السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«حوار طرشان».. بين «الناتو» وموسكو بعد «وارسو»

«حوار طرشان».. بين «الناتو» وموسكو بعد «وارسو»
14 يوليو 2016 23:57
بروكسل (وكالات) حاول حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا أمس الأول استئناف حوارهما للمرة الأولى منذ قمة «وارسو»، التي صادقت على نشر أربعة آلاف جندي في الشرق رداً على الأزمة في أوكرانيا، لكن التجربة تحولت إلى «حوار طرشان». وقال الأمين العام للحلف «ينس ستولتنبرغ» بعد نحو ثلاث ساعات من المباحثات بين سفراء دول الحلف الـ28 ونظيرهم الروسي ألكسندر غروشكو، «لم يسجل تطابق في وجهات النظر اليوم». وأضاف «أجرينا مشاورات مفتوحة وصريحة والأجواء كانت جيدة، لكننا لم نكن متوافقين»، مشيداً رغم ذلك بـ«فرصة مهمة لتوضيح مواقف كل منا». ويبقى الخلاف الرئيس الأزمة في أوكرانيا التي فاقمت العلاقات بين الحلف وروسيا. وكرر «ستولتنبرغ» أن «ما تقوم به روسيا في أوكرانيا قوض الأمن في المنطقة الأوروبية والأطلسية»، مجدداً تنديده بضم روسيا القرم في 2014. وصادق قادة دول الحلف الأسبوع الماضي في «وارسو» على تعزيز جديد لوجود الحلف العسكري في الشرق، بإعطاء الضوء الأخضر لنشر أربع كتائب متعددة الجنسية في دول البلطيق الثلاث وبولندا، اعتباراً من العام 2017. وستكون هذه الكتائب التي تعد كل منها 600 إلى ألف عنصر، بقيادة الولايات المتحدة وكندا وألمانيا وبريطانيا. وأثار قرار نشرها في إستونيا وليتوانيا ولاتفيا وبولندا قرب الحدود الروسية غضب الرئيس فلاديمير بوتين، الذي اتهم «الناتو» في نهاية يونيو بالسعي لجر بلاده إلى سباق «محموم» إلى التسلح وبالإخلال بـ«التوازن العسكري» القائم في أوروبا منذ سقوط الاتحاد السوفيتي. وأفاد السفير الروسي أمس الأول أن هذه الإجراءات المبالغ فيها والتي تأتي بنتائج معاكسة، تعيدنا إلى أجواء الحرب الباردة، فنموذج المواجهة الذي يفرضه علينا الناتو لا يهمنا. ومنذ أشهر، تشدد بعض دول الحلف وخصوصاً فرنسا وألمانيا على ضرورة أن يعود الحلف إلى الحوار مع موسكو لتجنب أي تصعيد في حال وقوع حوادث. ولا يزال أي تعاون عملي مع روسيا متوقفاً، لكن لقاء الأربعاء كان الثاني منذ نهاية أبريل بين سفراء دول الأطلسي ونظيرهم في إطار مجلس «الأطلسي-روسيا»، هيئة الحوار بين الطرفين التي جمدت أنشطتها منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية في يونيو 2014. وحملت روسيا «اقتراحات» حول خلاف يشكل مصدر توتر: تحليق مقاتلات روسية فوق بحر البلطيق مطفئة أجهزة البث، ما يجعل من المستحيل رصدها بالرادار ويزيد من مخاطر حصول حوادث اصطدام. وذكر غروشكو: «قلنا بوضوح إننا مستعدون للتحليق مع أجهزة بث تعمل على بعض المسارات، متهماً أجهزة طائرات الأطلسي بالقيام بطلعات عشوائية». وأضاف: «نقترح إجراء مشاورات حول هذا الموضوع بين السلطات العسكرية». وستكون هذه المشاورات مؤشراً إيجابياً لأن أي تواصل مباشر بين ضباط كبار في الحلف وآخرين روسٍ متوقف منذ مايو 2014. لكن هذه المبادرة قابلتها بروكسل بفتور. وقال «ستولتنبرغ»: «نرحب بهذا الاقتراح لكننا طلبنا مزيداً من التفاصيل»، مذكراً بأنه جانب واحد فقط من المشاكل الأمنية فوق البلطيق. وأضاف: «شاهدنا أنشطة خطيرة، ومقاتلات روسية تحلق فوق بوارج أميركية»، في إشارة إلى حوادث مع مدمرة أميركية في أبريل الماضي. وأثارت الأزمة الأوكرانية لدى دول الكتلة السوفيتية سابقاً، والتي انضمت إلى الحلف الأطلسي، مخاوف على سلامة أراضيها، ودفعت دول الحلف الـ28 إلى تعزيز وجودها العسكري بصورة غير مسبوقة منذ نهاية الحرب الباردة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©