وضع «عادي» في بانكوك بعد رفع حظر التجول

صرح رئيس الوزراء التايلاندي ابهيسيت فيجاجيفا أمس أن الوضع بات “عادياً” في البلاد غداة رفع حظر التجول الذي كان مفروضاً في بانكوك و23 ولاية إثر أعمال العنف الدامية في العاصمة. وفي خطابه الأسبوعي المتلفز للأمة، قال ابهيسيت إن “الوضع كان عادياً الليلة قبل الماضية، إلا أن السلطات ستواصل اليقظة وربما ننظر في رفع حالة الطوارئ”. وقد أعلن ابهيسيت أمس الأول رفع حظر التجول، لكنه أبقى على حالة الطوارئ. وفرض حظر التجول في 19 مايو بعد الهجوم الذي شنه الجيش على المتظاهرين المناهضين للحكومة الذين احتلوا طيلة أسابيع وسط العاصمة مطالبين باستقالة رئيس الوزراء. وتلت العملية اضطرابات وحرائق. واستعادت بانكوك حياتها العادية هذا الأسبوع. وقد فرضت حالة الطوارئ في السابع من أبريل. ويحظر هذا القرار الطارئ أي تجمع لأكثر من خمسة أشخاص ويرخص لقوات الأمن القيام باعتقالات دون مذكرات قضائية. ومنذ بداية تظاهرات “القمصان الحمر” منتصف مارس حتى تفريقها بالقوة، قتل ما لا يقل عن 88 شخصاً وجرح 1900 آخرون. وفي حديث لمجموعة من الصحفيين الأجانب، قال الاقتصادي الذي تعلم في أكسفورد وأحد أصغر رؤساء الوزراء على مستوى العالم إنه يشعر بالحزن لإراقة الدماء، وإن موقفه الصارم من الاحتجاجات كان يهدف إلى الحفاظ على السلام لا السلطة. وفي أكثر كلماته صراحة منذ انتهاء حملة مناهضة للحكومة استمرت تسعة أسابيع وقتل خلالها 88 شخصاً وأُصيب نحو 2000 عبر ابهيسيت عن أسفه لسقوط قتلى، لكنه قال إنه عقد العزم على المضي قدماً في خطة للمصالحة لتسوية الصراع المستمر منذ خمس سنوات تسوية نهائية. وقال: “كانت شهوراً صعبة جداً، وهذا أقل ما يقال عنها.. أنا شخصياً لم أرغب قط في حدوث خسائر في الأرواح. يجب أن تكون قراراتي قائمة على ما أشعر أنه لصالح البلاد”. وقال: “حاولت التوصل إلى حل سلمي على نحو لم يفعله أي رئيس وزراء آخر”. وأضاف: “متى كانت آخر مرة جلس فيها رئيس للوزراء وجهاً لوجه مع زعماء احتجاج لخمس ساعات.. متى كانت آخر مرة رأيتم فيها رئيس وزراء يعرض رغم احتجاج أنصاره الاستقالة قبل انتهاء ولايته بعام.. لقد أظهرت كل العزم على حل هذا سلمياً وفي كل مرة رفض من أرادوا دوماً تحقيق هدفهم من خلال العنف والخسائر في الأرواح. هذا ما آل إليه الأمر ولهذا قررت ما قررته”. واتهم ابهيسيت بأنه دمية يحركها الجيش ونخبة تمسك بزمام الحكم فعلياً منذ عقود، وهو ما ينفيه بقوة.