السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«بلاكبيري» تعول على خطط «تشن» لاستعادة مجدها في عالم الهواتف والبرامج الآمنة

«بلاكبيري» تعول على خطط «تشن» لاستعادة مجدها في عالم الهواتف والبرامج الآمنة
11 ابريل 2014 22:59
قام جون إس تشن منذ توليه رئاسة مجلس إدارة شركة «بلاكبيري» ورئاستها التنفيذية في نوفمبر الماضي، بتعديل وظائف الشركة التنفيذية والتعجيل بتسريح عاملين وتعهيد أعمال تطوير بعض الهواتف وتقليص النفقات وبيع أصول عقارية. والآن يكثف تشن اهتمامه بمستقبل شركته المتأزمة والتي سيقل كثيراً دور هواتفها الذكية التي حظيت سابقاً بقبول ساحق. والآن يطمح إلى تحويل اهتمام بلاكبيري نحو نشاط البرمجيات والخدمات الأقل نطاقاً. ومن المنتظر لشركة «بلاكبيري»، وفق خطة تشن، أن تصبح مورداً مهماً للبرمجيات والخدمات التي تساعد الشركات والوكالات الحكومية على إدارة استخدام الموظفين للهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب اللوحية (تابليت)، بما يشمل آي فون وآي باد وأجهزة أخرى تعمل على نظام تشغيل ويندوز فون من «مايكروسوفت» ونظام تشغيل أندرويد من «جوجل». وتلك الخدمات والبرمجيات من شأنها أيضاً إدارة وحماية البيانات المنقولة من تلك الأجهزة وإليها. ورغم استمرار تشن في مساعيه إلى تطوير وتجديد خدمة رسائل «بلاكبيري» اللحظية (بي بي إم)، التي شاع استخدامها في السابق واستمرار الشركة في بيع الهواتف رغم انهيار هذا النشاط في السوق الأميركية المهمة، فإن اهتمامه بسوق كانت «بلاكبيري» هي التي اخترعتها في الأصل متمثلة في الإدارة الآمنة لأجهزة المحمول وبياناتها. أعطى بعض المحللين الأمل في إمكانية تعافي الشركة الكندية. وقال باتريك مورهيد كبير محللي «مور انسايتس اند ستراتيجي» في أوستن تكساس: «هذا من أهم الأهداف الواقعية التي وضعتها الشركة نصب عينيها، فإن قدر لـ «بلاكبيري» التعافي، فإن هذه هي أفضل فرصة لها». وازداد وضع «بلاكبيري» الخطير تدهوراً في أواخر مارس الماضي، حين كشف تشن عن صافي خسارة الفترة الربعية الرابعة الذي بلغ 423 مليون دولار ليبلغ إجمالي خسارة سنة الشركة المالية 5.9 مليار دولار. كما هبطت عائدات الشركة الربعية إلى 976 مليون دولار بانخفاض نسبته 64% مقارنة بذات الفترة من عام سابق، وانخفضت العائدات السنوية بنسبة 38% إلى 6.8 مليار دولار. وبلغ إنفاق تشغيل «بلاكبيري» النقدي خلال الفترة الربعية 553 مليون دولار ليتقلص احتياطيها إلى 2.7 مليار دولار فقط. إدارة أمن المحمول ليس تشن الوحيد الذي يكتشف إمكانية وجدوى مجال إدارة أمن المحمول. فشركات مثل «آي بي إم» و«سايتريكس» و«في إم وير» و«أوراكل» ضمن شركات أخرى استحوذت مؤخراً على شركات في حقل مزدحم بالفعل بشركات بادئة. وحين كان تشن يعمل في شركة البرمجيات الألمانية «ساب» قام بتطوير منتجات برمجيات مماثلة. وقال تشن في إحدى المقابلات، إن البداية التي تشرف «بلاكبيري» على خوضها بجانب تغيرات أخرى بالشركة تمثل فرصة سانحة للشركة. وقال تشن: «كنا في السابق شركة قيمتها 20 مليار دولار، وليس من المستبعد أن نستعيد قوتنا وتفوقنا السابق، ربما يبدو هذا مستغرباً لكم الآن، ولكن كل شيء ممكن». وتعتبر خطّة تشن نوعاً من العودة إلى جذور الشركة. ذلك أن نجاح «بلاكبيري» الأول يقال، جدلاً، إنه نبع من البرمجيات والخدمات التي كانت أهميتها خافية عن المستخدمين، ولكن كانت ذات أهمية كبرى لأقسام تكنولوجيا معلومات الشركات والحكومات. وحين كان أمن الرسائل الإلكترونية محل قلق دائم للشركات، قامت «بلاكبيري» بتخفيف بواعث القلق من بريد المحمول الإلكتروني الأقل أمناً، من خلال شبكتها العالمية للرسائل المنقولة بأمان. وكان ذلك مصحوباً بظهور برمجية «بلاكبيري» لخدمات الشركات التي أتاحت للشركات والحكومات تقييد ما يمكن للموظفين عمله بهواتفهم «بلاكبيري»، من خلال التجسس على كيفية استخدام الهواتف إذا اقتضى الأمر وإغلاق الهواتف عن طريق التحكم عند بعد. وكانت أسعار تلك المنظومة مرتفعة، حيث كان على المستخدمين دفع رسوم شهرية لكل جهاز «بلاكبيري»، بالإضافة إلى رسوم خدمة الإسناد الفني. ولكنها بلغت مستوى عالياً من الأمن لدرجة أنها كانت أحياناً مثاراً للتوتر بين «بلاكبيري» والدول الراغبة في رقابة اتصالات سكانها والمقيمين فيها. المنافسة الشرسة وحتى العام الماضي، لم يكن لبرمجية «بلاكبيري» استخدام في آي فون والهواتف المستخدمة لبرمجية أندرويد من «جوجل» التي سرعان ما حلت محل هواتف «بلاكبيري» في أماكن العمل. وتم حينئذ ملء الشاغر من قبل شركات خاصة صغيرة نسبياً مثل «جود تكنولوجي» و«إس أو تي آي» و«موبايل آيرن» و«ايرووتش» التي استحوذت عليها في فبراير شركة «في إم وير» إحدى كبريات شركات البرمجيات مقابل 1.18 مليار دولار. كما أن الشركات المستجدة كانت أيضاً أسرع من «بلاكبيري» في تطوير برمجيات تعالج أنشطة هواتف محمولة غير البريد الإلكتروني وتصفح الشبكة. وقامت «بلاكبيري» مؤخراً بتحديث برمجيتها الإدارية، لتشمل خصائص إضافية لهواتف آبل وأندرويد، ولتعمل أيضاً على ويندوز فون. وفي الوقت ذاته لا يزال العديد من الشركات الكبرى يستخدم خوادم شركات «بلاكبيري» ليعمل مع العدد المتناقص من هواتف «بلاكبيري» التي يستخدمها موظفوها. وقال تشن: «هناك فرصة هائلة جداً وسوف يكون لدى الكثير لأبني عليه لفترة طويلة». وقال جاك إي جولد من مؤسسة «جي جولد اسوشيتس»، مثله مثل عدد من المحللين، إنه متفائل بحذر من استراتيجية تشن. وقال: «هذا بالتأكيد ليس إنجازاً واعداً وفريداً لـ «بلاكبيري»، ولكنه ربما يكون أفضل طريق للحصول على عائدات في الأجل القصير». وإن نجح تشن مع «بلاكبيري»، فإنها لن تكون الشركة الأولى التي يعيدها تشن من أزمة كبرى. فحين التحق تشن بشركة سايبيس، المتخصصة في إصدار قواعد البيانات عام 1998، كان الكثير من الخبراء يعتقدون أن الشركة آنذاك حالة ميؤوس منها. وبعد تعديل إدارتها وعملياتها، حول تشن تلك الشركة إلى إحدى أولى الشركات التي تقدم برمجيات المحمول للشركات. يذكر أن «ساب» استحوذت على «سايبيس» مقابل 5.8 مليار دولار عام 2010 واستمر تشن في العمل بها. وفي «ساب»، قاد تشن عملية تطوير برمجية إدارة لأجهزة محمولة مماثلة لبرمجية «بلاكبيري». وقال تشن أثناء حديثه إلى محللين مؤخراً، إنه لن يتخلى عن نشاط الهواتف. ولكنه أكد على أن الهواتف تبدو متراجعة عن خطة الشركة غير الناجحة الرامية إلى جذب اهتمام المستهلك عن طريق خط هاتفها الجديد «بلاكبيري 10». وقال تشن إنه بناءً على طلب العملاء ستستأنف «بلاكبيري» إنتاج هاتف «بلاكبيري بولد» الذي يستخدم نظام تشغيل «بلاكبيري 7» المتقادم. كما بدا تشن متحمساً إزاء هاتف قادم يسمى «بلاكبيري كلاسيك» الذي سيستخدم نظام تشغيل «بلاكبيري 10» الجديد، ولكنه سيقلد الهواتف الأقدم من خلال شموله عدداً من وسائل التحكم الجسمانية مثل جهاز تراكباد. ويتمثل أحد أكبر تحديات «بلاكبيري» في صورتها، فهي شركة بطيئة تنزف نقداً. ومسألة إقناع الشركات بأن برمجيتها عبارة عن استثمار آمن ستكون مهمة صعبة على تشن. وقال جون جاكسون محلل بيانات المحمول في مؤسسة آي دي سي للبحوث: «ربما يكون هذا هو التحدي الفارق الذي يواجهه تشن لاستعادة عافية الشركة وسيتعين عليه إقناع كافة الأوساط بمدى أهمية بلاكبيري». (نقلاً عن: انترناشيونال نيويورك تايمز)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©