شركات التعدين العالمية تتسابق إلى التيبت

بدأت كبريات شركات التعدين العالمية في تركيز اهتمامها على منطقة التيبت أحد أكبر أقاليم الصين، ولكن لأسباب اقتصادية عملية، وليس لأسباب سياسية، كما هو حال معظم المهتمين بالإقليم· وفي الوقت الذي يتطلع فيه الرياضيون من كل أنحاء العالم إلى نيل الميداليات الذهبية في أولمبياد بكين، فإن شركات التعدين البريطانية أصبحت تتأهب- فيما يبدو- للاستحواذ على أكبر حصة من مكامن الذهب الصينية الهائلة في التيبت· وعلى الرغم من أن المنطقة يسودها أسوأ أنواع المناخ إلى جانب الضعف الكبير في البنية التحتية، إلا أن من المؤكد أن هذه المنطقة التي تعرف باسم ''سقف العالم'' تحتشد بها كنوز هائلة من المعادن· وحتى هذا الوقت، فإن شركة التعدين البريطانية الوحيدة التي تزاول أعمالها في منطقة التيبت هي شركة ''سنترال شاينا جولدفيلدز''، ويقول جيف ماليهولو المدير الإداري للشركة: ''لسنا منظمة سياسية، إذ ينصب اهتمامنا فقط على تطوير هذه المكامن، سواء في ظروف مناخية سيئة أو عن طريق التعاون مع المجتمع المحلي، لأننا في نهاية المطاف إذا لم نقم بهذه الأعمال فستأتي شركة أخرى تضطلع بها''· وأصبح قطاع التعدين الصيني -الذي عانى لفترة طويلة من نقص التمويل- مرشحاً لإشعال ثورة خلال فترة السنوات القليلة القادمة في أسواق السلع العالمية· ففي العام الماضي، تمكنت الصين من تجاوز جنوب أفريقيا لتصبح المنتج الأكبر في العالم للذهب، إذ يقول بول اثرلي المدير العام لشركة ليشون ريسورسز المسجلة في أستراليا والتي تطور أحد أكبر مناجم الذهب في ولاية هيلونغ جيانغ الشمالية الشرقية: ''إن الصين تتمتع بوفرة هائلة من المعادن التي لم يتم اكتشافها بعدُ، إلى جانب التطور الذي تشهده في إنشاء البنية التحتية''· وقادت شركات التعدين البريطانية الطريق إلى الصين خلال العقد الماضي عندما أصبحت شركة جريفن ماينينج في عام 1997 الشركة الأجنبية الأولى التي تحصل على ترخيص للاستكشاف منذ ميلاد جمهورية الصين الشعبية في عام ·1949 والآن، فهناك العديد من الشركات البريطانية التي تعمل في جميع الأنحاء الصينية، إلا أن معظمها يراقب عن كثب التطورات الجديدة في التيبت التي أصبحت الجبهة الجديدة لأنشطة التعدين· ويشار أيضاً إلى أن كلمة التيبت باللغة الصينية تعني ''منطقة الكنز الغربي''، وهو ما يفسر مدى ما تزخر به هذه المنطقة من معادن وفيرات· وأجرت الصين في عام 1999 مسوحات جيولوجية لمدة سبعة سنوات في المنطقة كشفت عن وجود أكثر من 16 مكمناً عملاقاً للنحاس والحديد والرصاص والزنك، بالإضافة إلى العديد من أنواع المعادن الأخرى· وبسبب الطلب المتزايد على الحديد من صناعتي الإنشاءات والسيارات، فقد استوردت الصين 386 طناً من الحديد الخام في عام 2007 بزيادة بنسبة 18% من المستوى الذي استوردته في العام ·2006 ومما لاشك فيه، أن هذا الرقم سوف ينخفض بشكل حاد متى بدأ استخراج الحديد من منطقة التيبت، وحسب تقديرات الحكومة الصينية فإن إجمالي قيمة المعادن في التيبت يصل إلى مبلغ بحوالي 64,8 مليار جنيه استرليني· عن ''الديلي تيليجراف'' اللندنية