17 قتيلاً وعشرات الجرحى بانفجارين متتابعين في اسطنبول

حملت تركيا أمس المتمردين الأكراد مسؤولية التفجيرين المزدوجين اللذين أوديا بحياة ما لا يقل عن 17 شخصا في ضاحية جونجورين على الجانب الأوروبي من اسطنبول الليلة قبل الماضية ، الأمر الذي نفاه الحزب الانفصالي· ووسط إدانات واسعة للاعتداءين، يسود الترقب البلاد نظرا لمداولات بدأتها المحكمة الدستورية حول حظر محتمل لحزب التنمية والعدالة الحاكم والمنبثق عن الحركة الاسلامية بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان· وقال أردوجان لدى تفقده موقع الانفجارين في اسطنبول أمس ''مع الأسف ان ثمن العمليات العسكرية التركية باهظ· ان الحادث يشكل مثالا''· وتجنب رئيس الوزراء لفظ اسم حزب العمال الكردستاني موضحا ان ذلك يشكل ''دعاية'' للمتمردين· وقال ''اننا نكافح منذ 30 سنة ضد الارهاب''· وفي حين كان رئيس الوزراء يزور منطقة الانفجار التي طوقتها الشرطة، كان سكان الحي يرددون ''ليسقط حزب العمال الكردستاني''· من جهته، قال محافظ اسطنبول معمر غولر ان حصيلة القتلى ارتفعت إلى 17 شخصا، بينهم 5 أطفال، في حين بلغ عدد الجرحى حوالى ،50 بينهم 6 في حال الخطر· وقتلت فتاة (12 عاما) بعد ان أصابتها شظايا في قلبها· وكانت حصيلة سابقة قدمها وزير الصحة رجب اكداغ أشارت إلى 16 قتيلا وسط تضارب شديد في عديد الجرحى الذين قدرتهم مصادر رسمية أيضا بـ 150 مصابا· وقال غولر للصحفيين ''ليس هناك أدنى شك في انه عمل إرهابي''، مشيرا إلى التدقيق في أشرطة كاميرات التصوير والتحقيق في علاقة حزب العمال الكردستاني بالحادث· وأضاف ''طبعا، نرى هنا صلة مع المنظمة الانفصالية''، موضحا ان تفاصيل التحقيق سيتم الاعلان عنها في أسرع وقت· وتابع غولر ''هناك عبوتان ناسفتان وضعتا في القمامة وانفجرتا مساء أمس الأول بفارق 10 دقائق وعلى بعد 50 مترا تقريبا في نفس الشارع ،وتجمهر الناس فور انفجار الأولى وحينها انفجرت العبوة الثانية ، الأمر الذي أسفر عن قتلى''· وأكد شهود أن الانفجار الثاني كان أقوى بما لا يقاس من الأول مما يرسخ فرضية الفخ الهادفة إلى الايقاع بأكبر عدد ممكن من الناس· كما أشارت قناة ''ان تي في'' التلفزيونية وصحف عدة بأصابع الاتهام إلى حزب العمال الكردستاني· من جهته، اتهم زعيم المعارضة في البرلمان دنيز بايكال المتمردين الأكراد أيضا قائلا ''ان السلطات تعتقد أيضا انهم ارتكبوا ذلك''· وتنشط في اسطنبول أيضا مجموعات مسلحة ومن اليسار المتطرف· ويأتي الاعتداء المزدوج في حين تمر تركيا بفترة من التوترات· والجمعة الماضي، قررت محكمة في اسطنبول محاكمة مجموعة انقلابيين محتملين بينما اجتمعت المحكمة الدستورية للبت في امكانية حظر حزب العدالة والتنمية الحاكم بتهمة أسلمة النظام العلماني· وسيؤدي سيناريو حظر الحزب في حال تحوله إلى واقع، إلى إغراق البلاد في أزمة دستورية· وكان حزب العمال قد نفى أي صلة له بالتفجيرات· وقال زبير إيدار العضو السابق في البرلمان والذي أصبح حاليا رئيس الجناح السياسي في الحزب لوكالة ''فيرات'' للأنباء المقربة من المتمردين ''إنه حادث غامض·· هذا الحادث ليس له علاقة بكفاح الأكراد من أجل الحرية· لا يمكن أن يربطوا ذلك بحزب العمال الكردستاني''· من جهته، أكد البيت الأبيض أمس دعم الولايات المتحدة لتركيا في معركتها ضد الارهاب· ودان الأمين العام لحلف الأطلسي الاعتداءين بأشد العبارات وأكد وقوف الحلف إلى جانب أنقرة في مكافحة الإرهاب، فيما أكد الاتحاد الأوروبي أن تركيا يمكنها الاعتماد على دعم الاتحاد· وسارعت منظمة المؤتمر الاسلامي والأردن واسبانيا إلى التنديد بالهجوم فيما حثت برلين رعاياها على عدم المجيء إلى تركيا·