الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نظام إنتاج الإعلام الجديد ومصطلحاته

31 مارس 2013 20:38
تظهر بوتيرة متواصلة مصطلحات مهنية وفنّية جديدة في عالم صناعة الأخبار والإعلام والصحافة في العصر الرقمي، وهي لا تعبّر فقط عن التحولات النوعية في هذه المجالات بل تنطوي على تغيرات جديّة ما يتطلب من العاملين والخبراء ذوي العلاقة ليس فقط الإلمام بها كمفردات بل إتقان معناها والتمعن في آفاق تطبيقاتها، الآن وفي المستقبل القريب على أبعد تقدير. قد يعتقد البعض أن ظروف وبنيان معظم المؤسسات الإعلامية والإخبارية العربية قد لا تسمح باستخدامات واسعة لهذه المصطلحات وتقنياتها، أو لا تستدعي الحاجة لها في المدى المنظور. إلا أن اعتماد معظم المؤسسات الإعلامية على التمويل «الريعي» لا يعني ضمان استمرارها إلى الأبد في النظام الجديد خاصة مع نشوء وسائل التواصل الاجتماعي (الأفقي). كماأن هذا النمط من التمويل الريعي لن يحول دون ظهور وسائل ومؤسسات مستقلة أكثر انسجاماً مع تحولات الإعلام الإخباري المحقق منها عالمياً والمنتظر، خاصة من ناحية اتساع نطاق وحرية تدفق الأخبار، وصدقية المؤسسات والجماعات والمنابر المنتجة والناقلة للمعلومات. ولعل نظرة سريعة على برامج أعمال أو محاور بحث المنتديات العالمية التي تهتم بآفاق وتطور الإعلام والصحافة قد تعطي صورة عن بعض جوانب الحالة التي يجب أن يكون عليها التفكير في المؤسسات (الإخبارية) في مرحلة الانتقال نحو العصر الرقمي. إن هذه البرامج تحمل في طياتها جزءاً من المصطلحات التي يجب أن ينتبه لها المعنيون بالإعلام جيداً. منها مثلا: الجدران المدفوعة؛ نماذج وضع كلفة مالية على المحتوى؛ جدران البيانات، صحافة البيانات؛ حماية البيانات من أجل تعزيز الإيرادات؛ نماذج المشاريع الجديدة للأخبار؛ تنويع اتجاهات مصادر الإيرادات؛ التعامل مع الوسطاء وخلق القيمة المضافة في مجال النشر؛ الابتكار والمنصات في غرف الأخبار؛استراتيجيات البيع الجديدة كليا، جني الأموال من الرقمي، المخاوف الجديدة على حرية الصحافة ومحاولات التحكم بالشبكة. ومما لا شك فيه أن هناك ثقافة راسخة وعميقة الجذور تحاول مقاومة هذه التحوّلات ومصطلحاتها. ولعل أسهل ردود الفعل تجاه هذه التحولات هو رفضها نظرياً والتحسر على ثقافة ومصطلحات العصر القديم. لكن ذلك لن يحد مطلقاّ من قوة التغيرات هذه، لا في الشكل ولا في المضمون، ولو كان ذلك ممكناً لما تركت الامبراطوريات الإعلامية العريقة والواسعة النفوذ باباً إلا وطرقته للحفاظ على نظام إنتاجها الإعلامي التقليدي وكل مفرداته في مواجهة غزو الإعلام الجديد وانعكاساته الثورية. إن استحالة منع هذا التحول يعود ببساطة إلى اعتماده على تكنولوجيا كاسحة تتمتع بسلطة تحديد طبيعة (ومزاج) القراء والمشاهدين والمستمعين (أو المستخدمين بلغة عصر الإعلام الرقمي وشركاته). وهؤلاء هم من يجب أن يمولوا في النهاية منتج المؤسسات والمنابر الإعلامية والصحفية. تتعدى المسألة هنا ضرورة مسايرة التغيير، فالاكتفاء بذلك لن يؤدي إلى نجاح، بل لا بد من التشبّع بمقومات التغير هذا ومستلزماته ومنها إتقان المصطلحات والمفردات والمشاركة في صياغة الجديد منها مستقبلا، سواء على صعيد الشكل أو المضمون، على صعيد المحتوى أو التسويق. وإذا كان البعض يرى أن بعض المصطلحات الجديدة تجرح «رسالة» الإعلام أو دوره المنزّه بنظرهم عن التجارة، فإن المطلوب أولًا هو الانخراط أولًا في التفكير بالنظام الجديد ثم المشاركة في ابتكار مصطلحات وأنظمة إنتاج غير جارحة لهذه الرسالة. وبغير ذلك لن يكون بالإمكان البقاء خارج النظام والتأثير فيه في الوقت نفسه. barragdr@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©