الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

علماء: العمل عبادة وجهاد في سبيل الله والوطن

26 ابريل 2018 21:08
أحمد مراد (القاهرة) يحتفل العالم في الأول من مايو كل عام بعيد العمال.. تقديراً لهم واعترافاً بدورهم المهم في الإنتاج والعطاء.. وإن كان الإسلام يحترم الأيدي العاملة.. فقد اهتم أيضاً بها ورفع مرتبتها.. وشدد علماء الدين على أهمية العمل في حياة الفرد والمجتمع، حيث عن طريقه تقوم الحياة، وتعمر الديار، وتزدهر الأوطان، ويحدث الاستقرار، مؤكدين أن للعمل في الإسلام مكانة عالية ومنزلة رفيعة، به ينال الأجر والثواب، وهو عبادة عظيمة لله تعالى وامتثال لأمره، فضلاً عن أنه نوع من الجهاد في سبيل الله. وأشار العلماء إلى أن الإسلام دعا إلى العمل الحر الشريف الذي يصون كرامة الإنسان بشرط الإتقان في العمل والبعد عن الحرام، وعظم الإسلام من شأن العمل مهما كان بسيطاً، موضحين أن الإسلام ينظر إلى العمل كقيمة في ذاته مكمل لإيمان المرء، ودليل على صدق اعتقاده، وضرورة للمعاش وتنمية البشر. قيمة وعبادة أوضح د. عباس شومان، وكيل الأزهر، أن العمل في الإسلام قيمة في حد ذاته، وقد حث الدين الحنيف عليه فقال تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ...)، «سورة التوبة: الآية 105»، وهو أساس التقييم والحكم على الإنسان في الدنيا حتى فيما يتعلق بدرجة التدين، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان»، ولا يكتمل الإيمان ولا يسلم الاعتقاد من دون العمل، لقوله صلى الله عليه وسلم: «الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل»، ولا يوجد في ميزان الشرع عمل للعبادة وعمل للعادة، بل العادة تكون في ميزان العبادة إذا قرنت بنيتها، لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنك لا تعمل عملاً تبتغي به وجه الله إلا أُجرت عليه حتى ما يجعل الرجل في زوجته»، وأعمال المعاش أكثر ثواباً من نوافل العبادات، فقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابياً ملازماً للمسجد يكاد لا يخرج منه فسأله: ألك زوجة؟ قال: نعم، فقال: ألك ولد؟ قال: نعم، فقال: من يطعمهم؟ قال: أخي، فقال: هو أعبد منك. وأشار د. شومان إلى أن العمل والسعي على الرزق يعد من العبادة ما دام صاحبه نوى به القيام بواجباته نحو من يعول، وإغناء نفسه عن العوز ومذلة الحاجة والسؤال، بل هو قيمة في ذاته، حيث يكون المرء نافعاً لنفسه ومجتمعه وفاعلاً في بنائه ورقيه، فالبطالة عيب في حق صاحبها وإن كان غنياً ليس في حاجة للمال متى وجد سبيلاً للعمل، وكل عمل يجعل المرء فاعلاً في مجتمعه نافعاً لنفسه أو لغيره أو لهما معاً مما لا يضر بالغير ولا يبتعد عن دائرة المشروع، هو عمل مقدر في شريعتنا يرفع من شأن صاحبه ولو كان من الأعمال الدنيا في ميزان الناس، فلا ينقص من قيمة حامل المؤهل العالي أو الدرجة العلمية أن يعمل في أي عمل يغنيه عن سؤال الناس ولو كان بسيطاً وغير مناسب، وذلك لأن قبوله لعمل في غير مجال تخصصه هو أشرف له من سؤاله الناس واعتماده على الغير في انتظار عمل يناسبه، ويجب على المعنيين وضع الخطط التي تكفل الاستفادة في التخصصات المختلفة من أصحاب المؤهلات والدرجات العلمية الذين قضوا رحلة طويلة وشاقة للحصول على هذه الشهادات. حياة كريمة من جانبه، أوضح الشيخ عبد الناصر بليح، من علماء وزارة الأوقاف المصرية، أن الإسلام دعا إلى العمل والاحتراف في شتى المجالات، وهذه الدعوة لم تكن من فراغ، وإنما من أجل إيجاد حياة كريمة للفرد والمجتمع لأنه من لم يملك قوت يومه لا يملك حريته، وللعمل في الإسلام مكانة عالية ومنزلة رفيعة، به ينال الأجر والثواب، وهو عبادة عظيمة لله وامتثال لأمره، عن طريقه تقوم الحياة، وتعمر الديار، وتزدهر الأوطان، ويحدث الاستقرار، وقد أمر به سبحانه وتعالى، فقال: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، «سورة الجمعة: الآية 10»، وقال تعالى: (وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا)، «سورة النبأ: الآية 11»، وقال جل شأنه: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)، «سورة الملك: الآية 15». وقال بليح: لقد برز اهتمام الإسلام بالعمل في عدة مواضع، فورد ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية، وجاء الحث عليه انطلاقاً من أهميته البالغة ودوره في حياة الفرد والمجتمع معاً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وأن نبي الله داوود عليه السلام كان يأكل من عمل يده»، وفي القرآن الكريم أمر الله سبحانه وتعالى عباده بالسعي في مناكب الأرض بحثاً عن الرزق، وحذر من التقاعس عن العمل والتكاسل، كما حذّر الإسلام من الاتكالية على الغير في تأمين القوت والحياة الكريمة، فقد ذم الإسلام القعود عن العمل والتواكل واعتبره بمقام المهانة والمذلة للإنسان في الحياة الدنيا، خاصة إذا كان لديه القدرة على العمل وتقاعس عنه بإرادته. وأضاف الشيخ بليح: دعا الإسلام إلى العمل الحر الشريف الذي يصون كرامة الإنسان؛ بشرط الإتقان في العمل والبعد عن الحرام، وعظم الإسلام من شأن العمل مهما كان، في المصنع أو المتجر أو في المستشفى أو الوزارة أو السوق، أو في البناء، أو في الزراعة وحراثة الأرض، أو في حفظ الأمن وحراسة الأموال والأعراض، أو القضاء والفصل بين الناس أو غير ذلك، بل حتى عمل المرأة في بيتها لزوجها وأولادها، فإنها تؤجر عليه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©