل سيحصلون على مسدس كاراكال F، المستخدم في الرماية. ويضيف أن المسدس يكون باسم الفائز غير أنه لا يأخذه معه إلى منزله، بل يبقى في النادي له كي يستعمله ساعة يشاء. ويفيد الشامسي أنه كما النادي مفتوح لكل الجمهور ابتداء من سن الثامنة عشرة، ومع وجود الأهل من سن الرابعة عشرة حتى السابعة عشرة، كذلك هي بطولة وزارة شؤون الرئاسة للرماية، حتى أن هناك حظا للمبتدئين، فبمجرد أن يكون المرء قد تلقى التعليمات والشروحات اللازمة عن أسلوب الرماية الصحيح، وجرّب لمرة واحدة فقط، بوسعه المشاركة. ففي النهاية، النتائج هي التي تحكم على مدى براعة الأشخاص في الرماية... ويبقى أن ثمة حظاً يسمى بحظ المبتدئين، قد يصل فيها مبتدئ هاو إلى تحقيق نتائج عالية. ويضيف الشامسي «اعتقد البعض في البداية أن النادي مخصص للضباط كون موقعه في نادي ضباط القوات المسلحة، ولكن نادي الضباط مفتوح أمام الجميع. وصحيح أن للضباط فيه مميزات تختلف عن الأعضاء المدنيين، ولكن هذا لا يعني أنه غير مفتوح أمام الجميع. فالرماية رياضة رائجة عالمياً وتقام فيها بطولات عربية وعالمية حول العالم، وفوائدها كثيرة، ولا يعني الحديث عن الرماية حروب ومشاكل». ويشير الشامسي، إلى أن وزارة شؤون الرئاسة منظّمة البطولة، فضّلت تقسيم البطولة إلى فئتين، فئة الرجال وفئة النساء، ومع أن المنافسة فردية، فهي تقوم كتقسيم في مراحلها على برنامج بناء فريق. ومن أجل توفير التدريب اللازم للمشاركين وإتاحة فرص متساوية لهم، خصصت الوزارة لكل مشارك 50 رصاصة للتدرّب على الرماية، ومن يريد أن يتدرّب أكثر يقوم بذلك شخصياً في النادي. فقسّم المشاركون إلى فرق يضم كل فريق 6 أشخاص وتؤلف كل 6 فرق مجموعة. وخصصت أيام محددة لتدريب النساء وأيام أخرى محددة لتدريب الرجال». أما عن البطولة نفسها، والتي تبدأ في 13 يونيو في النادي، فثمة معايير محددة ومعروفة يتبعها المحكّمون الذين يدرسون الإصابات على الهدف من دون أن يعرفوا أسماء المشاركين حيث ستوضع أرقام على أوراق التهديف. ويخصص لكل رام 15 طلقة رصاص، في 15 دقيقة، أول خمس رصاصات تعتبر للتحمية فيما تحتسب الطلقات العشر المتبقية. ولا تحتسب الرصاصات الخمس الأولى وإن كانت نتيجتها أفضل، فهذا هو القانون المتبع. أما التصفية فتتم عبر اختيار أفضل 24 امرأة من بين النساء المشاركات الـ 66، وأول 54 رجلا من بين الـ 245 المشاركين، وفي المرحلة نصف النهائية يتم اختيار أفضل 12 امرأة وأول 12 رجلا، وصولاً إلى النهائيات. لا مقارنة رسمية تتم بين نتائج النساء ونتائج الرجل، غير أن بعض الفتيات متحمسات وشبه متأكدات أنهن سيتفوقن ضمنياً على الرجال. فالمرأة تضع دائماً نفسها في المنافسة في سبيل إثبات قدراتها التي لطالما تم إجحافها عن قصد أو غير قصد!
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©