الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

سجن مهجور للمافيا يتحول إلى جنة للحمير البيض

31 مايو 2010 18:36
بعدما كانت لغاية لعام 1998، سجناً لرجال المافيا، تحولت "أزينارا" -وهي جزيرة منسية في شمال شرق سردينيا- إلى منتزه وطني يشكل جنة للحمير البيضاء، وهو جنس فريد في أوروبا. تعيش هذه الحيوانات التي يعود لونها الغريب إلى طبيعتها المهقاء أو الألبينية، في مجموعات صغيرة في براري الجزيرة التي تبلغ مساحتها 52 كيلو متراً مربعاً. باستثناء ذلك، لا نجد هذه الحمير سوى في بضع جزر صغيرة قبالة شواطئ إفريقيا الشمالية. وتقول الأسطورة إن أحد الملوك الفرنسيين، وفي طريق عودته إلى بلاده، آتياً من إفريقيا، ترك على الجزيرة الإيطالية بعض نماذج من تلك الحمير. في حديث إلى وكالة "فرانس برس"، يشرح "بييرباولو كونجياتو"، المهندس التقني في منتزه "أزينارا" الوطني، "ثمة سبعة أجناس من الحمير في إيطاليا، اثنان منها في "أزينارا"، المنطقة الوحيدة التي تؤوي حميراً بيضاء؛ وهو أمر يعتبر إرثاً وطنياً لا يثمن". يتقاسم الجزيرة نوعان من الحمير: الرمادية ويبلغ عددها 250 حماراً، وهي تأهل الجزء الشمالي من الجزيرة، أما البيضاء والتي يصل عددها إلى 150 فتعيش في الجنوب. في مناطق الوسط، نجد "العائلات المختلطة". على طول الممرات الضيقة، يلتقي الزائرون، الذين يرافقهم دائماً دليل سياحي، بهذه الحيوانات الاستثنائية والتي تعتبر "أكثر حساسية" من أنسبائها ذات الوبر الرمادي. وبعض هذه الحمير البيضاء "يعاني من اكتئاب نفسي وجسدي، بسبب عدم التوازن بين الذكور والإناث"، إذ أن الكثير من الذكور وعددها أكبر، لا يجدون شريكة، على ما لفت "بييرباولو كونجياتو". عدد من الحمير التي تتم مصادفتها على هذه الطرقات، مشوهة إلى الآذان. وتلك الآثار ما هي إلا ما خلفته اشتباكات بين هذه الحمير التي تبدو مسالمة، للفوز بقلب أنثى حمار. تتمتع سواحل الجزيرة بطبيعة قاحلة وبرية حيث تنمو نباتات "الفربيون" وشجيرات المستكة، من بينها أنواع نادرة. في إحدى الطرقات الفرعية، يقع الزائر على بعض الآثار الرومانية، التي تمر بينها من حين إلى آخر بعض الماعز والخراف البرية. في أزينارا مقيم واحد: حارس السجن القديم. عندما أقفل مركز الاعتقال ذاك، قرر البقاء في الجزيرة والتفرغ للنحت. لكن الفنان، الذي يعتبر كاتم أسرار المعتقلين السابقين (من بينهم زعيم المافيا السابق في صقلية توتو ريينا)، يرفض التحدث إلى وسائل الإعلام. خلال الثمانينيات، أمضى القاضيان "جوفاني فالكونيه" و"باولو بورسيلينو" بضعة أشهر في الجزيرة تحضيراً لقضية باليرمو الكبرى (1986 - 1987) التي شملت نحو مئة من رجال المافيا. انتهى القاضيان مقتولين في العام 1992 على يد المافيا. إلى جانب الحمير، تضم جزيرة "أزينارا" "مركزاً لتأهيل" سلاحف البحر. في كل عام، يتم الاهتمام بحوالي عشر سلاحف أصيبت خلال عمليات صيد في غالب الأحيان. وتقوم بالمهمة عالمة الأحياء "جيوليانا أتسوري"، تحت إشراف "لاورا بيريدو". وتوضح "جوليانا"، من أمام أحد الأحواض حيث تبطبط السلحفاة غرين، "حالياً نستضيف أربعة نزلاء: "أنيتا وآنا وبولي وغرين". شأنهم في ذلك السياح تتوجه "جوليانا ولاورا" وبقية موظفي المنتزه الوطني يومياً إلى الجزيرة على متن عبارة تربط "أزينارا" ببلدة "بورتو توريس" التي تتبع لها الجزيرة الصغيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©