أحمد مراد (القاهرة)
يعد الإمام الجليل، أبو زكريا يحيى بن عبدالله بن بكير المخزومي، من كبار أئمة علوم الحديث والفقه والأصول في مصر خلال القرن الثاني الهجري، وقد وصفه المؤرخون بأنه أحد أئمة أهل السنة والجماعة الثقات، وصاحب علم غزير في شتى فروع العلم الشرعي.
ولد إمام الحديث، يحيى بن بكير سنة 154 هجرية، وعاش متنقلا بين الشام ومصر، وحرص على طلب العلم منذ أن كان صغيراً، حيث كان شغوفاً بطلب العلم لدرجة كبيرة، حيث يروى أنه سمع من الإمام مالك كتابه الشهير «الموطأ» سبع عشرة مرة.
تلقى يحيى بن بكير الكثير من العلم عن أئمة وعلماء آخرين، أمثال الليث بن سعد، وبكر بن مضر، ويعقوب بن عبد الرحمن، والمغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، وحماد بن زيد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وابن وهب.
تفرغ يحيى للتدريس ورواية الأحاديث النبوية، وقضى في هذا الشأن عشرات السنين، الأمر الذي جعله من كبار أئمة الحديث، وقد أثنى عليه الإمام الذهبي وأشاد بعلمه وورعه ودقة أحاديثه، قائلاً: الإمام، المحدث الحافظ الصدوق، كان غزير العلم عارفا بالحديث وأيام الناس، وبصيراً بالفتوى، وما علمت له حديثاً منكراً.
أما تلاميذه فهم كثيرون، وقد صاروا فيما بعد من أئمة علم الحديث أمثال: البخاري، ويحيى بن معين، ومحمد بن عبدالله بن نمير، ويونس بن عبد الأعلى، وسهل بن زنجلة، وأبو بكر الصاغاني، وأبو زرعة الرازي، وبقي بن مخلد، وروح بن الفرج، ويحيى بن أيوب العلاف، ويحيى بن عثمان بن صالح، وأبو حاتم، وخير بن موفق، وأبو الأحوص العكبري، ومالك بن عبد الله بن سيف، وأبو خيثمة علي بن عمرو الحراني، والحسن بن الفرج الغزي. توفي يحيى بن بكير سنة 231 هجرية، ودفن في مصر.
عدد اليوم
