الأندية الأوروبية ترفع شعار التحدي لـ خطف النجوم

تموج ساحة كرة القدم العالمية على امتداد أكثر من شهرين بحروب كلامية بين أطراف عدة فيما يتعلق بصفقات انتقال نجوم الكرة الكبار، وارتفعت حدة اللهجة التي يتحدث بها بعض رؤساء الأندية والمدربين، ووصلت إلى حد التجريح، وكان أبرز نجوم الحرب الكلامية هو السير اليكس فيرجسون المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي، والذي لم يعجبه أن يعرض رامون كالديرون رئيس نادي ريال مدريد الإسباني مبلغ مائة مليون يورو للحصول على خدمات النجم البرتغالي المتألق كريستيانو رونالدو برغم رغبة اللاعب الحقيقية والمعلنة في الانتقال إلى النادي الملكي الإسباني لبدء تجربة جديدة ومرحلة مختلفة في مشواره الكروي مع فريق عريق مثل الريال، وقبل ذلك التعرف إلى مدرسة كروية أخرى في اللعب والتدريب قد يكون النجم البرتغالي في حاجة إليها· وفي المقابل، أثار تمسك فيرجسون بلاعبه البرتغالي استياء الكثيرين وفي مقدمتهم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر الذي طالب في أكثر من موضع بتحرير اللاعبين وتلبية رغباتهم، وتعاطف تماماً مع كريستيانو رونالدو، بل ووصف بلاتر القيود التي تضعها الأندية على انتقالات لاعبيها بأنها غير مقبولة، ومعروف أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم لا يخفي ميله الشديد نحو تغليب مصلحة اللاعبين على الأندية مثلما فعل ذلك أيضاً عندما أثيرت قضية مشاركة اللاعبين الدوليين الذين تقل أعمارهم عن 23 عاماً مع منتخبات بلدانهم في دورة بكين الأولمبية التي تنطلق في الثامن من شهر أغسطس المقبل· تهدئة تكتيكية إذا كان رامون كالديرون رئيس نادي ريال مدريد قد التزم مؤخراً بتهدئة اللعب فيما يتعلق بموضوع كريستيانو رونالدو، فإنه في الوقت نفسه ثار بشدة عندما تحدث البعض عن شائعة ترددت أخيراً بشأن انتقال اللاعب الكاميروني صامويل إيتو إلى صفوف النادي الملكي الإسباني، وهو الذي كان بينه وبين جماهير الريال وإدارته ''حروب كلامية'' بسبب سخريته من الجماهير المدريدية عندما فاز مع ناديه برشلونة منذ عامين بالدوري الإسباني عندما استهان بجماهير الريال من خلال أغنية رددها بعد الفوز بالدوري، ولكن رئيس الريال لم يتطرق إلى هذا الأمر كسبب لرفض إيتو واكتفى بالقول إن كم الخلافات بين الناديين الغريمين يحول دون انتقال إيتو إلى الريال مثلما يمنع انتقال البرازيلي روبينيو من الريال إلى البارسا· خطط بديلة كان تعنت السير أليكس فيرجسون وتمسكه الشديد بلاعبه البرتغالي كريستيانو رونالدو قد دفع نادي ريال مدريد ورئيسه إلى البحث عن خطط بديلة لتدعيم صفوفه خلال فترة الانتقالات الصيفية والممتدة حتى 31 أغسطس المقبل، ففتح ريال مدريد خطاً ساخناً مع فالينسيا الإسباني في محاولة لإغراء نجمه الهداف دفيد فيا الذي لم يتجاوز السابعة والعشرين من عمره باللعب للريال، مبدياً استعداده لدفع أربعين مليون يورو ثمناً له في ظل ما يمر به نادي فالينسيا من أزمة مالية قد تدفعه إلى الاستغناء عن نجمه ونجم منتخب إسبانيا وهداف بطولة كأس الأمم الأوروبية الأخيرة يورو 2008 (ديفيد فيا)، الذي تقول عنه صحيفة ''ليكيب'' الفرنسية إنه مهاجم متميز وورقة رابحة لأي فريق يلعب له وإنه تعلم الكثير من المغامرة الفاشلة في مونديال 2006 ثم من المغامرة الناجحة في يورو 2008 التي أحرز منتخب إسبانيا كأسها فازدادت فاعليته أمام المرمى· وأضافت الصحيفة أن فيا مثله مثل جميع الهدافين المهرة يجيد التسجيل من زوايا صعبة بل مستحيلة أحياناً ووجوده في صفوف ريال مدريد (لو انتقل إليه) سيصنع فارقاً كبيراً وقد يسمح للنادي الملكي بالمنافسة بقوة على لقب دوري الأبطال الأوروبي والفوز به، ولأن دفيد فيا يجيد التسديد بكلتا قدميه فإنه بخلاف أهدافه من داخل الصندوق يملك مهارة التسديد من الخارج سواء من الوضع الثابت أو المتحرك· واعتبرت الصحيفة دفيد فيا البديل الأكثر فاعلية في حالة صعوبة الحصول على خدمات كريستيانو رونالدو، ودفيد فيا الذي لعب 35 مباراة دولية مع منتخب إسبانيا سجل خلالها 18 هدفاً كان قد سجل هذا العدد نفسه من الأهداف في الدوري الإسباني موسم 2007/2008 من الـ28 مباراة التي لعبها· تناقض كبير ورغم الشائعات الكثيرة واستمرار الحرب الكلامية بين إدارات الأندية والمديرين الفنيين للفرق الأوروبية، فإن التناقض يبدو السمة البارزة لتصريحاتهم إذ إنه في الوقت الذي يصر فيه فيرجسون على عدم التفكير في الاستغناء عن كريستيانو رونالدو وبأي ثمن، فإنه يسعى في الوقت نفسه للحصول على خدمات اللاعب البلغاري ديميتار برباتوف هداف توتنهام مما دفع توتنهام إلى طلب مبلغ تعجيزي (30 مليون جنيه استرليني)، الأمر الذي جعل فيرجسون يصب جام غضه على مسؤولي هذا الفريق ويصفهم بـ''مجموعة منافقين''، ووصل العناد بمسؤولي توتنهام إلى حد إبداء استعدادهم لترك برباتوف لأحد الفرق الإسبانية مثل برشلونة أو أحد الفرق الإيطالية مثل ميلان مقابل 25 مليون جنيه استرليني فقط· عودة رونالدينهو الوحيد خلال الفترة الأخيرة الذي تمت صفقة انتقاله في هدوء، هو الساحر البرازيلي رونالدينهو الذي كان نادي برشلونة قد أعطاه الضوء الأخضر للرحيل منذ فترة طويلة، فتعاقد معه نادي ''ايه· سي·'' ميلان الإيطالي والأهم من ذلك أنه سمح له باللعب مع منتخب بلاده الأولمبي في دوره بكين، وبالفعل سافر رونالدينهو إلى سنغافورة، حيث معسكر منتخب السامبا للإعداد لبكين قبل انطلاق دورة كرة القدم بها، والحالة النفسية الجيدة لرونالدينهو انعكست على حالته البدنية والفنية في معسكر المنتخب بدرجة جعلته يؤكد أنه سيعود رونالدينهو الذي يعرفه الجميع بمجرد عودته من بكين· حرب نفسية على جانب آخر، لم يسلم البرازيلي لويس فيليب سكولاري المدير الفني لفريق تشيلسي الإنجليزي من ''الحرب الكلامية'' للاسكتلندي العجوز السير اليكس فيرجسون الذي يبدو أنه يجيد ممارسة ''الضغوط النفسية'' على خصومه ومنافسيه، حيث كان قد أبدى سخريته من فريق تشيلسي ولاعبيه الذين وصفهم بأنهم كبار السن ولا يمكنهم أن يفوزوا بدوري الموسم الجديد، وفي مواجهة هجوم فيرجسون كان سكولاري في غاية الهدوء وتجنب الانزلاق إلى تصريحات غير مسؤولة، حيث اكتفى بالقول إن فرنك لامبارد نجم خط وسط الفريق والذي ترددت شائعات بشأن رحيله باق مع الفريق؛ لأنه لاعب مهم جداً· ورغم توقف ريال مدريد قليلاً عن ملاحقة تشيلسي فيما يتعلق بمحاولة الحصول على خدمات كريستيانو رونالدو، فإن النادي الإنجليزي من جانبه لم يكف عن ملاحقة البرازيلي روبينيو للتعاقد معه رغم قيام ناديه ريال مدريد بمد عقده لخمس سنوات جديدة براتب جديد يصل إلى ضعف ما يحصل عليه حالياً (3 ملايين يورو بدلاً من 1,5 مليون يورو)· عقد دائم لتيفيز ولأن نادي مانشستر يونايتد ومديره الفني اليكس فيرجسون هما بطلا مسلسل الصفقات الصيفية الساخنة، فإن النادي الإنجليزي يسعى إلى اللعب في المضمون بالاطمئنان على بقاء نجمه الأرجنتيني كارلوس تيفيز الذي كان مانشستر يونايتد قد استعاره من فريق ويستهام الإنجليزي في الموسم الماضي مقابل 12 مليون يورو، ويتردد بالفعل أن مانشستر توصل إلى توقيع نجمه الأرجنتيني على عقد دائم وليس إعارة مقابل 44 مليون يورو، ولمدة خمس سنوات قادمة· وطالما أن يوم 31 أغسطس آخر موعد لعقد الصفقات الصيفية - لم يأت بعد، فعلينا أن نتوقع الكثير من ''المعارك'' و''الحروب الكلامية'' و''المناورات''، إلى أن تستقر أحوال الأندية الكبرى خاصة مانشستر يونايتد وتشيلسي الإنجليزيين وريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين وهي الأندية التي تتصارع بقوة وبصفة شبه دائمة على الفوز بدوري الأبطال الأوروبي أهم وأكبر بطولة كروية أوروبية، ولا عزاء للأندية الأكثر فقراً والأقل إمكانات·