بلدية مدينة أبوظبي تنفذ مشروع الخريطة الأساسية لتحديث قاعدة البيانات المكانية للإمارة

شرعت بلدية مدينة أبوظبي بتنفيذ مشروع الخريطة الأساسية بغرض تحديث قاعدة البيانات المكانية لإمارة أبوظبي وتفعيل دور خريطة الأساس من خلال تأمين المعلومات الضرورية التي تسهم في دعم اتخاذ القرارات العملية الصحيحة في كل مشاريع التنمية والبنية التحتية في إمارة أبوظبي. يأتي ذلك في إطار خطة متكاملة للارتقاء بالخدمات البلدية تستند إلى الجودة وتتسم بعدم التضارب والتداخل وتطبيق أفضل الممارسات العالمية وتلبي متطلبات وتطلعات عملائها بكل شرائحهم المختلفة، ومن بينهم الأفراد والمقاولون والشركاء الاستراتيجيون، وصولاً إلى خدمة المجتمع برمته، تتحقق من خلالها سياسة البلدية واستراتيجيتها التي تستهدف العملاء والاستمرار بتطوير وتحسين الخدمات المقدمة لهم. ويجري بالتزامن مع تنفيذ المشروع استحداث آلية داخلية للإجراءات بغرض ضمان واستدامة التحديث المستمر للخريطة الأساسية لإمارة أبوظبي من خلال المعاملات اليومية حيث تتضمن ربطاً إلكترونياً بين إدارتي تراخيص المباني والبيانات المكانية في البلدية بهدف تسهيل الإجراءات فيما يتعلق بمشاريع البناء والبنى التحتية، وذلك في إطار حرص البلدية على مواكبة ودعم متطلبات التنمية الشاملة التي تشهدها إمارة أبوظبي في كل المجالات وما يترتب على ذلك من استحقاقات لتلبية حركة النمو والتطور المضطردة والتي تشمل المشاريع العمرانية والسياحية والمرافق الخدمية. وأكد المهندس صلاح عوض السراج المدير التنفيذي لقطاع تخطيط المدن بالإنابة أن الآلية الجديدة لتحديث الخريطة الأساسية ستُحدث نقلة نوعية في تنظيم علاقة البلدية مع الشركاء مثل المقاولين والاستشاريين وكل الشركاء الأساسيين فيما يتعلق بتنفيذ مشاريع البنية التحتية المستقبلية المختلفة، بهدف التأكد من أن تنفيذ مشاريع خطوط الخدمات والطرق تتم وفقاً للمخططات المعتمدة، إضافة إلى تحديث قواعد البيانات المكانية بالبيانات التي يتم جمعها بعد التنفيذ والتي تتطابق مع الواقع المنفذ فعلياً (As Built Survey). وأشار إلى أن المشروع يوفر بنية معلوماتية تحتية هدفها إسناد جميع المشروعات ودعم رؤية أصحاب القرار في اتخاذ واعتماد التوجهات المستندة على قراءة علمية مبرمجة تساعدهم في مراحل التصميم والتنفيذ وكذلك عمليات الصيانة اللاحقة، ويتمتع المشروع بعدة مزايا أهمها أنه يوفر تغطية جغرافية شاملة، إضافة إلى الدقة المكانية للبيانات ويتمتع بالتحديث المستمر للبيانات واتساع المعلومات من حيث الوصف المكاني. ولفت إلى أن هذا المشروع يأتي استكمالاً لمشروع خريطة الأساس الذي يجري تنفيذه حالياً مما يحدث نقلة في الخدمات التي تقدمها البلدية لعملائها عموماً وعلى جميع مستويات القطاعات الهندسية والخدمية، وهو من المشاريع الاستراتيجية للبنى التحتية الشاملة ويكون نواة الانطلاق لأي مشروع يتعلق بالتصميم والتطوير والتخطيط ويخدم جميع القطاعات بالبلدية وخارجها ويمثل حاجة ملحة للتطوير وتطبيق الخطط التنموية المستقبلية. وقال إن العمليات الرئيسية تبدأ من تخطيط استراتيجي إلى تخطيط تصميمي ومن ثم تنفيذي ومن دون وجود مثل هذه المعلومات الجغرافية الحديثة لا يمكن بأي حال من الأحوال الوصول إلى نتائج مدروسة ومضمونة النتائج ومن هنا تأتي أهمية مشروع خريطة الأساس، وتمثل المعلومات الجغرافية أهمية خاصة كونها تشكل أكثر من 80% من المعلومات التي تخص الخدمات الخارجية والحكومية التي تتمتع بدلالة مكانية كون الموقع هو الرابط الرئيسي لأي مخطط أو مشروع. من جهته، أوضح المهندس يوسف المرزوقي مدير إدارة البيانات المكانية إنه مع دخول النظام الجديد حيز التنفيذ فإنه يتعين على المقاولين والاستشاريين تقديم مخططات مشاريعهم المعتمدة لإدارة البيانات المكانية للحصول على خطاب عدم الممانعة ومتابعة تنفيذ المشروع خلال جميع المراحل ويتمثل ذلك في مراجعة علامات خطوط الخدمات والتأكد من مطابقتها للمخططات المعتمدة ومطابقتها للمعايير والمواصفات المعتمدة لدى البلدية بعد التنفيذ والإنجاز. وأضاف أن الالتزام بهذه الإجراءات يؤدي إلى تحديث قاعدة البيانات المكانية والخريطة الأساسية بطريقة آلية، ما يوفر ملايين الدراهم سنوياً من ميزانية البلدية والتي كانت تذهب في السابق كقيمة لمشاريع تحديث الخريطة الأساسية، إضافة إلى أنها تختصر العديد من الإجراءات والمتطلبات المادية وذلك بتلافي الأخطاء التي كانت تحدث سابقاً بسبب تنفيذ مشاريع البنية التحتية والخدمات. ويشمل مشروع خريطة الأساس عناصر رئيسية تتمثل بالخرائط الأساسية الرقمية والتي تعتبر العنصر الرئيسي بالمشروع وتمثل أكثر من 70% من حجم وكلفة الأعمال وذلك من خلال إنشاء شبكة نقاط الضبط الأرضية على مستوى الإقليم طبقاً لنظام المرجع الأفقي والعمودي، إضافة إلى التصوير الجوي وإنتاج خرائط الصور الجوية المصححة وإنتاج الخرائط الأساسية الرقمية الحديثة بالدقة المطلوبة والتي ستغطي احتياجات بلدية مدينة أبوظبي من الخرائط الأساسية وتشكل الأسٍاس لقاعدة البيانات الضرورية لدعم جميع مشاريع التطوير والتنمية العمرانية والبيئية في إمارة أبوظبي حاليا ومستقبلاً.