القضايا الزراعية تعوق تقدم مفاوضات التجارة العالمية

تواصلت محاولات مفاوضو الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية أمس لانقاذ اتفاق التجارة العالمية، فيما ازدادت الخلافات بين الدول المشاركة بسبب اجراءات مقترحة تهدف لمساعدة دول نامية على حماية مزارعيها في مواجهة تحرير الأسواق· وقال كيث راكويل المتحدث باسم منظمة التجارة العالمية أمس: إن الوضع ''بالغ التوتر'' في المفاوضات التي تجرى في منظمة التجارة العالمية في جنيف، وان مفاوضي اكبر سبعة بلدان تجارية سيبدأون على الفور اجتماعا لحلحلة العقد· ورفض مسؤولون تلميحات من الصحفيين بأن المحادثات توشك على الانهيار وقالوا إنهم سيحاولون التوصل لسبل الخروج من الازمة، وقالت الممثلة التجارية الاميركية سوزان شواب وهي تغادر مقر منظمة التجارة العالمية مساء أمس الأول: ''مازلنا نعمل''· وتعثرت المحادثات أمس الأول نتيجة خلاف بين الولايات المتحدة وكل من الصين والهند بشأن فتح أسواقهما سريعة النمو وبصفة خاصة فيما يخص المنتجات الزراعية· ورفض المفاوضون تقديم أي تنازلات بشأن ''آلية حماية خاصة'' تسمح للدول الفقيرة بحماية مزارعيها في مواجهة أي زيادة في الواردات من المنتجات الزراعية مثل الأرز، كما يضع الاقتراح دولا نامية مصدرة للمنتجات الزراعية مثل كوستاريكا وباراجواي وأوروجواي في مواجهة مع دول فقيرة اخرى· وقال راكويل في تصريحات صحافية: إن ''الوضع بالغ التوتر، والتوازن بالغ الهشاشة والنتيجة ما زالت بعيدة''، وأضاف: أن ''وزراء مجموعة السبع (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والصين والهند والبرازيل واستراليا واليابان) سيجتمعون في وقت قريب، وتمحورت المشكلة في الساعات الاثنتي عشرة الاخيرة حول مسألة آلية بند الحماية''· واوضح المتحدث ان بضعة اقتراحات قد طرحت تمهيدا لحل المشكلة لكن ايا منها لم ينجح بعد على ما يبدو، وقال مصدر دبلوماسي هندي: إن المفاوضين يحاولون الاتفاق على صيغة تتيح حل مسألة بند الحماية لكن مواقف الولايات المتحدة والهند ما زالت متباعدة· وكان الوزير الهندي كمال ناث قد قال: إن المفاوضين يســتعدون لـ ''ليلة طويلة''، وأن على البلدان النامية ''حماية نفسها من دخول منتجات مدعومة'' الى أسواقها، واضاف المصدر الهندي ان المدير العام لمنظمة التجارة العالمية باسكال لامي قدم اقتراح تسوية رفضته الولايات المتحدة· واوضح ناث: ''نريد شيئا يكون بسيطا وقابلا للتطبيق والورقة التي طرحها باسكال لامي لا تبدد هذه الهواجس· والذين لا يقبلونها عليهم ان يقولوا لماذا''، وكان قد أشار في تصريح صحافي سابق الى ''اننا لسنا في مأزق· ولو كنا في مأزق لما كنت هنا انما في غرفتي في الفندق''· وتختلف على مسألة بند الحماية كبرى البلدان الناشئة كالهند التي تريد العمل به من عتبة متدنية جدا لرفع الواردات الزراعية او خفض اسعار هذه المنتجات، مع البلدان المصدرة التي تتخوف من ان يتحول اداة حمائية· من جهتها، وصفت المفوضة الاوروبية للزراعة ماريان فيشر بول المفاوضات التي تجرى منذ 21 يوليو الجاري في مقر منظمة التجارة العالمية في جنيف بأنها ''شديدة التعقيد''، وقال المفوض الاوروبي للتجارة بيتر مندلسون للصحافيين لدى مغادرته مقر منظمة التجارة العالمية: إن ''العملية بدأت وستستمر''· وبشكل منفصل طالبت تسع من دول الاتحاد الاوروبي اي ثلث الدول الاعضاء بحصول الكتلة على شروط افضل مما زاد من المخاوف بشأن انهيار اتفاق كان بمثابة تجميع لتنازلات استخلصت بشق الانفس أنقذت المفاوضات في الاسبوع الماضي· ويجتمع كبار المسؤولين التجاريين من حوالي 30 دولة رئيسية عضو في منظمة التجارة العالمية في جنيف منذ يوم الاثنين الماضي لمحاولة الاتفاق على مجموعة من الشروط لخفض الدعم الزراعي والتعريفة على السلع الزراعية والسلعة المصنعة وهي تمثل جوهر جولة الدوحة من محادثات التجارة العالمية· ودشنت مفاوضات رامية للتوصل لاتفاق يقلص القيود على الواردات في عام 2001 بعد فترة قصيرة من هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة على أمل دعم الاقتصاد العالمي ومساعدة الدول الفقيرة·